أثار العثور على عمود معدني غامض في غرب الولايات المتحدة الكثير من التكهنات، بعد اكتشافه صدفة من الجو في جنوب ولاية يوتا الأميركية، يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.
وذكرت تقارير إعلامية أن موظفين في إدارة موارد الحياة البرية االأميركية، عثروا على الجسم الغريب، الذي يزيد ارتفاعه عن ثلاثة أمتار ونصف المتر، في صحراء يوتا عندما كانوا يعدّون الأغنام في المنطقة على متن طائرة هليكوبتر.
موظفو إدارة موارد الحياة البرية الأمريكية لم يقدموا أي توضيح حول المصدر المحتمل للجسم الغريب واكتفوا بالقول في شكل مزحة، إنّه "من غير القانوني تركيب هياكل أو أعمال فنية على الأراضي العامة التي تديرها الحكومة دون تصريح، بغض النظر عن الكوكب الذي ينتمي إليه الفاعلون".
وبعد انتشار الأخبار حوله في العالم، لم يكشف مسؤولو السلامة العامة في ولاية يوتا الأمريكية عن موقع الهيكل المعدني الغامض الذي ظهر وسط الصحراء، حتى لا ينتاب الأشخاص الفضول، ويؤدي ذلك إلى ضياعهم في الصحراء في طريقهم لرؤيته، خاصة في ظل تكهنات مختلفة لمحبي أفلام الخيال العلمي.
وقال الطيار بريت هاتشينغز لموقع KSL "أحد علماء الأحياء رصده، وصادف أننا حلقنا فوقه مباشرةً". وبعد أن أشار عالم الأحياء إلى الجسم الغريب، عادت مروحية الهليكوبتر أدراجها إلى الموقع. وأضاف هاتشينغز إنه يعتقد أن الجسم الغريب قد وُضع في موقعه من قبل أحد الفنانين، وليس من خلال الكائنات الفضائية كما روج مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي.
ولفت بعض المراقبين إلى أوجه الشبه بين العمود وأعمال النحّات الأميركي، جون ماكراكن، الذي كان يقيم في ولاية نيو مكسيكو المجاورة وتوفّي سنة 2011. وقال نجله باتريك ماكراكن لصحيفة ذا نيويورك تايمز، إن والده أسرّ إليه عام 2002 بأنه يرغب في أن "يقيم أعماله في أماكن معزولة كي تُكتشف لاحقاً".
وقبل أيام، اعتبر ديفيد زويرنر الممثل القانوني لماكراكن أن المسلّة الغامضة قد تكون عملاً فنيّّا. وأكد وجود "انقسام حول الموضوع"، مُبدياً "قناعته" بأن المسلّة تحمل توقيع ماكراكن ولم يكتشفها أحد على مدى حوالى عقد من الزمن.
وأضاف "من كان يعتقد أن 2020 تخبئ لنا مفاجأة أخرى؟ كنا نظن أنه من غير الممكن أن نشهد على المزيد. فلنر ما يخفي ذلك".
ورغم امتناع السلطات عن تحديد موقع هذه المسلّة، اختلفت التحليلات على الإنترنت لمعرفة الموقع بالاستناد إلى التشكّلات الجيولوجية المجاورة. ونجح البعض في تحديد الموقع وزيارته لكنهم لاحظوا زوال الجسم، من بينهم ريكاردو مارينو وسييرا فان ميتر الذين وصلا إلى المكان في وقت متأخر من ليلة الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، للحصول على بعض الصور فتفاجآ بإزالته. ونشرا صوراً ومقطع فيديو لهما على "انستغرام" يوثق اختفاءه.
فمن أزال المسلة المعدنية؟
بعد اختفاء العمود من الصحراء تعززت الشكوك حول إزالته من قبل كائنات فضائية. وأوضح مكتب استصلاح الأراضي في ولاية يوتا السبت الفائت، إلى تلقيه "شهادات ذات مصداقية" تفيد بأن الجسم الغريب سُحب على يد "طرف ثالث مجهول" مساء الجمعة. وقال في البيان ذاته إن "المكتب لم يسحب المنشأة التي تُعتبر ملكية خاصة"، مضيفاً "لا نحقق في شأن الانتهاكات على حق الملكية إذ إن النظر فيها يعود إلى مكتب قائد الشرطة المحلي".
ونشر مكتب عمدة مقاطعة سان خوان ملصقاً "للمطلوبين" على موقعه على الإنترنت، استبدلت فيه وجوه المشتبه فيهم بتسعة كائنات فضائية. وقال العمدة إن المكتب لا يملك الموارد اللازمة لتكريس الكثير من الوقت والطاقة في البحث عنه، واعتبره أمراً غير قانوني منذ البداية لأنه وُضع دون إذن وسط الصخور.
في المقابل تحدث المصور الفوتوغرافي، روس برناردز، عن عملية إزالته التي وثقها حين كان بصدد التقاط صور الجسم المعدني، وقال إنه رأى أربعة رجال يقتربون منه، انقسموا إلى مجموعتين خلال عملية اقتلاعه، وأنّ أحدهم قال له "من الأفضل أن تكون قد التقطت صوراً".
ومع غياب التحقيق حول عملية الإزالة، تبقى قصة المجسم غامضة ولم يُعرف إن كانت فعلاً عملاً فنيًّا أم وراءه قصة أخرى.
المصادر