` `

بعد أن خلقت حربها على غزة بيئة لتفشيه: إسرائيل تدعي عبر حملات التطعيم أنها تنقذ سكان غزة

هاجر عبيدي هاجر عبيدي
أخبار
4 سبتمبر 2024
بعد أن خلقت حربها على غزة بيئة لتفشيه: إسرائيل تدعي عبر حملات التطعيم أنها تنقذ سكان غزة
عبد الرحمن أبو الجديان طفل من قطاع غزة مصاب بشلل الأطفال (Getty)

نشر حساب إسرائيل بالعربية على موقع إكس، أن إسرائيل "تواصل العمل بالتنسيق والتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية من أجل تقديم الاستجابة الطبية اللازمة لسكان قطاع غزة" وذلك تزامنا مع انطلاق حملة تطعيم الأطفال في غزة ضد شلل الأطفال "البوليو". 

وأضاف الحساب في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري، أنه "بناءً على توجيهات المستوى السياسي التقى ضباط وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق في الأيام الأخيرة مع ممثلي الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى بهدف وضع اللمسات الأخيرة وتنسيق عملية التطعيم ضد شلل الأطفال التي ستجري ابتداءً من يوم الأحد في قطاع غزة، وقد تم سعياً لإنجاز هذه الحملة، إدخال اللقاحات والمعدات الطبية واللوجستية ومعدات التبريد لتخزين ونقل اللقاحات". 

وشاركت حسابات داعمة لإسرائيل هذا المنشور، وأشارت أخرى إلى ما اعتبرته "تعاملًا إنسانيًّا" لدولة الاحتلال مع سكان غزة، دون الحديث عن السبب في ظهور الفايروس وهي ظروف الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع.

إذ قال ابراهام دينار، الذي يعرف نفسه كأستاذ متخصص بالإسلام والتاريخ الإسلامي، إن إسرائيل “بادرت بتقديم ملايين جرعات اللقاح ضد شلل الأطفال وسلمتها إلى منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة وإلى وكالة غوث لتلقيح أطفال غزة ومنع انتشار هذا المرض في صفوفهم عقب تسجيل أول إصابة بالفايروس”. 

وأضاف في منشور له على إكس "أبواق دعاية حماس والجهاد وحزب الله تتهم إسرائيل بشن حرب إبادة ضد أهل غزة. بالله عليكم، هل من يريد شن حرب إبادة يبادر بإرسال جرعات التطعيم للأطفال ويهتم بإيصالها بأسرع ما يمكن وإيداع قسم منها في ثلاجات خاصة لتقديمها كجرعة ثانية للأطفال؟ لتخرس هذه الأبواق ولتهتم بمستقبل هؤلاء الأطفال بدلا من تسميم عقولهم بأكاذيب وأراجيف لا أساس لها من الصحة". 

الظروف في غزة تخلق البيئة المثالية لانتشار شلل الأطفال

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ظهور فايروس شلل الأطفال شديد العدوى في عينات من مياه الصرف الصحي بقطاع غزة. وبين المتحدث باسم المنظمة أنه بتاريخ 23 يونيو/حزيران الفائت، جُمعت عينات من مياه الصرف الصحي من مدينتي خان يونس ودير البلح وتبين وجود فايروس شلل الأطفال من النوع الثاني في ستة مواقع.

الصحة العالمية تقول إن الظروف في غزة تخلق بيئة مثالية لانتشار أمراض مثل شلل الأطفال
الصحة العالمية تقول إن الظروف في غزة تخلق بيئة مثالية لانتشار أمراض مثل شلل الأطفال

وقد سجلت وزارة الصحة الفلسطينية، أول إصابة مؤكدة بفايروس شلل الأطفال يوم 16 أغسطس/آب الفائت، في مدينة دير البلح لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر لم يكن قد تلقى أي جرعة تحصين ضد الفايروس، مبينة أن نقص احتياجات النظافة الأساسية وعدم توفر خدمات الصرف الصحي وتراكم النفايات في الشوارع وحول أماكن إيواء النازحين وعدم توفر مياه الشرب الآمنة، وفروا بيئة ملائمة لتفشي وانتقال العديد من الأوبئة ومنها الأمراض المنقولة بالمياه مثل فايروس شلل الأطفال.

وفي 23 أغسطس، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الطفل ذي العشرة أشهر، أصبح مشلولًا. 

منظمة الصحة العالمية تؤكد أول إصابة بشلل الأطفال في غزة
منظمة الصحة العالمية تؤكد أول إصابة بشلل الأطفال في غزة

يصيب هذا الشلل، الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال. ويلاقي حوالي 5 و10 في المئة من المصابين بالشلل، حتفهم، بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها. وطالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فايروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض، بحسب الصحة العالمية.

وتعرف المنظمة شلل الأطفال بأنه “مرض فايروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي ويمكن أن يحدث شللًا تامًا في غضون ساعات من الزمن”. وينتقل الفايروس عن طريق الانتشار من شخص لآخر بصورة رئيسية عن طريق البراز وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة مثل المياه أو الأطعمة الملوثة ويتكاثر في الأمعاء وتتمثّل أعراض المرض الأوّلية في الحمى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف. 

وتؤكد منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية على البنية التحتية للرعاية الصحية وإمدادات المياه وعرقلتها المستمرة للمساعدات تساهم في التفشي الكارثي المحتمل لشلل الأطفال في غزة.

وبينت الباحثة في مجال الصحة وحقوق الإنسان في المنظمة جوليا بليكنر، أنه “إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية في منع المساعدات الطارئة وفي تدمير البنية الأساسية لإدارة المياه والنفايات ستُسهل انتشار مرض اختفى تقريبًا من العالم”. وأكدت “ضرورة ضغط شركاء إسرائيل على الحكومة لرفع الحصار على قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود لتمكين توزيع اللقاحات في الوقت المناسب لاحتواء تفشي شلل الأطفال”.

هيومن رايتس ووتش: عرقلة إسرائيل للمساعدات تؤجج تفشي شلل الأطفال
هيومن رايتس ووتش: عرقلة إسرائيل للمساعدات تؤجج تفشي شلل الأطفال

وتشير المنظمة إلى أن الضربات العسكرية الإسرائيلية دمرت البنية التحتية المدنية الأساسية في غزة، التي تحول دون تفشي الأمراض بما في ذلك المستشفيات ومصادر مياه الشرب والبنية التحتية لإدارة النفايات ودمرت القوات الإسرائيلية أيضًا، وفقها، المختبرات الرئيسية التي تفحص جودة المياه في غزة مما صعّب للغاية الترصد الوبائي لفايروس شلل الأطفال والأمراض الأخرى المنقولة بالمياه.

وشددت "هيومن رايتس وووتش" على أن إجبار الجيش الإسرائيلي جميع سكان غزة على النزوح بشكل متكرر صعب عملية وصول اللقاحات للأطفال الذين يحتاجون إليها.

بدورها أكدت منظمة "أوكسفام" في تقرير لها بعنوان "جرائم حرب الماء"، أن إسرائيل عمدت إلى قطع إمدادات الماء الخارجية والتدمير المنهجي لمرافق المياه وعرقلت المساعدات مما خفض كمية الماء في قطاع غزّة بنسبة 94 في المئة لتصل إلى 4.74 لتر يوميًّا للشخص الواحد، أي أقلّ بقليل من ثلث الحدّ الأدنى الموصى به في حالات الطوارئ وأقلّ من ماء شطف مرحاض واحد.

كما لفتت المنظمة، إلى أن إسرائيل دمرت 70 في المئة من جميع مضخات الصرف الصحي وجميع محطات معالجة مياه الصرف الصحي وكذلك مختبرات فحص جودة الماء الرئيسية في قطاع غزة، وقيّدت دخول معدات فحص الماء التابعة للمنظمة، كما فقدت مدينة غزة كل طاقتها الإنتاجية من الماء تقريبًا إذ تضّررت أو دمرت 88 في المئة من آبار الماء وجميع محطات تحلية المياه.

وسلط التقرير الضوء على تأثير النقص الشديد في الماء النظيف ومرافق الصرف الصحي على صحّة الفلسطينيين، إذ يعاني أكثر من ربع سكان قطاع غزة (26 في المئة) من أمراض خطيرة يسهل الوقاية منها في الأصل. 

حملة لتطعيم 640 ألف طفل في غزة

انطلقت حملة لتطعيم 640 ألف طفل في غزة ضد فايروس شلل الأطفال في الأول من شهر سبتمبر الجاري، بمشاركة وزارة الصحة الفلسطينية ووكالة الأونروا ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف وغيرهم. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن هناك التزامًا مبدئيًّا بوقف القتال لأسباب إنسانية في مناطق محددة خلال فترة الحملة. 

حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة/ الأمم المتحدة
حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة/ الأمم المتحدة

جدير بالذكر، أن العديد من الأمراض المعدية متفشية في صفوف الأطفال في غزة نذكر منها خاصة الأمراض الجلدية وذلك نتيجة نقص المناعة وتلوث المياه وانعدام وسائل التنظيف في ظل غياب الأدوية المناسبة للقضاء على هذه الأمراض. 

اقرأ/ي أيضًا

إسرائيل تستمر باستخدام أدلة هشّة ومضللة لتبرير سياساتها في تجويع أهالي غزة

كيف أثرت الحرب الرقمية وانتهاكات التكنولوجيا الإسرائيلية على الأمان الرقمي للفلسطينيين؟

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة