` `

المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري لم يعلن استقالته

فراس دالاتي فراس دالاتي
أخبار
5 مارس 2024
المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري لم يعلن استقالته
المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري (إكس)

الادعاء

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري يعلن استقالته، رفقة عدد من كبار المسؤولين في وحدة المعلومات والاتصال في الجيش.

الخبر المتداول

تتداول مواقع إخبارية ووسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، خبرًا منقولًا عن القناة 14 العبرية، مفاده بأنّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، وعدد كبير من المسؤولين في وحدته ضمن نظام المعلومات والاتصال، أعلنوا تقديم استقالاتهم من الجيش، احتجاجًا على سير الأمور العملياتية والشخصية.

ومن بين الذين أعلنوا استقالتهم أيضًا الكولونيل ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لشؤون الإعلام الأجنبي، والكولونيل شلوميت ميلر بوتبول الذي يعدّ الرجل الثاني في قسم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بعد هاغاري.

استقالة دانيال هاغاري

تحقيق مسبار

تحقق "مسبار" من الادعاء ووجد أنه زائف، إذ إنَّ دانيال هاغاري لم يعلن استقالته من منصب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، كما لم تذكر القناة 14 في تقريرها استقالة هاغاري نفسه، بل مسؤولين في وحدته فقط. فضلًا عن أنّ الجيش الإسرائيلي لم ينشر عبر موقعه أو مختلف قنواته الرسمية، أية أخبار عن استقالة هاغاري حتى لحظة نشر هذا التحقيق.

دانيال هاغاري يلقي كلمة حول الأونروا منذ ساعات

في المقابل، وجد مسبار أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ما زال على رأس عمله، إذ ألقى كلمة الليلة الفائتة، عند الساعة الثانية فجرًا بالتوقيت المحلي، جدد فيها ترديد ادعاء ارتباط مقاتلي حماس الذين هاجموا إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهو ادعاء مضلل جرى تفنيده سابقًا.

وقال هاغاري، الذي وصفته القناة الرسمية للجيش الإسرائيلي على يوتيوب، بالمتحدث الرسمي باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، "هذا المساء، نشارك معكم أسماء إرهابيين إضافيين وظفتهم الأونروا وشاركوا في مجزرة 7 أكتوبر. أكثر من 450 موظفًا في الأونروا هم عملاء عسكريون في الجماعات الإرهابية في غزة.. وهذا ليس مجرد مصادفة، بل هو أمر منهجي. ولا يمكن للمنظمة الادعاء بأنها لم تكن تعلم".

استقالة دانيال هاغاري
الجيش الإسرائيلي يصف دانيال هاغاري بـ “المتحدث الرسمي باسم جيش الدفاع الإسرائيلي”

كما نفى متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الادعاءات التي وردت في تقرير القناة 14، الذي لم تشاركه أي وسيلة إعلامية كبرى أخرى، في تصريح صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية الناطقة بالانجليزية، الادعاءات حول استقالة "الرجل الثاني في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي"، العقيد شلوميت مولر بوتبول، إذ كان من المفترض أن يغادر في الأسبوع الذي اندلعت فيه الحرب، ولكن بعد ذلك بقي فترة بسبب الحرب.

ونفى المتحدث للصحيفة كذلك، استقالة العقيدة تسوفييا موشكوفيتش التي قال عنها "هي بعيدة كل البعد عن الاستقالة. لا أحد يحل محلها، وهي لا تحل محل أحد". واستقالة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام الأجنبية العقيد ريتشارد هيشت أو "تعيين شخص للإشراف عليه"، كما ورد في تقرير القناة 14.

القناة 14 وتاريخ من نشر الأخبار الزائفة

يعدّ تداول الخبر الذي أوردته القناة 14 منذ يومين من قبل وسائل إعلام ومنصات عديدة دون تدقيق أو تحقق، أحد جوانب الوقوع في فخ مغالطة "الانحياز التأكيدي"، إذ يظهر الانحياز التأكيدي عندما يبحث الصحفي عن الأدلة التي من شأنها أن تؤكد فرضيته الرئيسية ويتجاهل الأدلة أو المصادر التي تدحض فرضيته وتؤكد غيرها.

كما تجدر الإشارة إلى أن القناة 14 (المعروفة إسرائيليًّا بألقاب "قناة الشعبوية" أو "فوكس نيوز الإسرائيلية") لا تتمتع بالشعبية الكبرى داخل إسرائيل، وتُعرف بنشرها الأكاذيب والمعلومات المضللة، وغالبًا ما تتعرض الشبكة للسخرية من قبل منافسيها بسبب عدم دقتها في تقديم المعلومات.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، تقدمت "حركة التنظيم العادل" في إسرائيل، التماسًا إلى المحكمة العليا، بعد تقديمها 55 شكوى ضد القناة 14، تطالب فيها بفرض عقوبات مالية عليها "بسبب بثها المستمر لأخبار كاذبة وتصريحات تحريضية"، وكذلك لانعدام الموضوعية والتوازن والمحتوى الإعلاني، فيما يشكل "انتهاكات صارخة ومتسلسلة للقانون ورخصة البث الخاصة بها" بحسب الالتماس.

صورة متعلقة توضيحية
التماس حركة التنظيم العادل في إسرائيل إلى المحكمة العليا ضد القناة 14 بسبب نشرها معلومات كاذبة ومضللة

كما نشرت صحيفة هآرتس في مارس/آذار 2023، مقالًا قالت فيه، إن القناة 14، مثل قناة فوكس نيوز في الولايات المتحدة، تغذي الإسرائيليين علنًا بالأكاذيب والتلاعب ونظريات المؤامرة. إذ رددت القناة مزاعم ترامب حول "زيف الانتخابات" في الماضي، والادعاء بأن محاكمة نتنياهو بتهم الفساد ما هي إلا تهمٌ ملفقة، وأن حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة في إسرائيل حينها (بسبب التعديلات القضائية)، تحرّضها وكالة المخابرات المركزية، وأن معارضي الانقلاب القضائي هم من سلالة اليهود في معازل وارسو الذين رفضوا محاربة النازيين.

اقرأ/ي أيضًا

حسابات إسرائيلية تشارك معلومات مضللة مدّعية دعم وكالة الأونروا لحماس

تدعم قطع الدعم عن الأونروا: منظمات دولية تنشر تقارير غير دقيقة تتقاطع مع الرواية الإسرائيلية

تصنيف الخبر

زائف

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة