` `

مؤشر مسبار: أبرز الأخبار الكاذبة في الأسبوع الأول من مارس/آذار 2020

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
أخبار
9 مارس 2020
مؤشر مسبار: أبرز الأخبار الكاذبة في الأسبوع الأول من مارس/آذار 2020

يوميًّا تنتشر العديد من الأخبار الزائفة في مختلف المنصّات ونحاول في "مسبار" رصد تلك الأخبار والتحقّق منها. نقدّم لكم في سلسلة مؤشر مسبار تلخيصاً لأبرز المواد التي عملنا عليها في الأسبوع مع تحليل لعناصر الخبر، وتصنيفه، إضافة إلى توصيات لتجنّب مثل هذه الأخبار.

العمليات العسكرية في إدلب

حظيت العمليّات العسكرية في مدينة إدلب السورية بين مختلف أطراف النزاع على حصّة كبيرة من الأخبار الكاذبة، وهو أمر يصاحب الاستقطاب الجاري بين تلك الأطراف، لكسب الحرب الإعلامية المجاورة للحرب الدائرة على أرض الواقع. وشملت الأخبار المتداولة على خلفية الحدث طيفاً واسعاً من الأنواع مثل الزائف والمضلّل والمثير، كما شملت مواضيعها جميع جوانب الأحداث الحاصلة مؤخراً مثل فتح تركيا باب الهجرة للسوريين إلى أوروبا، إذ ساهم الإعلام التركي في تشجيع اللاجئين على الذهاب إلى النقاط الحدودية دون توضيح أنّ الحدود في الجهات المقابلة ما تزال مغلقة أمامهم. كما انتشرت صور مضللة لتدفّق اللاجئين إلى الحدود التركية - اليونانية قد تُبدي اللاجئين في حالة طيبة وهم هناك، لكنهم يعانون من إغلاق الحدود في وجهم وعدم وجود أماكن للمبيت.

أما على الصعيد العسكري، فقد تبادلت أطراف النزاع الأخبار الزائفة والمضللة التي تدين الطرف الآخر، مثل "جندي تركي يركع أمام جنود النظام السوري" ومقطع الفيديو القديم الذي أعادت نشره قناة روسيا اليوم وتُظهر فيه عربة سورية تجرّ مدرّعة تركية بعد فرار الجنود، إضافة إلى نشر صور مضللّة لعسكريين روس قضوا حتفهم في العمليات العسكرية في إدلب.

دائماً ينتج عن الاستقطاب في الحروب معلومات تتحيّز إلى أحد الأطراف، مثل مقاطع الفيديو لقصف بعض المناطق وصور إذلال طرف لطرف آخر، لذلك يجدر بنا توخّي الحذر في تناقل الأخبار المتعلّقة بالمواضيع التي تولّد استقطاباً، وألا نسمح لتحيّزاتنا أن تمنع عنا تناول الأخبار الحقيقية.

كوارث ووحوش

كثيراً ما تلقى أخبار الكوارث والخوارق رواجاً عبر الإنترنت، وتناولنا هذا الأسبوع خبر الثعبان الضخم الذي هاجم شواطئ تايلاند، لكنّ مقطع الفيديو الذي صوّر الهجوم كان مزيفاً، إذ نُشر على إحدى حسابات تطبيق TikTok من باب السخرية وتعليم طريقة دمج الصور ومقاطع الفيديو المختلفة.

كما وضحّنا التضليل في الخبر القائل بحدوث إعصار سبّب دماراً وفيضانات في الصين والهند واليابان، إذ تبيّن أنّ مقطع الفيديو المصاحب للخبر يصوّر آثار فيضان ناتج عن هزّة أرضية في اليابان عام 2011.

ربّما يفضّل الإنسان القصص والأحداث المتخيلة التي تصوّر واقعاً مغايراً، لكن علينا أن نترك ذلك لعالم الإبداع والأدب والسينما، وأن نظلّ متيقّظين للأخبار الكاذبة التي تلعب على هذا الوتر.

اضطهاد المسلمين في الهند

تدور أحداث عنف في الهند بين مؤيدين ومعارضين لتعديل جديد على قانون المواطنة يسمح يسمح بتجنيس غير المسلمين من بنغلادش، وباكستان، وأفغانستان الذين دخلوا الهند بشكل غير قانوني. وتقول الحكومة، بقيادة الحزب القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا، بحسب موقع بي بي سي، إنّ هذا القانون سيوفّر ملاذاً للفارّين من اضطهاد ديني. ويقول منتقدون إنّ القانون جزء من أجندة الحزب الحاكم لتهميش المسلمين. وقد خرجت منذ تمريره العام الماضي مظاهرات حاشدة بعضها شهد أعمال عنف.

وشكّل ذلك، ربما بسبب تقصير الإعلام العربي في تغطية الحدث، بيئة خصبة للأخبار الزائفة أو المضلّلة، فقد نشرت صفحاتٌ على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر اضطهاد مجموعة من المصلّين عن طريق إلقاء قنبلة غاز أثناء صلاتهم، لكن تبيّن أنّ الفيديو مضلّل ويصوّر في الحقيقة إلقاء قنبلة غاز على مجموعة من المصلّين في أحد أحياء القدس. كما انتشر خبر مضلّل عن إحراق مسجد في الهند خلال موجة العنف هذه لكن اتّضح أن مقطع الفيديو المصاحب للخبر يعود لحريق في مسجد في كشمير إثر عمل إرهابيّ.

فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

لا تنقطع الأخبار عن تفشي فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لكن يشوب دفق الأخبار هذا الكثير من الأخبار الزائفة والمضللة، أو التي تهدف للإثارة وزيادة التفاعل، أو المشكوك فيها. كما استُخدمت كورونا في أغراض مختلفة ولخدمة أطراف وقضايا متعدّدة، مثل الأخبار الزائفة عن إصابة محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، وتميم بن حمد، أمير دولة قطر، بالفايروس. إضافة إلى أخبار زائفة عن إصابة شخصيات عالمية أخرى بالفايروس مثل البابا فرانسيس.

كما حظيت التوصيات الحكومية وغير الحكومية بحصّة من الأخبار الزائفة، مثل التعميم المفبرك عن وزارة التعليم اللبنانية، واليونيسف. أو الخبر الزائف عن اكتشاف مصر لعلاجٍ للفايروس.

إضافة إلى ما سبق، بدأت الأخبار الزائفة عن منع استقبال المسافرين من قِبل بعض شركات الطيران من دول أُعلنت فيه احلات إصابة بالفايروس، مثل الخبر المضلل عن إعلان الطيران القطري إيقاف استقبال المسافرين من مصر.

يمرّ العالم بتجربة انتشار وباء على نطاق واسع، لذلك علينا ألا نسمح لخوفنا أو قلقنا أن يقلّل من انتباهنا للأخبار الزائفة والمضللة وتخّي الحذر في نشر الأخبار قبل التثبّت منها.

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة