` `

المزاعم الإسرائيلية بعد مجزرة المواصي: تشكيك بأعداد الضحايا وعدم استهداف للمدنيين

محمد سليمان محمد سليمان
أخبار
12 سبتمبر 2024
المزاعم الإسرائيلية بعد مجزرة المواصي: تشكيك بأعداد الضحايا وعدم استهداف للمدنيين
حصل مسبار على أسماء عدد من الضحايا المدنيين

نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانًا في صفحة الناطق باسمه باللغة العربية أفيخاي أدرعي، ادعى خلالها أنه شن هجومًا دقيقًا على ناشطين بارزين في حركة حماس، مع استخدام أنواع ذخيرة دقيقة أدت إلى إصابات دقيقة.

وادعى الجيش الإسرائيلي أنه اتخذ تدابير عديدة لإتاحة إمكانية ابتعاد سكان غزة عن مناطق القتال، بما في ذلك تحديد المنطقة الإنسانية. وشكّك بيان الجيش في رواية الجهات الرسمية في قطاع غزة حول عدد الضحايا نتيجة الغارة التي شنها على منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

واتهم أدرعي الجهات الرسمية في قطاع غزة بالكذب حول أعداد الضحايا في مجزرة المواصي، وقال "هناك تعارض بين إحصائية وزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي حول أعداد الشهداء".

الاحتلال يستهدف المدنيين في مجزرة المواصي

تحقق "مسبار" من ادعاء جيش الاحتلال، وتبيّن عبر معاينة مراسل "مسبار" لمكان حدوث الغارة في منطقة المواصي، وإفادات شهود العيان، أنّ الاستهداف كان لمكان مكتظ بالمدنيين. وأودت الغارة وفقًا لبيان رسمي صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بحياة 19 شخصًا، ممن عرفت بياناتهم، وإصابة 60 آخرين.

وحصل مسبار على أسماء 11 ضحية من الـ19 الذين وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي، وهم: شيماء الشاعر، وأحمد فتحي فوجو، ويوسف أحمد فوجو، وندى أحمد فوجو، ودعاء عنتشر فوجو، وإلين رائد معمر، وأسيا ياسر العرجا، وأحمد وزياد حسونة شملخ، وسالم عبد الجابر الشاعر، ورهان زايد الشاعر، ومحمود فوزي الشاعر.

أسماء ضحايا مجزرة المواصي
ضحايا من مجزرة المواصي وصلت جثامينهم إلى مجمع ناصر الطبي

إحصائيات رسمية حول عدد ضحايا مجزرة المواصي

أحدثت الغارة حفرة عميقة وصل عمقها إلى 10 أمتار، مع وجود أشلاء ضحايا فلسطينيين داخلها، ومواصلة جهاز الدفاع المدني تجميعها حتى ساعات مساء يوم الثلاثاء، أي بعد أكثر من 14 ساعة من الغارة.

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي، أنّ الغارات على منطقة المواصي خلّفت  أكثر من 40 ضحية و60 جريحًا وعشرات المفقودين. وحول تضارب الإحصائيتان بين وزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي، أكد مدير المكتب، إسماعيل الثوابتة، أن البرتوكول المعمول به في وازرة الصحة وهو معتمد لدى منظمة الصحة العالمية، هو أن الوزارة تعتمد الضحايا وتسجّل بيانات الذين وصلوا المستشفيات، ولكن هناك جزء كبير من الضحايا لا تصل جثامينهم إلى المستشفيات.

وقال الثوابتة في حديث لمسبار "قصف الاحتلال لمنطقة المواصي، تسبب بإذابة جثامين الشهداء ولم يتم العثور على أشلائهم ولم تصل إلى المستشفيات لأنها تبخرت بسبب شدة القصف، ولدينا 22 اسمًا لم نجد جثامينهم نتيجة القنابل العملاقة التي استخدمها جيش الاحتلال في المجزرة".

كذلك، نشر المكتب الإعلامي الحكومي تصريحًا قال فيه "عندما نعلن عن أرقام وأعداد الشهداء فإن هذه الأرقام ليست أرقام وزارة الصحة وحدها، بل إنها تشمل أرقام وأعداد الشهداء الذين استشهدوا في الجريمة ذاتها، وهذا يشمل أعداد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات، إضافة إلى أعداد الشهداء الذين لم يصلوا إلى المستشفيات وما زالوا تحت الأنقاض أو تحت الرمال أو تحت الركام نتيجة جريمة الاحتلال".

وأضاف "حتى تتضح الصورة أكثر بالمثال: ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة فجر اليوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2024 في منطقة المواصي في خانيونس، هذه المجزرة خلفت 40 شهيدًا وأكثر من 60 إصابة، وصل من هؤلاء الشهداء إلى المستشفيات 19 شهيدًا، بينما نحن نؤكد أن لدينا 21 اسمًا لشهداء آخرين لم يصلوا إلى المستشفيات، وذلك بسبب أن القنابل العملاقة التي أطلقها الاحتلال سقطت وسط زحام وتواجد النازحين، وبالتالي جميع النازحين الذين كانوا في عين القصف وفي بؤرة الاستهداف تبخرت جثامينهم وأصبحت أثرًا بعد عين، وبالتالي لم نجد أي أثر لهذه الجثامين التي ذابت بفعل القصف وبفعل الانفجارات الثلاثة التي خلفتها هذه القنابل العملاقة، بمعنى أن من هم في عين القصف لم نجد لهم جثامين حتى هذه اللحظة، وما زالت الطواقم الحكومية تبحث عن مفقودين في هذه المنطقة".

وأوضح أنّ وزارة الصحة اعتمدت رقم 19 ضحية، وهم الذين وصلت جثامينهم إلى المستشفيات، أما المكتب الإعلامي الحكومي فإنه يعتمد رقم جميع الضحايا الذين سقطوا في هذه الجريمة، سواء كانوا أولئك الذين وصلوا إلى المستشفيات وهم 19 ضحية، إضافة إلى الضحايا الذين لم يصلوا إلى المستشفيات وتبخرت جثامينهم وذابت بفعل القنابل وعددهم 21 ضحية، وبالتالي ليس من المنطق أن يتم تجاوز ضحايا استشهدوا بالفعل وقتلهم الاحتلال في هذه الجرائم، ولا يمكن أيضًا عدم ذكر أعدادهم في بيانات رسمية، حسبما أوضح المكتب الحكومي.

شظايا حادة واسعة الانتشار في موقع مجزرة المواصي

وجد مراسل مسبار أيضًا بقايا الصواريخ المستخدمة في الغارة، وهي كانت عبارة عن قطع حديدية حادة تناثرت بكثافة لأكثر من 100 متر من مركز سقوط المتفجرات.

ونقل مراسل مسبار عن شاهد العيان، محمد الشاعر قوله "تفاجأنا بسقوط ثلاثة صواريخ على منطقة الخيام في المواصي تسببت بانفجارات هزت المنطقة بشكل كامل، واشتعلت النيران في الخيام، وخرج الناس وبعضهم محروق نتيجة الغارة".

وأضاف "أصيب كثير من سكان الخيام نتيجة الغارة العنيفة، وأنا بنفسي نقلت أشلاء 12 شهيدًا إلى سيارات مدنية وتم نقلهم إلى مجمع ناصر الطبي". وقال أيضًا "ما حدث هو مجزرة، الصواريخ قتلت الكثير من النازحين داخل خيامهم، وآخرين أصيبوا بجروح خطيرة وهو ما شاهدته بعيني". وبيّن أن جيش الاحتلال لم يحذّر النازحين داخل الخيام وقصفهم بشكل مباشر وهو ما تسبب بحدوث المجزرة.

بدوره، أكد الناطق باسم جهاز الدفاع المدني الرائد محمود بصل، أن طائرات الاحتلال أغارت بشكل مفاجئ على خيام النازحين بجوار مسجد عثمان بن عفان خلف المستشفى البريطاني جنوب غربي مدينة خانيونس.

وقال بصل في حديثه لمسبار إن"الانفجار أحدث حفرة كبيرة وحريق واختلطت الجثث والخيام في الرمال وهناك عدد من المفقودين، وانتشلت طواقمنا عددًا كبيرًا من الشهداء والمصابين".

وأوضح أن المنطقة التي استُهدفت تأوي عددًا كبيرًا من النازحين ومصنفة أنها منطقة إنسانية، ولم يتم تحذير المواطنين وإنذارهم بالقصف والاستهداف. وأضاف أن “المنطقة ممتلئة بخيام النازحين حيث يوجد أكثر من 200 خيمة وقد تضررت ما بين 20 إلى 40 خيمة بشكل كامل”.

تقرير المرصد الأورومتوسطي عن مجزرة المواصي

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ تحقيقاته الأولية أظهرت أن طائرات حربية إسرائيلية ألقت ثلاث قنابل من نوع MK-84، أميركية الصنع، بعد منتصف ليل الثلاثاء 10 سبتمبر، على تجمع لخيام النازحين في منطقة مواصي خانيونس، وهم نيام، ما أحدث ثلاث حفر بعمق وقطر أمتار عدة، تسببت بدفن نحو 20 خيمة والعائلات كانت بداخلها. 

وبيّن المرصد في بيان له، أنّ منطقة خيام النازحين عبارة عن كثبان رملية، وعليه فإن العديد من الخيام بمن فيها من عائلات كاملة دفنت تحت الرمال.

صورة متعلقة توضيحية

منطقة المواصي في قطاع غزة

سبق وأن ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي تصنيف منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة بأنها منطقة إنسانية، ودعا النازحين للذهاب إليها، ولكنه ارتكب عددًا من المجازر فيها.

وتقع منطقة المواصي على الشريط الساحلي الفلسطيني للبحر الأبيض المتوسط، جنوب غربي قطاع غزة، وتبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومترًا، وتمتد بطول 12 كيلومترًا وعرض نحو كيلومتر واحد، جنوب شرقي وادي غزة، من دير البلح شمالًا، مرورًا بمحافظة خانيونس، حتى محافظة رفح جنوبًا.

وتقدّر مساحتها الإجمالية بنحو 12 ألف مترًا مربعًا، وتمثل نحو 3% من مساحة قطاع غزة. وتتكون المنطقة من كثبان رملية، يطلق عليها محليًا "السوافي"، وهي عبارة عن رمال صحراوية بيضاء، تتخللها منخفضات زراعية خصبة غنية بالمياه الجوفية.

ورفضت الأمم المتحدة اعتبار "المواصي" منطقة آمنة، وعلقت بأنّ الظروف الأساسية للأمن والحاجات الإنسانية الأساسية الأخرى غير متوفرة، وتفتقد لآلية للإشراف على تنفيذ منطقة آمنة فيها، واكتفت ببناء معسكر خيام للنازحين فيها.

اقرأ/ي أيضًا

الصورة قديمة وليست لمخطط المنطقة الإنسانية في المواصي جنوبي قطاع غزة

الجيش الإسرائيلي يروّج لمعلومات مضللة حول ضحايا مجزرة مدرسة التابعين في غزة

الأكثر قراءة