الفيديو من 2019 وليس لقتل عائلة طالبت بخروج قسد من دير الزور خلال الاشتباكات الأخيرة
الادعاء
مقطع فيديو يزعم أنه يظهر ميليشيا قسد وهي ترتكب الجرائم بحق الأطفال والنساء في دير الزور والحسكة والرقة.
الخبر المتداول
مقطع فيديو نشرته صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، على أنه يظهر عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، يقتلون عائلة في محافظة دير الزور شرقي سوريا لأنها طالبت بخروج القوات من المنطقة.
تحقيق مسبار
بالتحقق من الادعاء وجد "مسبار" أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو منشور منذ عام 2019، وليس لقتل عائلة في دير الزور عقب مطالبتها بخروج قسد من المحافظة.
وسائل إعلام تركية تقول إنه عُثر على الفيديو في هاتف عنصر من الوحدات الكردية
نشرت وسائل إعلام تركية مقطع الفيديو مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، وذكرت أنها عثرت عليه في هاتف عنصر من وحدات حماية الشعب بعد أن حيّدته بمنطقة رأس العين في محافظة الحسكة الحدودية مع تركيا ضمن عملية "نبع السلام".
بحسب وسائل الإعلام التركية، يظهر الفيديو أربعة أشخاص، أحدهم يقوم بتصوير الآخرين، وهم يقتحمون منزلًا بداخله امرأة وطفل. يُظهر المشهد اعتداءً جسديًا على الضحيتين، يعقبه إطلاق النار عليهما مما أدى إلى مقتلهما. بعد ذلك، يُشعل المعتدون النيران في الغرفة.
في النسخة الأطول من الفيديو، التي نشرتها وسائل إعلام تركية، يظهر أحد الأشخاص وهو يحمل راية ذات شكل مثلث مقلوب، بإطار أخضر وخلفية صفراء، تتوسطها نجمة حمراء وحروف "YPG". يُشير هذا الاختصار إلى "وحدات حماية الشعب الكردية" (Yekîneyên Parastina Gel).
تضمن الفيديو كلمات باللغة الكردية على لسان العناصر الذين ظهروا فيه، مثل: "Banzîrê bînin" وتعني (أحضروا العربة العسكرية)، و"Wa bişutîn heval bişutîn dirkeve ji derve û bişutîn heval" بمعنى (احرق، احرق يا رفيق، اخرج واحرق)، بالإضافة إلى "Her bijî Kobani" أي (تحيا كوباني)، و"Em kî ereba bi kujin" التي تعني (سنقتل العرب).
وأكدت ثلاثة مصادر صحفية كردية لموقع "مسبار" أن العبارات المنطوقة في الفيديو تعكس اللهجة الكردية المستخدمة في مدينة كوباني (عين العرب)، الواقعة في محافظة حلب شمالي سوريا.
عملية نبع السلام ضد قسد في شمال شرقي سوريا عام 2019
في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2019، أطلق الجيش التركي، بالتعاون مع "الجيش الوطني السوري"، عملية عسكرية في شمال شرقي سوريا ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية مكونها الرئيسي.
حملت العملية اسم "نبع السلام" وهدفت حينها إلى إنشاء "منطقة آمنة" بعمق 30 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، تمتد من نهر الفرات غربًا إلى الحدود السورية-العراقية شرقًا، بهدف إبعاد القوات الكردية التي تعتبرها أنقرة "إرهابية" وإعادة توطين اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا، بحسب المعلن.
خلال العملية، سيطرت القوات التركية وحلفاؤها على مدينتي رأس العين في محافظة الحسكة وتل أبيض في محافظة الرقة، بالإضافة إلى عدد من البلدات والقرى في كلا المحافظتين. أدت العملية إلى نزوح أكثر من 300,000 مدني، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. كما أُبلغ عن انتهاكات لحقوق الإنسان، حيث صرحت منظمة العفو الدولية بأن القوات التركية والمجموعات المسلحة المتحالفة معها ارتكبت انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، بما في ذلك القتل المتعمد والهجمات غير القانونية التي أدت إلى مقتل وجرح المدنيين.
أدانت عدة دول العملية، كما أثارت مخاوف من تغيير ديموغرافي محتمل في المناطق المستهدفة، وهو ما نفته تركيا، مؤكدة أن هدفها هو "تصحيح" التركيبة السكانية التي زعمت أن القوات الكردية قد غيّرتها.
في 17 أكتوبر 2019، توصلت تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق لوقف العملية العسكرية لمدة 120 ساعة، للسماح لقوات سوريا الديمقراطية بالانسحاب مسافة 30 كيلومترًا. وفي 22 أكتوبر، أبرمت تركيا اتفاقًا مع روسيا لتمديد وقف إطلاق النار لمدة 150 ساعة وتسيير دوريات مشتركة على الحدود.
المعارضة السورية المسلحة تعلن دخول مدينة دير الزور
بعد سيطرة الفصائل المعارضة على عدة محافظات في شمال ووسط وجنوب سوريا، بما في ذلك العاصمة دمشق، عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، أعلن المقدم حسن عبد الغني، المتحدث العسكري باسم غرفة العمليات المشتركة التابعة للمعارضة السورية، في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، عن بدء دخول محافظة دير الزور بهدف السيطرة على مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
تأتي هذه التحركات في إطار سعي المعارضة لتوسيع نفوذها بعد تحقيقها مكاسب ميدانية كبيرة، أبرزها السيطرة على مدن حلب وحماة ودمشق. وأشار عبد الغني إلى أن العمليات في دير الزور تهدف إلى "كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع ميليشياته" و"إعادة المهجّرين إلى ديارهم".
يُذكر أن محافظة دير الزور، الواقعة في شرق سوريا، تُعد منطقة استراتيجية غنية بالموارد النفطية، وكانت مسرحًا لعمليات عسكرية متعددة خلال السنوات الفائتة، حيث تقاسمت السيطرة عليها كل من قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية.
قتلى وجرحى بمظاهرات تطالب بانسحاب قسد من دير الزور والرقة
قتل ثلاثة أشخاص وأصيب نحو عشرة آخرين بمواجهات مع قوات قسد خلال مظاهرات خرجت في مدينة الزور وقرى بمحافظة الرقة للمطالبة بانسحاب قوات الأخيرة ودخول فصائل غرفة العمليات العسكرية، وفق ما ذكر تلفزيون سوريا على موقعه الإلكتروني اليوم الثلاثاء العاشر من ديسمبر الجاري.
اقرأ/ي أيضًا
الصورة قديمة وليست لتعزيزات عسكرية حديثة لقوات قسد في دير الزور
فيديو الإعلان عن تشكيل أحفاد الأمويين من عام 2012 وليس بعد إطاحة المعارضة بالأسد