تتوارد أنباء أنّ دونالد ترامب اقترب من توقيع أمر تنفيذيّ يجبر شركة ByteDance مالكة TikTokعلى بيعه في الولايات المتحدة إلى Microsoft، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
وأكّد وزير الخزانة الأميركيّ ستيف منوشين في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع أنّ واشنطن فتحت تحقيقاً أمام الأمن القوميّ في تطبيق الفيديو القصير؛ بسبب مخاوف بشأن مكان تخزين الشركة للمعلومات التي تجمعها عبر المنصة، كما أكّد وزير الخارجيّة مايك بومبيو في وقتٍ سابق أنّ الولايات المتحدة الأميركيّة تدرس فرض حظر مباشر علىTikTok.
وتيك توك الذي يُعرف أيضاً باسم دوين Douyin هي شبكة اجتماعيّة صينيّة لمقاطع الفيديو القصيرة الموسيقيّة، انطلقت في أيلول/سبتمبر 2016 بواسطة مؤسسها تشانغ ييمينغ.
وشهد التطبيق للهواتف المحمولة أسرع نمو في العالم، وأيضاً أصبحت المنصة الاجتماعيّة الأكبر للموسيقى والفيديو على الصعيد العالميّ إذ وصل مستخدمو التطبيق إلى أكثر من 150 مليون مستخدم نشط يومياً، وأكثر من 500 مليون مستخدم نشط شهرياً عام 2018.
وفي 7 أغسطس/آب الجاري واجه التطبيق مشكلاتٍ قانونيّة في الولايات المتحدة، حين وقّع الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب أمراً تنفيذيّاً يحظر التعامل مع الشركة الأم لتطبيق تيك توك من قبل المواطنين الأميركيّين ابتداءً من 20 أيلول/سبتمبر من العام نفسه، وذلك بحجة أنّ التطبيق يُمثل تهديد للأمن القوميّ الأميركيّ، بجمعه التلقائيّ لبيانات المستخدمين.
واتّهمت الحكومة الصينيّة الولايات المتحدة بـ "تهديد الشركات الصينيّة دون دليل" واتخذت الحرب الكلاميّة بين البلدين منحى أكثر حدة حول التجارة والشفافية بعد اتهامات متبادلة استمرت شهوراً حول سبب انتشار فايروس كورونا.
كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة وانغ وينبين: "بدون دليل، تُهدد الولايات المتحدة شركة صينيّة، وتكشف عن نفاقها فيما يسمى بـاحترام العدالة والحريّة".
وتابع وينبين القول إنّ قرار الولايات المتحدة بالتحقيق في TikTok كان "انتهاكاً لمبادئ منظمة التجارة العالميّة فيما يتعلق بالانفتاح والشفافية وعدم التمييز".
وعلى إثر ذلك تم اتهام الولايات المتحدة بـ "المعايير المزدوجة" عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، وطالب كثيرون بخلق جو سوق مفتوح وعادل وغير تمييزيّ للشركات في جميع البلدان، بما في ذلك الصين والتوقف عن تسييس الأعمال.
وكما يجري حالياً التحقيق في الولايات المتحدة من قبل لجنة الاستثمار الأجنبيّ، ومن المتوقع أنْ يتم تقديم توصيات بشأن ما إذا كانتTikTokتمثل تهديداً للأمن القوميّ إلى ترامب قريباً.
وتمثل هذه الخطوة تصعيداً لجهود إدارة ترامب المستمرة لتقويض المصالح الماليّة الصينيّة في الولايات المتحدة، كجزءٍ من نزاعٍ تجاريّ منذ سنوات مع الدولة الآسيويّة، وينضم هذا الطلب الجديد ببيع الشركة إلى أمرٍ آخر صدر في وقتٍ سابق في أغسطس/ آب الجاري، والذي أعطى الشركات الأميركيّة 45 يوماً للتوقف عن التعامل مع ByteDance بالإضافة إلى مالك WeChatTencent.
وجاء في الأمر الذي صادق عليه ترامب "هناك أدلة موثوقة تقودني إلى الاعتقاد بأنّ ByteDance تتخذ إجراءً يُهدّد بعرقلة الأمن القوميّ للولايات المتحدة"، ولم تتم مناقشة الأدلة المشار إليها في البيان أعلاه، على الرغم من وجود مخاوف من أنّ القانون الصينيّ لعام 2017 الذي يطالب الشركات التي تتخذ من الصين مقراً لها بمشاركة البيانات مع السلطات؛ ما قد يعرض المستخدمين الأميركيّين للخطر.
ويمكّن التحقيق المفتوح السلطات الأميركيّة من فحص أيّ ملفاتٍ وأنظمة معلوماتٍ وسجلاتٍ أخرى تخصByteDance وTikTokطوال عملية البيع، كما يسمح للمسؤولين الأميركيّين بمقابلة موظفيByteDance / TikTok في حين من حق مالكTikTokفترة تستمر لمدة 45 يوماً للرد على مخاوف الأمن القوميّ، ورد القضية التي ستكون أمام المحاكم الأميركيّة.
ويوازي الحديث عن موعد نهائي لبيع TikTokداخل الولايات المتحدة، تقارير انتشرت الأسبوع الماضي عن أنّ مايكروسوفت هي المنافس الأول لشراء منصة التواصل الاجتماعيّ للفيديو قصير المدى، على الرغم من أنّ تويتر يقال إنّه دخل منافسة الشراء أيضاً، وذلك بعد أنْ كان ترامب قد هدد سابقًا بحظرTikTokإذا تعذّر إكمال البيع بحلول منتصف سبتمبر/أيلول القادم.
وهذا التاريخ يعطي 80 يوماً فقط قبل انتخابات نوفمبر/تشرين ثاني في الولايات المتحدة، مما يعني أنّ مهلة 90 يوماً ستنتهي بعد أنْ يُدلي الأميركيّون بأصواتهم للرئيس المقبل، لكن حتى إذا خسر ترامب فهو لا يزال في منصبه حتى التنصيب في 3 يناير/ كانون ثاني من العام 2021، لذلك فهو قادر على تنفيذ تهديداته.
وبالتأكيد لن تؤثر قرارات ترامب على نتائج الانتخابات، فالتطبيق يحظى بشعبية كبيرة بين الجماهير الأصغر سناً، وكثير منهم لم يبلغ العمر الكافي للتصويت، لذلك ترامب سينجح إمّا بمنع تيك توك داخل أميركا أو بيعه لمالكٍ جديد؛ فيفقد هويته الصينيّة.
المصادر: