ترجمة مفبركة وبوتين لم يشكر الجزائر على تعاونها في التصدي لتمرد فاغنر
الادعاء
مقطع فيديو لفلاديمير بوتين يشكر فيه المخابرات الجزائرية بعد مساعدتهم له في التصدي للعمليات الخطيرة خلال تمرد مجموعة فاغنر الأخير.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، مقطع فيديو من خطاب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتضمّن ترجمةً إلى اللغة العربية مفادها أنّه يشكر المخابرات الجزائرية بعد مساعدتهم له في التصدي للعمليات الخطيرة على استقرار بلاده، خلال تمرد مجموعة فاغنر الأخير.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبيّن أنّه زائف، إذ إنّ الترجمة المرفوقة بخطاب بوتين مُفبركة ولم يتضمن الحديث أي شكر للمخابرات الجزائرية على تعاونها في الأزمة الأخيرة.
خطاب بوتين بعد تمرد قوات فاغنر
يعود المقطع المتداول إلى جزء من خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مدته حوالي خمس دقائق، والذي ألقاه يوم السبت 24 يونيو/حزيران الجاري، بعد ساعات من تمرد قوات فاغنر وسيطرتها على مدينة روستوف أون دون، إذ اتهم الرئيس الروسي، زعيم قوات فاغنر يفغيني بريغوجين بـ "الخيانة" بعد أن شن الأخير تمردًا ضد الجيش الروسي.
وفي الخطاب الطارئ قال بوتين "مصير شعبنا يتقرر الآن، والإجابة ستكون قاسية. والذين سلكوا طريق الابتزاز سيعانون عقابًا لا مفر منه".
وأضاف "إنها محاولة لتخريبنا من الداخل. هذه خيانة في وجه أولئك الذين يقاتلون في الجبهة"، موضحًا “هذه طعنة في ظهر قواتنا وشعب روسيا”.
ووصف بوتين الحرب في أوكرانيا بأنها صراع من أجل مستقبل روسيا، وأنها جهد يتطلب الوحدة بين قواتها، مضيفًا "أكرر، أي اضطراب داخلي هو تهديد مميت لدولتنا، لنا كأمة. سوف نحمي شعبنا ودولتنا من أي تهديدات. بما في ذلك من خيانة داخلية". وأكمل "وما نواجهه هو خيانة على وجه التحديد. الطموحات الباهظة والمصالح الشخصية أدت إلى الخيانة".
وأكد بوتين خلال خطابه أنه "سيفعل كل شيء لحماية روسيا، وأنه سيتم اتخاذ إجراء حاسم لتحقيق الاستقرار في روستوف". ولم يأت على سيرة الجزائر في حديثه.
تمرد بريغوجين على السلطات الروسية
رفض يفغيني بريغوجين، اتهامات الرئيس الروسي بـ "الخيانة" بعد عبور قواته من أوكرانيا إلى مدينة روستوف أون دون الحدودية الروسية.
وأعلن بريغوجين في رسالة نُشرت خلال الأحداث الأخيرة أن جنود مجموعة فاغنر "وطنيون قاتلوا من أجل بلدهم"، وأنهم "لن يسلموا أنفسهم للسلطات الروسية لأنهم مخلصون لوطنهم"، حسب وصفه.
وجاء تمرد فاغنر بعدما اتهم بريغوجين الجيش الروسي باستهداف معسكر لقواته داخل الأراضي الأوكرانية وقتل "كمية هائلة" من رجاله. وتعهد بالانتقام بالقوة، ملمحًا إلى أن قواته ستدمر أي قوة روسية ستقف أمامها.
وسيطرت قوات فاغنر على مواقع عسكرية في روستوف، ودخلت في صراع مباشر مع السلطات الروسية، قبل أن ينتهي الأمر ويتوصل الطرفان لتسوية.
انتهاء التمرد المسلح وانتقال بريغوجين إلى بيلاروسيا
وبعد التمرد الذي لم يدم كثيرًا، قال الكرملين، مساء يوم السبت، إن قائد فاغنر يفغيني بريغوجين سينتقل إلى بيلاروسيا بموجب اتفاق توسط فيه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لإنهاء التمرد المسلح الذي قاده بريغوجين ضد القيادة العسكرية الروسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن لوكاشينكو عرض التوسط باتفاق مع الرئيس الروسي لأنه كان يعرف بريغوجين شخصيًا منذ نحو 20 عامًا.
وأكد بيسكوف إن القضية الجنائية التي رفعت ضد بريغوجين بتهمة التمرد المسلح سيتم إسقاطها، وأن مقاتلي فاغنر الذين شاركوا تمرده لن يواجهوا أي إجراء، تقديرًا لخدمتهم السابقة لروسيا.
بوتين يشكر قواته على وقف التمرد
وخلال اجتماع مع قوات الأمن يوم الثلاثاء الفائت 27 يونيو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أجهزة الأمن الروسية "أوقفت الحرب الأهلية" خلال التمرد الذي أطلقه بريغوجين وقوات فاغنر.
وكشف بوتين أن مجوعة فاغنر قد تلقت تمويلًا من الدولة بأكثر من 86 مليار روبل روسية (مليار دولار) في الفترة بين مايو/أيار 2022 ومايو 2023 للأجور والبنود الإضافية.
وأضاف أن بريغوجين حقق قرابة المبلغ نفسه خلال الفترة ذاتها، من خلال عقود تزويد الجيش بالطعام من شركته المتخصصة في مجال الأغذية وتقديم الطعام.
كما شكر بوتين خلال خطابه، الجنود الذين منعوا وقوع "حرب أهلية" بعد تمرد مجموعة فاغنر المسلحة.
اقرأ/ي أيضًا
تمرد فاغنر على الجيش الروسي: ما قصّته وما هي أبرز المعلومات المضللة عنه؟
بريغوجين لم يذكر في الفيديو أن الجزائر طلبت إرسال مجموعة فاغنر إلى الحدود مع مالي