دأَب مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعيّ كل فترةٍ منذ إعدام الرئيس العراقيّ السابق صدّام حسين عام 2006، على نشر أسطورةٍ جديدةٍ تتعلق بغيابه وطريقة رحيله، ويُصدّق كثيرون هذه الأساطير، وتتداولها مئات الحسابات والصفحات إن لم تكن آلاف.
1/ صورته على القمر
وكانت أولى تلك الإشاعات والأقاويل عن ظهور صورةٍ للرئيس العراقيّ السابق صدّام حسين على القمر بعد ثلاثة أيامٍ من تنفيذ حكم الإعدام به، ما دعا سكانٌ من أحياءٍ مختلفةٍ من العاصمة العراقية إلى مراقبته بالعين المجردة فيما لجأ آخرون إلى المناظير المكبّرة.
وهذه إلى حدٍ ما ظاهرة نفسيّة تتعلّق بتأثيرٍ دعائيّ لمعظم الرؤساء والحكام الذين يحكمون بلداً ما إلى فتراتٍ طويلة، فيُخيَّل لأفرادٍ من شعبه أنّهم يرَوْن صورته على القمر، وحدث هذا عدة مراتٍ خلال فترة حكم الرئيس الفلسطينيّ الراحل ياسر عرفات وبعد وفاته.
2/ جثّته لم تتحلل
كما تم تداول فيديو خلال عام 2018 على مستوى واسع يحمل عنواناً: "قبر الرئيس العراقيّ السابق فُتِح من أجل نقل جثمانه إلى مسقط رأسه تكريت. يا إلهي، جثمانه لم يتحلل. نرجو أن يقبله الله في زمرة الشهداء"، باعتبار مرَّ 12 عاماً على دفنه، إلّا أنّ الحقيقة أنّ صدّام دُفن منذ البداية مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول للعام 2006 في مسقط رأسه بقرية العوجا بضواحي تكريت، وهذا المقطع مأخوذٌ من فيديو أطول، للصلاة على الجثمان وتشييعه حيث تم الكشف عن وجهه، ونُشر الفيديو على موقع يوتيوب في يناير/كانون الثاني للعام2007.
3/ لم يُعدم صدّام بل شبيهاً له
لا تزال الكثير من الصفحات تنشر نظرياتٍ حول أنّ صدّام حسين لا يزال على قيد الحياة وأنَّ شبيهه هو الذي أُعدم، بل تم تأليف كتابٍ بهذا الخصوص يحمل عنوان: "صدّام حسين لم يُعدم" للكاتب المصريّ أنيس الدغيدي، يشكّك فيه بمشهد الإعدام، وأنّ الشبيه أدَّى دوره بثباتٍ ليعود بعدها للولايات المتحدة الأميركيّة.
وهذه نظريّة ينفيها المنطق، وأحداث التاريخ الموثّقة بالصوت والصورة، كما أكّد أفراد عائلته على استشهاده في أكثر من مناسبة، ومنهم ابنته رغد صدّام حسين.
4/ أجرى صدّام حسين مكالمات هاتفيّة في السنوات الأخيرة.
تنتشر كل فترةٍ وأخرى تسجيلاتٌ صوتيّة على شكل مكالماتٍ أو يتمُّ فبركتها بوضعها على فيديوهاتٍ قديمةٍ له، تحت ادّعاء أنّ صدّام حسين أجراها من منفاه مع أصدقاء وأفراد من عائلته، وآخرها في شهر مارس/آذار الجاري يتحدّث فيه صدّام حسين عن فايروس كوفيد19.
وهو ما دأبت رغد صدّام حسين، نفيه إذ نشرت حول الموضوع على حسابها في موقع تويتر، تغريدة قالت فيها أنّ هناك شخصاً يُقلّد صوت والدها، ونشر أكثر من مقطع يقلّد فيه نبرة صوته.
5/ بريطانيا تعتذر لصدّام حسين
في عاميّ 2015 و2016 تداول مئاتٌ من مستخدمي موقعيّ فيسبوك وتوتير، وبعض المواقع الإخبارية صورةً لصدًام حسين وهو يحتضن خريطة العراق، ويصاحبها تعليق " الرجل الذي حافظ على بلده"، وجميع المنشورات ذكرت أنّ الصورة تم نشرها في صحيفة الإندبندت البريطانية، بمثابة اعتذار بعدما حصل للعراق.
إلّا أنَّ هذه الصورة مُفبركة، والصورة الحقيقيّة عبارة عن رسمٍ رقميّ من مشروع الفنان الصيني في مجال التصميم الرقميّChunlong Sun.
و يُبيّن فيه الجانب الأكثر ليونةً لبعض قادة العالم من ذوي السمعة السيئة والأكثر شهرة، وأنجزه عام 2014، أما في الرسم الحقيقيّ لصدّام فهو يحمل فيه دُمية حيوانٍ محشوةً وليس خريطة العراق.
