على غير العادة كانت رسالة ملكة بريطانيا هذا العام، عبارة عن بثٍّ بتقنية التزييف العميق، وقد اعتادت الملكة إليزابيث الثانية، بثّ رسالة للبريطانيين عبر خطاب في كل احتفال بأعياد الميلاد السنوية، لكن يبدو أن القناة الرابعة طرحت بديلاً ساخراً بتقنية الزيف العميق لبثّ رسالة من الملكة كانت نهايتها رقصها فوق الطاولة، وفي وسطها انتقاد لكل من الأمير هاري وزوجته ميغان لمغادرتهما القصر وترك المهام الملكية.
A #Deepfake #QueenElizabeth II
— Spiros Margaris (@SpirosMargaris) December 25, 2020
delivers @Channel4’s alternative #Christmas #speech https://t.co/hqI5bZ8Gjz #fintech #AI #ArtificialIntelligence #MachineLearning #DeepLearning @trustedreviews @cgledhill @pierrepinna @sallyeaves @YuHelenYu @psb_dc @terence_mills @HaroldSinnott pic.twitter.com/lXxzdeVrjf
وقال قصر باكنغهام لبي بي سي إنه ليس لديه تعليق على البث، في حين قالت القناة الرابعة إن النية من بثّ المقطع إعطاء "تحذيرٍ صارخٍ" بشأن الأخبار الكاذبة في العصر الرقمي، وكيف يمكن استخدام تقنية Deepfake لإنشاء محتوى فيديو مقنع ولكنه خيالي تماماً.
ويستغرق مقطع الفيديو خمس دقائق تطرح فيه الملكة "غير الحقيقية" موضوعاتٍ مثيرة للجدل، بما في ذلك تورط الأمير أندرو بالفضيحة الجنسية المتعلقة برجل الأعمال الأميركيّ جيفري إبستين.
وكانت بطلة المقطع الممثلة البريطانية ديبرا ستيفنسون التي قالت للصحافة البريطانية: "كممثلة هذه تجربة مثيرة، ولكنها مرعبة أيضاً، إذا فكرت في كيفية استخدام هذا في سياقاتٍ أخرى".
وعلى الرغم أن المقطع خضع للمونتاج بواسطة VFX studio Framestore الحائز على جائزة الأوسكار ويظهر ذلك في مطابقة حركة الشفتين، والصوت، وتعابير الوجه إلا أنه لا يبدو جيداً بالقدر الكافي لتصديقه.
وقد ظهرت تقنية Deepfakes لأول مرة في أوائل عام 2018 حين قام أحد المطورين بتكييف تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء برنامج يقوم بتبديل وجه شخصٍ بآخر، وأصبحت العملية منذ ذلك الحين أكثر سهولة؛ فيوجد الآن العديد من التطبيقات التي تتطلب صورةً واحدةً فقط ليحل محل ممثل هوليوود الشهير ممثل آخر بديل أو ليبدو نفسه في ريعان شبابه.
وكانت شركة مايكروسوفت قد كشفت النقاب عن أداة يمكنها اكتشاف التزييف العميق في وقت سابق من هذا العام. وقالت الشركة إنها تأمل في المساعدة بمكافحة المعلومات المضلّلة، لكن الخبراء حذّروا من أن الأداة معرضة لخطر أن تصبح قديمة بسبب التقدم التكنولوجي.
وقالت نينا شيك، مؤلفة كتاب Deep Fakes and the Infocalypse، لبي بي سي إن هناك قلقاً متزايداً بشأن الطرق الخبيثة الأخرى التي يمكن من خلالها استخدام تقنية التزييف العميق، ففي حين أنها توفر فرصاً تجارية وإبداعية هائلة، وتحول صناعات بأكملها إلى الترفيه، فهي أيضاً تقنية تُستخدم بشكل ضار، وفي أشكالٍ معقدة من المعلومات المرئية المضلّلة.
ولم يتم إلغاء رسالة الملكة في عيد الميلاد على القناة البريطانية الرسمية بي بي سي، فهو تقليد سنويّ يشاهده الملايين من البريطانيين المحبين للملكية، لكن هذه المرة زاحمت نسخة ساخرة من "التزييف العميق" هذا التقليد على القناة الرابعة وسط ردود فعلٍ متباينة.
وعلى الرغم من أن القناة عبرت أن المقطع رسالة تحذيرية من الأخبار ومقاطع الفيديو الزائفة إلا أن ذلك لم يكن مبرراً كافياً للجماهير التي غضبت بشدة من المقطع وتقدمت بشكاوى رسمية ضد القناة.
وعبّر المشاهدون عن غضبهم على موقع تويتر، ووصفوا الفيديو بأنه مخيف وغير محترم، وشيطاني.
وتقول الملكة في المقطع المفبرك "لقد حزنت للغاية لرحيل هاري وميغان.. هناك أشياء قليلة أكثر ضرراً من أن يخبرك أحدهم أنه يفضل صحبة الكنديين، لكن على الأقل ما زلت بالقرب من حبيبي أندرو".
وارتبكت القناة الرابعة أمام هذا الهجوم على مقطع فيديو التزييف العميق الذي حاولت أن تقدمه كفكاهة ورسالة توعية في آنٍ واحد في 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وقال مدير برامجها، إيان كاتز "إن مقطع الفيديو تذكير قوي بأننا لم نعد نثق بأعيننا".
في حين قال سام جريجوري مدير منظمة ويتنس التي تستخدم الفيديو والتكنولوجيا لحماية حقوق الإنسان "لم نشهد استخدام تقنية التزييف العميق على نطاق واسع حتى الآن، باستثناء توظيفها لمهاجمة النساء، كما أننا يجب أن نكون حذرين حقاً في جعل الناس يعتقدون أنهم لا يستطيعون تصديق ما يرونه، فقد يجعلهم هذا يعتقدون بأن المنتجات المزيفة العميقة هي مشكلة أكثر انتشاراً مما هي عليه الآن".
من جهته قال خبير التزيييف هنري أدير "أعتقد في هذه الحالة أن الفيديو ليس واقعياً بما يكفي ليكون مصدر قلق، ولكن يجب إخلاء المسؤولية قبل عرض أي فيديو معدل بتقنية التزييف العميق أو إضافة علامة مائية بحيث لا يمكن اقتصاصها وتحريرها هو أمر مهم كي لا يُعاد استخدامه بشكلٍ مضلّل".
المصادر: