الفيديو من 2017 وليس لمطالبة أتراك بإزالة اسم الجزائر من سوق بإسطنبول

تحقق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبين أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم والترجمة المرفقة معه مفبركة، ولم يتضمن الفيديو أي مطالبات من أتراك للسلطات في بلادهم بإزالة اسم "الجزائر" من سوق شعبي، وإعادته إلى اسمه السابق "سوق فرنسا".  

الفيديو قديم ولم يتضمن أي مطالبات بإزالة اسم "شارع الجزائر"

نُشر مقطع الفيديو للمرة الأولى على قناة "Ulusal Kanal" التركية في موقع يوتيوب، يوم 11 يونيو/حزيران عام 2017، وهو عبارة عن استطلاع لآراء الشارع، إذ يوجه المراسل أسئلة للناس عن التسمية التاريخية الصحيحة لشارع الجزائر في إسطنبول، ويسألهم "هل اسم هذا الشارع الفرنسي أم شارع الجزائر؟"، وذلك بعد إعادة تعليق لافتة تحمل الاسم القديم "الشارع الفرنسي" في هذا الشارع. 

واتفق المشاركون في هذا الاستطلاع، على أنّ التسمية التاريخية الصحيحة لهذا الشارع هي "شارع الجزائر".

من جهة أخرى، أشار المراسل إلى أنّ هذا التغيير غير رسمي، إذ إنّ اسم الشارع بالنسبة للبلدية لا يزال "الجزائر"، ويُعتقد أنّ التغيير تم من قِبل بعض التجار في المنطقة. وأوضح أنه قد حدث تغيير مشابه في الماضي، حيث أصبح اسم الشارع رسميًا "الشارع الفرنسي"، لكن بعد اعتراف فرنسا رسميًا بضلوعها في الإبادة الجماعية للأرمن، عاد اسم الشارع ليصبح "الجزائر" مرة أخرى.

شارع الجزائر في مدينة إسطنبول بتركيا

يقع شارع الجزائر في منطقة بيوغلو بالجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول، ويُعدّ من المعالم السياحية البارزة في المدينة. وبُني هذا الشارع الصغير، الذي يضم نحو 24 مبنى، في أواخر القرن التاسع عشر على الطراز الفرنسي، وكان يُعرف سابقًا باسم "الشارع الفرنسي". 

وبعد تغيير اسمه إلى "شارع الجزائر"، أصبح هذا الشارع شاهدًا على التاريخ ومصدر جذب سياحي كبير، بفضل الطراز الفرنسي الفريد الذي يتميز به.

وعلى مدار قرن كامل، عاش في هذا الشارع جيل كامل من الفرنسيين الذين استقروا في مدينة إسطنبول. لكن، بعد اعتراف فرنسا دوليًا بنفيذ تركيا مذابح بحق الأرمن، غيّرت اسم الشارع من "الشارع الفرنسي" إلى "شارع الجزائر"، كنوع من التذكير بجرائم ومذابح فرنسا التي ارتكبتها بحق الجزائريين خلال فترة استعمارها للجزائر.

اقرأ/ي أيضًا

الفيديو قديم وليس لعاصفة ضربت شمالي تركيا حديثًا

أبرز الادعاءات المضللة عن اللاجئين السوريين في تركيا بعد أحداث ولاية قيصري