الفيديو لفلسطيني أعدم برصاص شرطي إسرائيلي عام 2022 ولم يحاول طعن أم إسرائيلية وطفلتها

تحقّق “مسبار” من الادعاء وتبيّن أنّه مضلّل، إذ إن مقطع الفيديو يوثّق إعدام ضابط من شرطة الحدود الإسرائيلية، شابًّا فلسطينيًّا بعد عراك بالأيدي.

ضابط شرطة إسرائيلي يُعدم شابًّا فلسطينيًا في حوارة بنابلس

في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 2022، قَتل ضابط شرطة إسرائيلي شابًّا فلسطينيًّا يُدعى عمار مفلح، يبلغ من العمر حينها 22 عامًا، وذلك بعد عراك بالأيدي بينهما وثّقته إحدى الكاميرات في بلدة حوارة، جنوبي مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت مصادر فلسطينية، حينها، إنّ الشاب كان يحاول الإفلات من محاولة اعتقال، عندما أطلق عليه الشرطي الإسرائيلي النار من المسافة صفر وأرداه قتيلًا. فيما ادّعت مصادر إسرائيلية أنّه قُتل بعد محاولته اقتحام سيارة إسرائيلي باستخدام حجر، وأنّه هاجم ضابطين إسرائيليين من شرطة الحدود كانا داخل سيارة أخرى وأصاب أحدهما بجروح طفيفة.

ولم تُقدم إسرائيل أيّ أدلّة تؤكّد ضلوع عمار مفلح في حادثة الطعن المفترضة التي أصيب إثرها أحد الضابطين، فيما ظهر الشاب الفلسطيني غير مسلح في مقطعين وثقا إعدامه، ويدافع عن نفسه بيدين فارغتين.

شهود عيان ينفون لفرانس برس رواية إسرائيل حول مقتل عمار مفلح

نفى شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية أن يكون مفلح مسلّحًا بسكين أو أن يكون قد اقترب من سيارة ثانية أو حاول الاستيلاء على سلاح ضابط الشرطة الإسرائيلي الذي قتله، عكس ما صرّح به هذا الأخير للقناة العبرية 12.

وقال شاهد عيان، ظهر في مقطع الفيديو يحاول فض العراك بين الضابط والشاب الفلسطيني، إنّ الحادثة بدأت عندما صدمت الشاب مفلح سيارة يقودها زوجان إسرائيليان قرب محور دوران. وأوضح الشاهد أنّ السيارة صدمت مفلح بعدها انحرف سائقها فجأة ليتجنّب الاصطدام بسيارة أخرى. وأضاف، أنّ الشاب الفلسطيني اقترب من السيارة غاضبًا وبدأ يطرق النافذة ويطلب من السائق الانتباه.

وأكّد شاهد عيان آخر، كان داخل سيارته على بعد عشرة أمتار من سيارة المستوطن، رواية الشاهد الأول وأكّد أنّ سائق السيارة أطلق النار على مفلح من داخل سيارته، وأنّ زجاج نافذتها أصاب الشاب الفلسطيني بجروح.

وأكّدت إسرائيل، حينها، أنّ السائق كان جنديًا مسلّحًا خارج وقت دوامه، فيما لم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التواصل معه بشأن الحادثة.

وقال ضابط الشرطة الإسرائيلي الذي قتل مفلح، في مداخلته مع القناة العبرية 12، إنّه سارع إلى المكان وطارد الشاب ظنًّا منه أنّ اعتداء قد وقع هناك. وادّعى أنّ مفلح أمسك سلاحه وأنّه أطلق النار عليه "كي يمنعه من استخدامه ضده وضد المدنيين المسافرين عبر الطريق".

استنكار أممي ودولي إثر إعدام إسرائيل عمار مفلح في الضفة الغربية

استنكر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، مقتل الشاب الفلسطيني عمار مفلح خلال عراك بالأيدي مع جندي إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، ودعا إلى إجراء تحقيق شامل وسريع ومحاسبة المسؤولين.

وبعيد مقتل مفلح، دعا الاتحاد الأوروبي إلى التحقيق في وقوع ضحايا مدنيين في الضفة الغربية وضمان المساءلة، معبّرًا عن قلقه من تصاعد العنف هناك إلى أعلى مستوياته منذ عام 2006.

وفي السياق نفسه، دعت الخارجية الفرنسية، إلى وقف العنف المتزايد ضد الفلسطينيين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات. كما عبّرت الولايات المتحدة على لسان نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية آنذاك، عن قلقها الشديد من تصاعد العنف في الضفة الغربية ومن حصيلة الضحايا الأطفال. ودعت الخارجية الأميركية جميع الأطراف لبذل ما في وسعهم لاحتواء الوضع.

قصف إسرائيلي على جنين يودي بحياة خمسة فلسطينيين

جاء تداول الادعاء بعدما أُعلن، أمس الجمعة، عن استهداف خمسة فلسطينيين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.

وصرّح شهود عيان لوكالة الأناضول أنّ الضحايا سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف ميدان العودة الواصل بين مخيم جنين والمدينة، بالتزامن مع اقتحام الجيش للمدينة.

ونقلت الوكالة عن المصادر ذاتها أنّ الجيش اقتحم المدينة من مداخل عدة، وحاصر منزلًا في حي السعادة حوصر داخله أحد المقاومين وقصفه بالقذائف، في الوقت الذي دارت فيه اشتباكات بين عناصره ومقاومين فلسطينيين في مواقع متفرقة من المدينة.

اقرأ/ي أيضًا

كيف يمكن لصور الخرائط والمصادر المفتوحة كشف توسع المستوطنات في الضفة الغربية؟

فيديو لإسقاط مسيرة إسرائيلية في الضفة الغربية وليس خلال الاشتباكات الجارية في غزة