الصورتان قديمتان وليستا لاستنفار أمني سبق إعلان فرحات مهني استقلال منطقة القبائل عن الجزائر
الادعاء
صورتان تظهران انتشارًا عسكريًا في شوارع مدن منطقة القبائل، شمال شرقي الجزائر، قبيل إعلان فرحات مهني، رئيس "حركة تقرير مصير منطقة القبائل" الانفصالية، استقلال منطقة القبائل عن الجزائر.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، حديثًا، صورتين ادّعى ناشروهما أنّهما تظهران انتشارًا عسكريًا في شوارع مدن منطقة القبائل، شمال شرقي الجزائر، بعد خروج مظاهرات مطالبة باستقلال المنطقة قُبيل إعلان فرحات مهني، رئيس "حركة تقرير مصير منطقة القبائل" الانفصالية، استقلالها عن الجزائر.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبين أنّه مضلّل، إذ إنّ الصورتين قديمتان، ونشرتا للمرة الأولى في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2020، وهما لانتشار قوات مكافحة الشغب في شوارع مدينة بجاية، شمال شرقي الجزائر، تحسّبًا لمظاهرات الجمعة 86 من الحراك الشعبي الجزائري.
استنفار أمني في الجزائر في الجمعة 86 من الحراك الشعبي
في التاسع من أكتوبر 2020، شهدت العاصمة الجزائرية ومدن عدّة استنفارًا أمنيًا كبيرًا، تحسّبًا لاستئناف مظاهرات الحراك الشعبي الأسبوعية، التي عُلّقت في مارس من العام ذاته بعد انتشار جائحة كورونا.
وأعقب الاستنفار الأمني خروج مظاهرات مفاجئة في العديد من المدن الجزائرية، إحياءً للذكرى الثانية والثلاثين لانتفاضة الخامس من أكتوبر 1988، التي أنهت حقبة نظام الحزب الواحد في البلاد.
وعلى الرغم من التضييق الأمني وإغلاق المنافذ المؤدّية إلى العاصمة وتعليق خدمات النقل العمومي، استطاع عشرات المواطنين التجمع في حي الجبل ببلدية الحراش في العاصمة، وردّدوا شعارات مطالبة بالحكم المدني.
كما خرجت مظاهرات في مدن مستغانم شمال غربي الجزائر، وبجاية وسطيف وميلة وعنابة شرقي البلاد ومناطق أخرى، حيث هتف المتظاهرون مطالبين بالانتقال الديمقراطي وبإرساء نظام حكم مدني.
وانطلقت مظاهرات الحراك الشعبي في الجزائر في 22 فبراير/شباط عام 2019، وأرغمت الرئيس الجزائري، آنذاك، عبد العزيز بوتفليقة، على سحب ترشّحه لولاية رئاسية خامسة ومن ثمة إعلان استقالته وإلغاء الرئاسيات، التي كان من المزمع إجراؤها شهر إبريل/نيسان من العام ذاته. واستمرت المظاهرات إلى ما بعد تولي الرئيس تبون حكم البلاد، قبل أن تتوقف بسبب جائحة كورونا.
فرحات مهني يعلن قيام "دولة القبائل" من نيويورك
جاء تداول الادعاء بعد يوم واحد من إعلان فرحات مهني، رئيس حركة تقرير مصير منطقة القبائل الانفصالية، المعروفة اختصارًا بـ"ماك"، قيام ما أسماه "دولة القبائل"، خلال مراسم أقيمت أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
واختارت حركة "ماك" يوم 20 إبريل تاريخًا لإعلان "قيام دولة القبائل"، بسبب رمزيته لدى سكان المنطقة، فهو يصادف الذكرى السنوية لمظاهرات الربيع الأمازيغي، التي خرجت في اليوم ذاته من عام 1980، في منطقة القبائل وفي العاصمة الجزائر، احتجاجًا على إلغاء محاضرة عن الشعر الأمازيغي للكاتب الجزائري، الباحث في التراث والثقافة الأمازيغيين، مولود معمري، وتنديدًا بالقمع الذي قوبل به المحتجّون.
وقال مهني في كلمة ألقاها خلال مؤتمر للأمم المتحدة حول الشعوب الأصلية وحق تقرير المصير، "إنّ الجزائر تُجرّم حق تقرير المصير في منطقة القبائل، بينما تروّج للحق ذاته بطرق إرهابية في مناطق أخرى."
وتدعم الجزائر حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتسعى من خلال الأمم المتحدة لتمرير مشروع قرار يمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة. بينما يساند فرحات مهني إسرائيل في حربها على غزّة.
شارك مهنّي، في التاسع من أكتوبر الفائت، في مسيرة نُظّمت في باريس دعمًا لإسرائيل. وعبّر على هامش المسيرة، عن تضامنه مع الشعب الإسرائيلي إثر هجوم السابع من الشهر ذاته، الذي قُتل وأُسر فيه مئات الإسرائيليين. كما وصف منفّذي الهجوم بالإرهابيين.
ودعى مهني، في ختام كلمته في مؤتمر الأمم المتحدة، المشاركين لحضور مراسم "إعلان قيام دولة القبائل"، التي أقيمت يوم السبت الفائت أمام مقر المنظمة.
إقرأ/ي أيضًا
الصورتان من مظاهرات ضد تدخل الإمارات في حراك الجزائر عام 2019 وليس حديثًا