خبر تعاقد الأردن مع شركة إماراتية إسرائيلية لرقمنة القطاع الطبي صحيح

بالنظر في الادعاء المتداول، وجد “مسبار” أنه صحيح، إذ تبيّن أن الأردن وقّع مؤخرًا عقدًا مع شركة بريسايت التي أُنشئت نتيجة شراكة بين شركة إماراتية وإسرائيلية عام 2021، من أجل رقمنة القطاع الطبي في الأردن. 

شركة بريسايت بصدد تنفيذ مشروع التحول الرقمي للقطاع الطبي الأردني

في الثامن من سبتمبر/أيلول الفائت، أعلنت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة بالتعاون مع وزارة الصحة، عن إطلاق مشروع التحول الرقمي في القطاع الصحي بالشراكة مع “شركة بريسايت الإماراتية”، بغرض إنشاء منصة لتبادل البيانات الصحية ومستشفى افتراضي لتقديم الرعاية عن بُعد، في أي وقت ومن أي مكان. 

من جهتها، نشرت شركة بريسايت على موقعها الرسمي في التاسع من سبتمبر الفائت، أنها وقّعت عقدًا بملايين الدولارات مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة الأردنية، مقابل تنفيذ التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية في البلاد. 

وأفاد بيان الشركة أن الشراكة تتضمن تقديم تقييم شامل للرعاية الصحية الرقمية للقطاع العام، وخريطة طريق لاستراتيجية تبادل المعلومات الصحية، إلى جانب إنشاء مستشفى افتراضي يوفر خدمات وحدة العناية المركزة عن بعد، والأشعة عن بعد، وغسيل الكلى عن بعد "للجيل القادم" للمستشفيات الطرفية.

و أمس 16 أكتوبر/تشرين الأول، أكدت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، عن مصدر حكومي في وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، نبأ تعاقد الوزارة مع شركة بريسايت الإماراتية لتنفيذ التحول في القطاع الطبي الأردني.

ولفت المصدر إلى أن هذا التعاقد هو جزء من منحة إماراتية في “إطار التعاون التاريخي والدعم الذي تقدمه الشقيقة الإمارات للأردن من خلال شركاتها المتميزة والمتطورة في عدة مجالات”، وفق وصفه. 
وردًا على حالة الجدل التي سببها انتشار الخبر بين المواطنين الأردنيين على مواقع التواصل، أشار إلى أن دور الشركة يقتصر على إنشاء مشروعات معينة ثم ينتهي عملها لتُشَغّل هذه المشروعات أردنيًا، مضيفًا “لا مجال للمزايدة بهذا الأمر”.

وقال إن أي عقد يوقع مع شركات أجنبية يمر ويخضع لجميع المراحل القانونية بما ينسجم مع منظومة القوانين والأنظمة والتعليمات الأردنية، فضلًا عن الموافقات اللازمة من الجهات ذات العلاقة بما فيها المعنية بالأمن السيبراني، وبما ينسجم مع قانون حماية البيانات الشخصية الأردني.

النائب الأردني عبد الرؤوف ربيحات يحذر الحكومة من التعاقد مع شركة بريسايت

وجاء تداول الادعاء إثر نقل المواقع الإخبارية بيانًا صدر عن النائب الأردني عبد الرؤوف ربيحات، توجه فيه إلى وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان، بخصوص تعاقد الحكومة مع شركة بريسايت، من أجل تنفيذ مشروع التحول الرقمي في وزارة الصحة، محذرًا من أن الشركة نتاج مشروع مشترك بين شركة إماراتية وشركة إسرائيلية متخصصة في أنظمة الدفاع. 

إذ أعرب الربيحات عن قلقه من إمكانية إتاحة قواعد بيانات القطاع الصحي للحكومة الأردنية لشركة مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يشكل تهديدًا للأمن الوطني الأردني، مشيرًا إلى أن هذه المعلومات الحساسة قد تُستخدم بشكل سلبي في حالة حدوث أي تصعيد عسكري مستقبلي مع الاحتلال، مشددًا على ضرورة تجنب أي نوع من العلاقات التطبيعية مع إسرائيل. 

من هي شركة بريسايت؟

في إبريل/نيسان عام 2021، وقعت شركة التكنولوجيا الإماراتية جي 42 للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومقرها أبوظبي، شراكة مع شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المملوكة لدولة الاحتلال، والتي طورت نظام القبة الحديدية، نتج عنها شركة بريسايت إيه Presight.AI. 

ونقلت وكالة رويترز حينها أنّ “بريسايت” سيكون لها موقع للبحث والتطوير في إسرائيل، إذ ستُعنى بتطوير منتجات لقطاعات تشمل البنوك والرعاية الصحية والسلامة العامة، ليتم بيعها في إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ودوليًا.

وتختص شركة بريسايت بتحليل البيانات الضخمة بالذكاء الاصطناعي وقيادة التحول الرقمي في مختلف المجالات، مثل التعليم والصحة والبنى التحتية والرياضة.

اقرأ/ي أيضًا

الفيديو ليس لمراسم استقبال جثمان منفذ عملية معبر الكرامة في الأردن

ليست شركة إسرائيلية أول من اخترع طائرة مسيّرة مزودة بجهاز إنعاش