فيديو قديم لنزاع مسلح في العراق وليس من الاشتباكات الجارية في جنين
الادعاء
فيديو اشتباكات عنيفة بين المقاومه وقوات الاحتلال في شارع نابلس بمدينة جنين
الخبر المتداول
تتداول حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، حديثًا، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لاشتباكات عنيفة بين مقاومين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي، في شارع نابلس في مدينة جنين، أمس 30 أغسطس/آب.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول ووجد أنّه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم وليس لاشتباكات دارت في مدينة جنين، بالتزامن مع العملية العسكرية شمالي الضفة الغربية المحتلة.
نزاع عشائري في العراق عام 2020
نُشر مقطع الفيديو المتداول على موقع يوتيوب في 12 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، وذكر ناشروه حينها أنّه لاشتباكات عنيفة دارت في منطقة كرمة علي في الماجدية، بمحافظة البصرة العراقية.
وعثر مسبار على مقاطع فيديو وثقت الحادثة نفسها من زوايا مختلفة وقال ناشروها إنها تظهر نزاعًا بين عشيرتي بيت كعيد وبيت جوبير في العراق.
حصار وعدوان إسرائيلي على جنين
جاء تداول الادعاء، عقب تجدد الاشتباكات بين مقاومين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في شارع نابلس بمدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
ويشن جيش الاحتلال منذ أربعة أيام عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية، وأرسلت إسرائيل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط مخيم جنين، كما حلقت مسيرات وطائرات حربية في سماء المدينة بعدما حاصرت مداخلها.
وجرف الجيش الإسرائيلي أجزاء واسعة من الحي الشرقي، كما داهم منازل عدة وأجبر ساكنيها على مغادرتها بواسطة مركبات الإسعاف. واحتجزت قوات الاحتلال عددًا من الشبان والأطفال وحولت بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية بعدما طردت قاطنيها. ودمرت آليات الاحتلال الشوارع وخطوط الكهرباء والماء، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وخطوط الهاتف والإنترنت عن مناطق واسعة في المدينة.
ومنذ بدء العملية العسكرية في جنين، فرض الجيش الإسرائيلي حصارًا على عدد من المستشفيات، ومنع مركبات الإسعاف من الوصول إلى المرضى. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنها تواجه صعوبة في الاستجابة لمناشدات المرضى المحاصرين في المدينة ومخيمها، بسبب إعاقة الجيش الإسرائيلي حركة مركبات الإسعاف ومنعه طواقمها من التنقل لأداء عملهم الإنساني.
وفي بيانات منفصلة، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في جنين تصديها للقوات الإسرائيلية التي اقتحمت المدينة ومخيمها، وقالت إنها أطلقت النار عليها وفجرت بها عبوات ناسفة. وأضافت أنها أوقعت الجيش الإسرائيلي في كمائن محكمة، وأكدت وقوع إصابات في صفوفه.
من الجانب الآخر، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل إسرائيليين اثنين في مدينة جنين منذ بدء العملية. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إن هدف الحملة العسكرية على جنين هو إحباط "عمليات إرهابية"، على حد تعبيره.
عملية عسكرية في شمالي الضفة الغربية
وفي 28 أغسطس الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية واسعة، أطلق عليها تسمية "المخيمات الصيفية"، ضد مقاومين في جنين وطولكرم وطوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة. ومن جانبها، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية شمالي الضفة تسمية "رعب المخيمات" على عملية التصدي المستمرة إلى اليوم في جنين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن العملية العسكرية تعد الأوسع منذ عملية السور الواقي في جنين عام 2002، وأنها تتم بمشاركة أعداد كبيرة من القوات البرية بالإضافة إلى سلاح الجو الإسرائيلي.
وأودت العملية العسكرية في شمالي الضفة الغربية المحتلة بحياة 20 فلسطينيًا على الأقل، بينهم 11 في مدينة جنين، و5 في طولكرم، و4 في طوباس، كما خلفت عشرات المصابين، وفق الحصيلة الأحدث لوزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي اعتقل 70 فلسطينيًا منذ بدء العملية العسكرية، وأضافت أن هذا الرقم يشمل الحالات التي تم التأكد منها.
وذكرت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، في بيان، أن العملية العسكرية في الضفة الغربية هي جزء من خطط إسرائيل للسيطرة عليها وتهجير أهلها. ودعت الحركة الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه إلى "التوحد خلف خيار المقاومة، وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في وقت سابق، عن قلقه البالغ بشأن التطورات الأخيرة في الضفة الغربية، بما في ذلك العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمالي الضفة. ودعا غوتيريش إسرائيل إلى التقيد بالتزاماتها ذات الصلة بموجب القانون الدولي الإنساني، واتخاذ تدابير لحماية المدنيين وضمان سلامتهم.
استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، وتتزامن الحرب مع تنفيذ عمليات عسكرية إسرائيلية ضد مدن الضفة شمالي الغربية.
وأودت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بحياة 40 ألفًا و691 فلسطينيًا، وتسببت في إصابة 94 ألفًا و60 آخرين بجروح مختلفة، وفق الحصيلة الأحدث لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
إقرأ/ي أيضًا
الفيديو من تفجير كتيبة طولكرم آلية إسرائيلية في مارس وليس من الاستهداف الأخير
الصورة ليست من متابعة نتنياهو للعملية العسكرية الإسرائيلية في جنين