تحقيق مسبار
حتى الوقت الراهن يحاول العلماء المختصون معرفة حقيقة ظهور ضوء قبل الزلزال، كما يحاولون وضع الفرضيات التي تفسّر سبب ظهور هذا الضوء أيضًا؛ فإنها من العلامات التي تم الإبلاغ عنها قبل وقوع بعض الأنشطة الزلزالية، التي تسببت بوقوع آلاف الضحايا، ومنها الزلزال الذي وقع عام 2023 في الأراضي المغربية.
هل ظهور ضوء قبل الزلزال له تفسير علمي؟
هناك عدد من النظريات العلمية التي تفسر سبب ظهور ضوء أزرق في السماء قبل الزلازل والهزات الأرضية؛ إذ إنه تم الإبلاغ عن هذه الظاهرة أكثر من مرة، ولا تزال محط جدل في الوسط العلمي حتى الوقت الراهن؛ فإن هناك العديد من المختصين الذين يقولون بأن هذه الظاهرة غير موجودة أصلًا.
في عام 2024 انتشرت بعض المقاطع المرئية على حسابات التواصل الاجتماعي مع الادعاء بأنها لضوء ظهر قبل زلزال تركيا الأخير، ولكن تحقيق مسبار تحقق من هذا الادعاء ووجد بأنه مضلل؛ فإن الفيديو يعود إلى ضوء قبل زلزال ضرب ولاية دوزجي التركية عام 2022 لا من الزلزال الأخير الذي أدى إلى كارثة كبيرة.
ما هو الضوء الذي يظهر قبل الزلزال؟
يُعرف الضوء الذي يظهر قبل الزلزال باسم البرق الزلزالي أحيانًا، ويمكن تعريفه بأنه مجموعة من الظواهر المضيئة التي تسبق الزلازل. تم الإبلاغ عن هذه الظاهرة عدة مرات عبر التاريخ، ومن ذلك: الإبلاغ عن الضوء الذي سبق زلزال عام 1988 على طول نهر سانت لورانس، وكذلك الضوء الذي سبق زلزال عام 2009 في إيطاليا.
ما هي أبرز الفرضيات في تفسير ظهور ضوء قبل الزلزال؟
تختلف تفسيرات العلماء الذين يرون بأن البرق الزلزالي موجود فعلًا، وتم وضع العديد من الفرضيات لتفسير هذه الظاهرة حتى الوقت الراهن. من أبرز الفرضيات التي تفسر ظهور ضوء قبل الزلزال ما يأتي:
- الضغوط العالية: تحدث ضغوط عالية بين الطبقات قبل وأثناء وقوع الزلازل، وربما يؤدي ذلك إلى كسر روابط البيروكسي في بعض الصخور، مما يتسبب بتأيُّنها ثم إنتاج الضوء الذي يسبق الزلزال.
- المجالات الكهرضغطية: تقترح إحدى النظريات بأن النشاط الزلزالي يؤدي إلى توليد مجالات كهربائي كهرضغطية بواسطة حركات قشرة الكوارتز، وتؤدي هذه الموجات إلى ظهور ضوء قبل الزلازل.
- اضطراب المجال المغناطيسي: تفسر بعض النظريات سبب ظهور الضوء قبل الزلزال بالاضطراب المحلي الذي يحدث في المجال المغناطيسي للأرض أو الغلاف الأيوني في مناطق النشاط التكتوني.
- التلألؤ الاحتكاكي: إن التلألؤ الاحتكاكي واحدةٌ من الظواهر الغريبة التي لم يفهمها العلماء جيدًا حتى الوقت الراهن، وتدّعي بعض النظريات بأنها ربما تكون السبب الذي يؤدي إلى ظهور ضوء قبل الزلزال.
هل يحدث وميض أزرق قبل الزلزال دائمًا؟
لا يحدث وميض أزرق قبل الزلزال دائمًا، وإنما من النادر الإبلاغ عن الضوء الذي يظهر قبل الزلازل حسب ناشيونال جيوغرافيك، ولذلك يُشكّك كثير من المختصين بوجود هذا الضوء أصلًا، كما أن شكل هذا الضوء وطبيعته تختلف بين مرة وأخرى، وهو ما يؤدي إلى وجود عدة من النظريات المختلفة التي تحاول تفسير هذه الظاهرة.
هل يتمتع الضوء الذي يسبق الزلزال بنفس اللون دائمًا؟
يلاحظ المختصون ظهور الضوء الأزرق قبل الزلزال أحيانًا، بينما يكون لهذا الضوء لون آخر في بعض الأحيان الأخرى، وفي أحيان أخرى لا تتم رؤية أية أضواء. لا يتمتع الضوء الذي يسبق الزلزال بنفس اللون دائمًا، ومن الألوان الأخرى التي تمت رؤيتها قبل الزلازل: اللون الأخضر، واللون الأرجواني، واللون الوردي.
هل ظهر الوميض الأزرق قبل زلزال المغرب؟
تم الإبلاغ عن الوميض الأزرق قبل زلزال المغرب بالفعل، وهو زلزال وقع يوم 8 سبتمبر/أيلول من عام 2023 بقوة بلغت 6.8 درجة مما تسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا. ضرب هذا الزلزال مناطق وأقاليم الحوز وورزازات ومراكش وأزيلا وشيشاوة بالإضافة إلى تارودان، وكان عدد الضحايا جرّاء هذا الزلزال بالآلاف.
في عام 2023 انتشرت بعض الصور على شبكات التواصل الاجتماعي لضوء يظهر في السماء، وادعى ناشروها بأنها لضوء أزرق ظهر قبل زلزال المغرب، ولكن تحقيق مسبار تأكّد من هذه الادعاءات ووجد بأنها مضللة؛ فإن تاريخ الصور يعود إلى عام 2018 بعد انفجار محوّل كهربائي في نيويورك داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
هل هناك إرشادات لاتباعها عند رؤية الضوء قبل الزلزال؟
لا شك بأن هناك الكثير من الإرشادات التي ينبغي اتباعها عند ظهور ضوء قبل الزلزال حتى يتجنب المرء الأضرار الناتجة عن الزلازل بأفضل شكل ممكن، وتتضمن القائمة التالية عدة من أبرز هذه الإرشادات:
- النزول على اليدين والركبتين: من الجيد النزول على اليدين والركبتين عند التعرض إلى الزلازل؛ فإن هذا الوضع يحمي من السقوط، كما أنه يسمح بالتحرك إلى الأمام أو الخلف إذا لزم الأمرض أيضًا.
- تغطية الجسد: على المرء أن يسارع إلى تغطية جسده تحت طاولة أو أي سطح يمكنه حماية الجسم بالكامل، وإن لم يستطع العثور على شيء لتغطية الجسد بالكامل؛ فلا بد من تغطية الرأس والرقبة على الأقل.
- الابتعاد عن الأثاث المرتفع: إذا كان المرء داخل المنزل عند وقوع الزلازل؛ فينبغي عليه الابتعاد عن الأثاث المرتفع، وذلك لأن هذا النوع من الأثاث ربما يسقط متسببًا بالكثير من الإصابات.
- الذهاب بعيدًا عن الزجاج: ربما يؤدي الزلزال إلى تكسّر الزجاج في المنزل، ولذلك ينبغي الذهاب للاحتماء بعيدًا عن الأماكن التي تتضمن الزجاج، وكذلك لا بد من الابتعاد على أي من العناصر المعلقة التي يمكنها أن تسقط.
- إطفاء الموقد: إذا كان ظهور ضوء قبل الزلزال -أو أية علامة من العلامات الأخرى التي تتعلق بالنشاط الزلزالي- أثناء التواجد في المطبخ وتشغيل الموقد؛ فلا بد من إطفاء الموقد على الفور لتجنب الحرائق وغيرها من الآثار الضارة.
- البقاء في نفس المكان إذا كان آمنًا: إذا كان المكان الذي يتواجد فيه المرء آمنًا عند وقوع الزلزال؛ فيمكنه البقاء في نفس المكان، وذلك لأن المشي أو التدحرج يؤدي أحيانًا إلى التأذي من الزجاج والحطام والتعرض إلى الإصابات.
- عدم استخدام المصاعد: قد تتعرض الكهرباء إلى الانقطاع أثناء وقوع الزلازل، وربما تؤدي الأنشطة الزلزالية إلى العديد من الأضرار التي تلحق بالمصاعد، ولذلك ينبغي الابتعاد عنها وعدم الصعود فيها.
- الابتعاد عن الأسلاك والأنابيب: يجب على المرء الابتعاد عن الأسلاك الكهربائية وأنابيب الوقود والغاز وغيرها من العناصر الخطرة إذا رأى الضوء الذي يسبق الزلزال أثناء التواجد في الخارج.
- الإسراع إلى منطقة خالية: إذا وقع الزلزال والمرء في الخارج؛ فينبغي عليه التوجه إلى مكان يخلو من الأشجار أو أي شيء آخر يمكنه أن يسقط، وذلك في حالة تمكن من الهرب إلى المنطقة الخالية دون التعرض إلى الإصابات.
ما هي أبرز الحقائق حول الزلازل؟
حتى الوقت الراهن يحاول المختصون إيجاد سبب دقيق لتفسير ظهور ضوء قبل الزلزال، وتم وضع العديد من النظريات لهذه الغاية، وهناك العديد من الحقائق الأخرى التي تمكّن العلماء والمختصون من معرفتها حول الزلازل، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز الحقائق حولها:
- خطورة الزلازل: إن الزلازل من الظواهر الطبيعية الخطيرة إذا كانت شديدة؛ فإنها تسببت في وقوع عدد كبير من الضحايا على مر التاريخ، وتستطيع بعض الزلازل القضاء على آلاف البشر دفعة واحدة.
- قياس الزلازل: تم قياس شدة الزلازل بالاعتماد على مقياس ريختر فترة من الزمن، وفي الوقت الراهن يتم الاعتماد على مقياس حجم الزلازل بشكل أكبر، وذلك لأنه يوفر تفسيرًا أكثر دقة حول شدة الطاقة التي تولدها الزلازل وفق موسوعة بريتانيكا.
- أماكن حدوث الزلازل: لا يوجد مكان محدد لوقوع الزلازل في العالم، وإنما يمكن أن تحدث في أي مكان على الأرض؛ إلا أنها أكثر وقوعًا على طول خطوط الصدع مقارنةً بغيرها من الأماكن الأخرى.
- أقوى زلزال مسجل: في عام 1960 وقع زلزال في أراضي تشيلي بقوة 9.5 درجة، وأُطلق على هذا الزلزال اسم زلزال فالديفيا، وراح ضحيته عددٌ كبيرٌ من الأشخاص، وهو أقوى زلزال تم تسجيله في التاريخ حتى الآن.
- حدوث الزلازل في عمق الأرض: في بعض الأحيان تحدث الزلازل قرب سطح الكرة الأرضية؛ إلا أنها تكون على عُمق كبير تحت السطح في أحيان أخرى.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن رصد الزلازل قبل حدوثها؟
هل يمكن التدخّل في أسباب الكوارث الطبيعية؟
هل يوجد فرق بين الهزة الرئيسية والهزة الارتدادية في الزلازل؟
