` `

كمية القنابل التي ألقتها إسرائيل على غزة لا تتجاوز مجموع ما أُلقي خلال الحرب العالمية الثانية

فراس دالاتي فراس دالاتي
أخبار
13 يونيو 2024
كمية القنابل التي ألقتها إسرائيل على غزة لا تتجاوز مجموع ما أُلقي خلال الحرب العالمية الثانية
ألقت إسرائيل على القطاع 70 ألف طن من المتفجرات بين أكتوبر وإبريل (Getty)

الادعاء

كمية القنابل التي ألقيت على غزة تجاوزت ما أُلقي في الحرب العالمية الثانية.

الخبر المتداول

تتداول مواقع إلكتروينة وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، معلومةً مفادها أنّ كمية القنابل التي ألقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في حربه الجارية على قطاع غزة، تجاوزت مجموع ما تم إلقاؤه خلال الحرب العالمية الثانية.

ادعاءً مفاده أن حجم القنابل التي ألقيت على غزة تجاوزت الحرب العالمية الثانية
ادعاءً مفاده أن حجم القنابل التي ألقيت على غزة تجاوزت الحرب العالمية الثانية

تحقيق مسبار

تحقق "مسبار" من الادعاء ووجد أنه مضلل، إذ إنَّ كمية القنابل التي أُلقيت خلال الحرب الإسرائيلية الجارية على غزة لا تتجاوز مجموع ما أُلقي خلال الحرب العالمية الثانية، بل تتجاوز كمية القنابل التي أُلقيت على مدن محددة في أوروبا.

كمية القنابل التي سقطت على غزة وعلى بعض المدن في الحرب العالمية الثانية

تعود المعلومات المتداولة في الادعاء، الذي انتشر بلغات متعددة، إلى تقرير منسوب إلى المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

وبحسب وسائل الإعلام التي نشرته فإنّ إسرائيل أسقطت ما يزيد على 70 ألف طن من القنابل على قطاع غزة بين أكتوبر/تشرين الأول 2023، ونيسان/إبريل 2024، وهو ما يفوق كمية القنابل التي أُسقطت على مدن دريسدن وهامبورغ ولندن مجتمعة خلال الحرب العالمية الثانية.

وبمراجعة مسبار لموقع المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، لم يعثر على أي إشارة إلى مقارنة بين عدد القنابل التي ألقتها إسرائيل على قطاع غزة، والقنابل التي استُخدمت في الحرب العالمية الثانية.

تقرير موقع المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان
تقرير موقع المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان

وذكر تقرير صدر عن المرصد الأورومتوسطي، في 23 إبريل الفائت، بأن التدمير الهائل الذي نفذه الجيش الإسرائيلي على المنازل والبنى التحتية، طال أكثر من 60 في المئة من مباني قطاع غزة.

وأضاف المرصد أن غالبية التدمير الإسرائيلي نُفذ بالقصف الجوي، إذ تُشير التقديرات إلى أن إسرائيل أسقطت أكثر من 70 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، إلى جانب عمليات التجريف.

وتشير التقديرات إلى أن قوات ألمانيا النازية قصفت لندن وأسقطت قرابة 18300 طن من القنابل بين عامي 1940 و1941، بما في ذلك أرشيف صحيفة ذا نيويورك تايمز.

بينما قال هندريك ألتوف، زميل باحث في قسم التاريخ في جامعة هامبورغ، إن الحلفاء أسقطوا 8500 طن من القنابل على هامبورغ في صيف عام 1943. كما استخدم الحلفاء أيضًا 3900 طن من القنابل على دريسدن في شباط فبراير 1945، وفقًا للسجلات التاريخية، ما يجعل المجموع يقارب 30700 طن من المتفجرات، وهو ما يقل عن نصف المتفجرات الإسرائيلية الملقاة على قطاع غزة.

هل هذا يجعل عدد القنابل التي ألقيت على غزة يفوق ما ألقي خلال الحرب العالمية الثانية؟

أما بالنسبة لمجموع ما ألقي من قنابل خلال الحرب العالمية الثانية، وهو المعيار الذي تتم المقارنة به في الأخبار والمنشورات المتداولة، فهو يفوق كمية القنابل التي ألقتها إسرائيل على قطاع غزة منذ بدء عدوانها في أكتوبر 2023.

وفي حين أن التقديرات الدقيقة تختلف لاتساع رقعة الحرب آنذاك وصعوبة الإحصاء والتوثيق في كافة الأماكن، بسبب اختلاف مناطق النفوذ بعد انتهاء الحرب بين الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفييتي. فإن دراسة صادرة عن مستودع جامعة لويزيانا الأميركية العلمي، تُفيد بأنّ قوات الحلفاء الجوية أسقطت ما يقرب من 2.7 مليون طن من القنابل، ونفّذت 1,440,000 طلعة قصف جوية و2,680,000 طلعة مقاتلة.

 2.7 مليون طن من القنابل استخدمت في الحرب العالمية الثانية

بينما تشير دراسة أخرى صادرة عن جامعة تورونتو الكندية إلى أن قوات الحلفاء الجوية، أسقطت ما يقرب من مليوني طن من القنابل على ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، فدمرت نحو 60 مدينة، وقتلت أكثر من نصف مليون مواطن ألماني. إذ تم تنفيذ جزء كبير من القصف  بما يتعارض مع المطالب المعلنة للقيادة العسكرية للحلفاء، مما تسبّب بموت مئات الآلاف من الناس دون داع، بحسب الدراسة، فضلًا عن القنبلتين النووتين اللتين ألقتهما الولايات المتحدة على اليابان، وتزنان مجتمعتين نحو 40 ألف طن.

في الحرب العالمية الثانية تدمرت حوالي 60 مدينة

هذا من جانب الحلفاء فقط، أما فيما يتعلق بحجم القنابل التي ألقتها قوات ألمانيا النازية، فتختلف التقديرات أيضًا. لكن على سبيل المثال، خلال معركة بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، أسقطت القوات الجوية الألمانية نحو 75 ألف طن من القنابل على أهداف بريطانية، بينما لا يقل حجم المتفجرات التي ألقاها جيش هتلر على مدن فرنسية وبولندية ودنماركية عن 200 ألف طن، بحسب الإحصائيات المتاحة.

ورغم ذلك، هذا لا يقلل من حجم التدمير الهائل وغير المسبوق الذي سببته القنابل الإسرائيلية في قطاع غزة. وعند مقارنة كمية القنابل المستخدمة بالنسبة لمساحة المنطقة المستهدفة، يتضح أنّ ما تعرّضت له غزة يفوق بأضعاف ما شهدته المدن الأوروبية.

على سبيل المثال، وانطلاقًا من الأرقام الواردة أعلاه، فإن قصف لندن بـ18300 طن من المتفجرات يعني وسطيًّا إلقاء ما يقرب من 11.5 طن متفجرات على الكيلومتر المربع الواحد. وقصف ألمانيا بـ 2.7 مليون طن يعني تعرّض كل كيلومتر مربع لـ 7.5 طن من المتفجرات. أما في حالة قطاع غزة، فإن إلقاء 75 ألف طن على قطاع لا تتجاوز مساحة 365 كيلومتر مربع يعني استخدام 205 أطنان لكل كيلومتر مربع.

ما حجم القنابل التي ألقتها إسرائيل على غزة منذ بداية الحرب؟

هذا وتواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة في أعقاب عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر في مستوطنات غلاف غزة، على الرغم من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

ومنذ ذلك الحين، ألقى الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 75 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، منها عدد كبير من قنابل الهجوم المباشر المشترك التي تزوده بها الولايات المتحدة، والتي تزن الواحدة منها نحو 900 كيلوغرام، مما أدى إلى تحويل جزء كبير من بنية القطاع التحتية المدنية إلى أنقاض، وفقًا للأرقام الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع المحاصر.

كما خلّف ذلك سقوط أكثر من 37,202 ضحية من الفلسطينيين في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة ما يقرب من 85,000 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

ومع تزايد حدة الحملات العسكرية في كافة أرجاء القطاع، تفيد تقارير إخبارية بعودة شبح المجاعة إلى شمال قطاع غزة المعزول عن جنوبه.

اقرأ/ي أيضًا

هل يمكن للقصف على غزة أن يسبب زلزالًا كبيرًا كما ادعى فرانك هوغربيتس؟

لم يُصرّح مسؤول في حماس بأنّ الحركة ندمت على عملية طوفان الأقصى بسبب عدد الضحايا في غزة

تصنيف الخبر

مضلل

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة