فحص "مسبار" 251 خبراً ومنشوراً وفق التصنيفات المُعتمدة، كالمُحتوى الزائف والمضلّل والساخر والانتقائي، في كل من المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي في شهر أغسطس/آب الفائت، وحازت الأخبار المضللّة على الحصّة الأكبر من مواد التحقق، بمجموع 126 مادّة، وتلتها الأخبار الزائفة بمجموع 111 مادّة، كما هو موضّح في الشكل (1) أدناه.
كما احتلّت الأخبار الزائفة والمضلّلة والشائعات المُنتشرة في الفضاء الرقمي، والمتعلّقة بالمُحتوى السياسي، حيّزاً كبيراً في مواد التحقق في شهر أغسطس/آب الفائت، بمجموع 82 مادّة، كما هو موضّح في الشكل (2). إذ تناولت العديد من هذه المواد الصراع الدائر في ليبيا، والسجالات السياسية في تونس، وأحداث انفجار مرفأ بيروت، كما استمرّ المُحتوى المتعلّق بفايروس كورونا المستجد بالانخفاض.
انعكست بعض الأحداث الهامة التي شغلت الرأي العام على عدد التقارير التي أنجزها "مسبار" حول دول معينة، إذ حازت لبنان على أكبر عدد بسبب الأخبار الزائفة والمضللة المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت. كذلك موضوعات مثل ازدياد حالات كوفيد-19 في قطاع غزة، والأخبار السياسية المختلفة من تركيا وليبيا وقطر والسعودية والإمارات ومصر.
انفجار مرفأ بيروت
بسبب الأحداث المؤسفة التي وقعت في تاريخ 4 أغسطس/آب، حظيت لبنان بأعلى عدد تقارير مقارنة بجميع الدول التي غطاها "مسبار". شملت المواضيع أخباراً زائفة ومضللة مثل ظهور فرق الإطفاء التي عملت على إخماد حريق الانفجار الأول في سماء بيروت نتيجة الانفجار الثاني، في حين تبيّن أنَّ الأشكال الظاهرة في الصورة هي لسرب من الطيور. إضافة إلى خبر يدعي سقوط قنبلة هيدروجينية مما أدى إلى الدمار الشديد التي تعرضت له بيروت، لكن تبين أن سبب الانفجار هو مادة نترات الأمونيوم المخزنة في مرفأ المدينة.
كما انتشرت أخبار زائفة حول آثار الانفجار، مثل صورة ادعى ناشروها أنها لمجموعة كبيرة من السيارات المستوردة التي تدمرت بسبب الانفجار، لكن تبين أنَّ الصورة قديمة والتُقطت في الصين. ونشر الإعلامي أحمد منصور منشوراً يدعي فيه أن صوامع القمح التي ظلت واقفة رغم انفجار بيروت، بناها العثمانيون عام 1880، لكن اتضح أنها بُنيت بمنحة من الكويت.
الصراعات السياسية في تونس
حظيت تونس بعدد تقارير بلغ 19 تقريراً، تمحورت معظمها حول شائعات وأخبار مضللة سياسية تتعلق بمجلس النواب ورئاسة الجمهورية. مثل مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لأحد أعضاء مجلس النواب أثناء تزويره لتصويت سحب الثقة من راشد الغنوشي، رئيس مجلس النواب وزعيم حركة النهضة، لكن اتضح أنَّ الادعاء زائف. إضافة إلى خبر زائف آخر ادعى إصابة الغنوشي بفايروس كوفيد-19.
إضافة إلى ما سبق، انتشر خبر يدعي تعرّض الرئيس التونسي قيس سعيد لمحاولة اغتيال بالسمّ، لكن نفت رئاسة الجمهورية الخبر.
كوفيد-19
رغم الانخفاض المستمر في الشائعات والأخبار المضللة حول كوفيد-19، لكنها ما تزال على موجودة. اختلفت مواضيع التقارير التي عمل عليها "مسبار" حول كوفيد-19، مثل اللقاح الروسي وازدياد أعداد مصابي الفايروس في قطاع غزة. في أحد التقارير، تحقق "مسبار" من خبر ينسب تصريحاً إلى وزير الصحة الروسي يقول فيه إنَّ اللقاح الذي عملت عليه بلاده سيكون جاهزاً للتسويق بحلول 10 أغسطس/آب، لكن اتضح أنَّ التصريح مفبرك، إضافة إلى خبر زائف عن تطوع ابنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتجربة اللقاح. كما حافظت الأخبار المضللة حول اللقاحات على الظهور، مثل الخبر الذي ادعى توصّل المعهد البيولوجي لدى الاحتلال الإسرائيلي إلى لقاح نهائي للفايروس، لكن تبيّن أنه ما يزال قيد الدراسة.
ساهم العدد المتزايد لحالات كوفيد-19 في قطاع غزة في انتشار أخبار زائفة ومضللة، مثل صور ومقاطع فيديو ادعى ناشروها أنها للكوادر الصحية في القطاع، تبدو عليهم سمات التعب والحزن، لكن اتضح أنها صور ومقاطع مضللة. إضافة إلى صورة ادعى ناشروها أنها لمساعدات طبية قادمة من مصر إلى غزة في ظل الجائحة، لكن تبين أن الصور قديمة.
سياسة
عمل "مسبار" طيلة شهر أغسطس/آب على العديد من الأخبار السياسية المتنوعة، كما حاز هذا الموضوع على أكبر عدد من التقارير بلغ 82 تقريراً. مثلاً، انتشرت صورة للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ادعى ناشروها أنها تُظهر ابتسامته لحظة إعدامه، لكن اتضح أنَّ الصورة مفبركة. كما انتشر خبر يدعي اتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قراراً يقضي باستبدال سيرة الرئيس التركي الأسبق كمال أتاتورك بالسيرة النبوية والتاريخ العثماني، لكن اتضح أنَّ سيرة مؤسس الدولة أتاتورك ما تزال موجودة في المناهج التركية، كما أنَّ السيرة النبوية والحكم العثماني يُدرس للطلبة أصلاً. وعمل "مسبار" على خبر يدعي سرقة قوات تركية لآثار تاريخية موجودة في مدينة عفرين السورية، لكن اتضح أنَّ مقطع الفيديو قديم وصُوّر في مدينة بورصة التركية.
وانتشر خبر يدعي أنَّ الاتفاق المبرم بين الإمارات العربية المتحدة والاحتلال الإسرائيلي يقضي بوقف الأخيرة ضم الأراضي الفلسطينية إلى أراضيها، لكن اتضح أنَّ الخبر مضلل. وحول نفس الموضوع، انتشر مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لنائب بحريني يحرق علم دولة الاحتلال احتاجاً على التطبيع الإماراتي، لكن اتضح أن المقطع قديم ويعود لعام 2012.
وانتشرت صورة لفتاة ادعى ناشروها أنها الناشطة المدنية العراقية رقية الدوسري، التي نجت من محاولة اغتيال، لكن اتضح أن الصورة تعود للإعلامية الإماراتية رؤى الصبان.
رياضة
صيفاً تكثر الأخبار والشائعات الرياضية، وتزامن ذلك مع الشائعات المتعلقة بإصابة اللاعبين والكوادر الرياضية بكوفيد-19. على سبيل المثال، الخبر الزائف حول وفاة مدرب المنتخب الجزائري الأسبق، رابح سعدان. كما كان عزم ليونيل ميسي الانتقال من نادي برشلونة مادة دسمة للشائعات، مما استدعى "مسبار" لنشر تدوينة توضح آخر الأخبار الصحيحة والموثوقة عن علاقة ميسي ببرشلونة ونيته الرحيل.
عقب خسارة برشلونة أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا، انتشرت صورة ادعى ناشروها أنَّ لاعبي بايرن ميرونيخ شكّلوا الرقم 8 في تدريباتهم، دلالة على نتيجة المباراة، لكن اتضح أن الصورة نُشرت قبل المباراة وكانت احتفالاً بلقب الدوري الثامن على التوالي للبافاري. كما انتشر خبر ادعى نية ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان ومجموعة قنوات بي إن سبورت، بث المباريات الأوروبية مجاناً لمدة عام كامل إذا فاز فريقه بدوري الأبطال، لكن تبين أن الخبر زائف.
منوعات
لا يمر شهر على "مسبار" دون التحقق من أخبار غريبة ومتنوعة، مثل الخبر الذي ادعى اكتشاف فتاتين سوريتين لعلاج لسرطان الثدي، مما دفع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما للقائهما وتكريمهما. لكن اتضح أنَّ الخبر مضلل، وسبب اللقاء كان لإظهار الفتاتين أمام العالم كمثال على العزيمة والإصرار. كما انتشر خبر يدعي أنَّ الفنانة الجزائرية منال حدلي ستتزوج من الشيف التركي بوراك أوزدمير، لكن نفت الفنانة الخبر.
إضافة إلى ما سبق، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بكثرة، منشوراً يدعي وجود قصة درامية حزينة وراء تصميم لعبة Subway Surfers، لكن اتضح أن القصة من وحي خيال ناشريها فقط. كما انتشرت على نطاق واسع صورة ادعى ناشروها أنها لامتحان في اليابان شهد حضور ألف طالب دون وجود أي مراقب، لكن اتضح أنه امتحان سنوي في الصين، ويوجد مراقبون ومفتشون، إضافة إلى وجود درونز تراقب الطلبة. وفي عالم الفن، انتشرت صورة للفتاة سوكا، التي مثلت في الفيلم المصري أبو علي، بعد أن كبرت، لكن اتضح أن الصورة مضللة وليست للممثلة سارة عبد القادر.
