مع تبقي نحو شهر على الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة، لم تترك شركة فيسبوك أي فرصة لتؤكد للعالم، ولمستخدمي الموقع، أنها تعمل بجدّ على مكافحة الأخبار الكاذبة.
لكنّ تقريراً حديثاً من منظمة آفاز تحدث عن محدودية قدرة فيسبوك على تتبع العديد من الأخبار الكاذبة والمضللة، التي حازت على تفاعل وانتشار شديدين. كما أنّ هنالك العديد من الأخبار المتداولة على المنصة صُنّفت سابقاً على أنها زائفة، لكنها الآن تنتشر دون حسيب أو رقيب.
وذلك يتم لأن ناشري الأخبار الزائفة طوروا قدرة على تجاوز سياسات موقع فيسبوك المتعلقة بالأخبار الزائفة. فعندما يُصنّف منشور على أنه زائف مثلاً، يعمل ناشرو الخبر على التعديل فيه، أو التعديل بالصورة المرافقة له، ما يمنع أن تلتقطه خوارزمية الموقع مرة أخرى.
يعمل موقع فيسبوك على التحقق من معظم الأخبار الرائجة على الموقع، وذلك بالتعاقد مع مؤسسات مستقلة للتحقق من الأخبار. كما يظهر تصنيف زائف مثلاً عندما تطالع خبراً زائف عبر فيسبوك تحققت منه مؤسسة صحفية ما. لكن مجرّد تعديلات بسيطة على هذه الأخبار أو المنشورات، يسمح لها بالهروب من يد الرقيب، لتعود وتنتشر على نطاق واسع.
في تصريحٍ لمسؤولين في شركة فيسبوك، قالوا إن الشركة تعمل على إحباط محاولات جميع الصفحات التي تطرّقت إليها منظمة آفاز في بحثها، وذلك ضمن جهود موقع فيسبوك لمكافحة الأخبار الزائفة. عملت آفاز على تحليل نحو 738 منشور صنّفته "فيسبوك" على أنه زائف، لكن هذه المنشورات حازت على نحو 5.6 مليون إعجاب و140 مليون مشاهدة.
كما وجدت مجموعة الباحثين لدى آفاز حوالي 119 مجموعة وصفحة على موقع فيسبوك لها سجل حافل بالأخبار التي صُنفت زائفة على الموقع، لكنها ما تزال مستمرة وتحظى بتفاعل كبير. ناهيك عن عدد المنشورات الكبير الذي عُدّل بعض الشيء مما جعله غير مصنف على أنه زائف.
وأخيراً، برأي القائمين على التقرير الذي نشرته "آفاز"، يجب أن تكون هذه الثغرة بمثابة تحذير لموقع فيسبوك بأن الصفحات والمجموعات القائمة على تفاعل الناس المباشر والحقيقي، وليس عن طريق الترويج بالإعلانات المدفوعة أو بتأثير دولي خارجي، هي المصدر الأساسي حاليًّا للأخبار الزائفة.
المصادر