الصورة التي رفعها سعيّد ليست من مؤتمر باندونغ وتونس والجزائر لم تشاركا بوفود رسمية
الادعاء
الرئيس التونسي قيس سعيّد "السياسة الخارجية لتونس تقوم على سيادة الدولة وسيادة الشعب في الداخل والتي تقوم أيضًا منذ عقود على عدم الانحياز، لا ننحاز إلا للقضايا المشروعة وبناء على الشرعية الدولية، ربما لا يذكر الكثير هذه الصورة التاريخية في مؤتمر باندونغ بين الرئيس الحبيب بورقيبة والرئيس جمال عبد الناصر والرئيس أحمد بن بلة".
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
قال الرئيس التونسي قيس سعيّد خلال لقاء جمعه في قصر قرطاج مع عثمان الجرندي وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، بتاريخ 11 مايو/أيّار الجاري، إنّ "السياسة الخارجية لتونس تقوم على سيادة الدولة وسيادة الشعب في الداخل وتقوم أيضًا منذ عقود على عدم الانحياز". وأضاف "لا ننحاز إلا للقضايا المشروعة وبناء على الشرعية الدولية". وأرفق سعيّد في معرض حديثه صورة قال إنّها من مؤتمر باندونغ جمعت كلًّا من الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة. وأوضح سعيّد "مازلنا متمسكين بهذه الثوابت وبالقضايا التي نعتبرها قضايا مشروعة وتقوم على الشرعية بالرغم من نقائصها".
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الادّعاء المتداول ووجد أنّه مضلل، إذ إنّ الصورة التي عرضها الرئيس التونسي قيس سعيّد ليست من مؤتمر باندونغ، بل تعود إلى الاحتفال بإجلاء القوات الفرنسية من محافظة بنزرت التونسية. ونظمت تونس على مدى ثلاث أيام، 13، 14، و15 ديسمبر/كانون الأول 1963، احتفالية حضرها كل من الرئيس الجزائري بن بلّة والرئيس المصري عبد الناصر.
وتوثق العديد من الصور ومقاطع الفيديو الاحتفالية التي نظمتها تونس، حينها، وتتطابق فيها عناصر الصورة.
عيد الجلاء
يحتفل التونسيون يوم 15 من أكتوبر/تشرين الأول من كلّ عام بعيد الجلاء، وهو اليوم الذي غادر فيه آخر جندي فرنسي الأراضي التونسية عام 1963.
مؤتمر باندونغ
عقد المؤتمر في مدينة باندونغ، عاصمة مقاطعة جاوة الغربية في إندونيسيا، خلال الفترة من 18 إلى 24 إبريل/نيسان عام 1955، وكانت أهدافه تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي الأفرو آسيوي، ومعارضة الاستعمار بكافة صوره بما فيها الاستعمار الجديد، وبحث القضايا العالمية، وانتهاج سياسات مشتركة في العلاقات الدولية.
وشارك في المؤتمر رؤساء ورؤساء حكومات 29 دولة ينتمون إلى الجيل الأول من قيادات ما بعد الحقبة الاستعمارية من قارتي أفريقيا وآسيا، ومن أبرزهم نهرو، والرئيس الأندونيسي أحمد سوكارنو، وجمال عبد الناصر.
كانت الدول العربية المشاركة هي مصر، والسودان، وسورية، ولبنان، واليمن، والأردن وليبيا، والسعودية والعراق. وليس من بينها وفود رسمية من تونس والجزائر.
كانت الجزائر، حينها، في حالة حرب ضد الاستعمار الفرنسي، وتمت دعوتها كبلد مراقب إلى المؤتمر ومثّلها وفد جبهة التحرير الوطني، برئاسة حسين آيت أحمد ومحمد يزيد.
ومثل صالح بن يوسف تونس في المؤتمر الذي انعقد، حينها، بالتوازي مع المحادثات الفرنسية التونسية حول الاستقلال الداخلي.
حركة عدم الانجياز
بعد مؤتمر باندونغ بستة أعوام أُعلن عن تأسيس حركة دول عدم الانحياز على أساس جغرافي أكثر اتساعًا خلال مؤتمر القمة الأول الذي عقد في العاصمة اليوغسلافية بلغراد خلال الفترة من الأول حتى السادس سبتمبر/أيلول عام 1961، وحضرته 25 دولة من بينها مصر، والجزائر وتونس.
بينما شاركت ثلاث دول، وهي بوليفيا، والبرازيل، والإكوادور بصفة مراقب.
اقرأ/ي أيضًا
بورقيبة لم يمنع الحجاب في الأماكن العامة كما ادّعت مارين لوبان