أطلق موقع تويتر حديثًا، منتدىً لمكافحة الأخبار الزائفة والمضللة باسم BirdWatch، وذلك في ظلّ تفشّي الإشاعات على المنصة. اتخذ "تويتر" إجراءات لمكافحة المعلومات المغلوطة عقب مواجهتها ضغوطًا خلال جائحة فايروس كوفيد-19، فأزال بعض المحتويات المضللة وأدخلت ملصقات للرد على التغريدات التّي تحتوي على معلومات مغلوطة حول العلاجات الزائفة وأصل المرض. كما لعب دورًا في مواجهة الإشاعات التي رافقت الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، فلا ننسى حين قام دونالد ترمب بالتلاعب بمقطع فيديو وتعديل بعض اللقطات ليظهر جو بايدن فيه كمؤيد لإعادة انتخابه، إذ عمد "تويتر" حينها لتصنيف الفيديو على أنه "وسائط متلاعب بها".
في منتدى BirdWatch، يستطيع المستخدمون من تحديد المعلومات في التغريدات التي يعتقدون أنها مضللة وكتابة ملاحظاتهم عليها. هذا النموذج التي تحركه شبكة اجتماعية معقدة يهدف إلى جعل الملاحظات مرئية مباشرة على التغريدات لمستخدمي موقع تويتر العالمي، خصوصًا عندما يكون هناك إجماع واضح وصريح من المساهمين.
نموذج تجريبي في الولايات المتحدة
تخضع جميع مساهمات منتدى BirdWatch لقواعد "تويتر" وشروط الخدمة وسياسة الخصوصية التي تذبل جهودها لاستئصال المحتويات الزائفة والمضللة. ولكنه في البداية سيكون في قسم مستقل عن الموقع الرئيسي لتويتر، كما أنه سيكون متاحًا لمجموعة صغيرة من المستخدمين، وسيتعين على المساهمين استخدام حساب آخر مرتبط برقم هاتف حقيقي وعنوان بريد إلكتروني.
يؤكد فريق العمل الخاص بالمنتدى أن الملاحظات المرئية في المرحلة الأولى ستكون على موقع BirdWatch المنفصل وبالتالي لن تؤثر على التغريدات أو أنظمة التوصيات على موقع تويتر.
إذ قالت الشركة في هذا السياق "نحن نبحث عن أشخاص لاختبار ذلك في الولايات المتحدة – يمكنك إضافة ملاحظات ذات سياق مفيد إلى التغريدات التي تعتقد أنها مضللة. في الوقت الحالي، لن تظهر هذه الملاحظات مباشرة على ”تويتر“، ولكن يمكن لأي شخص في الولايات المتحدة مشاهدتها على "mhttps://birdwatch.twitter.co".
ومن أجل زيادة الشفافية أكدت الشركة أن جميع البيانات المساهمة في Birdwatch ستكون متاحة للجمهور وقابلة للتنزيل في ملفات TSV إضافة إلى الخوارزميات التي تدعم Birdwatch - مثل أنظمة reputation and consensus.
أما فيما يخص التحديات التي تواجه المشروع، أشار فريق عمل Birdwatch إلى أنه سيتخذ بعض الخطوات للتخفيف من مخاطر محاولة التلاعب المنسق: "أولًا يجب أن يستوفي الأشخاص المعايير الأهلية للمشاركة في البرنامج"، وأضاف بأنّه سيركز على زيادة تنوع المشاركين في مرحلته التجريبية الأولية ليعكس وجهات نظر متنوعة ولتجنب التحيز: "إذا كان لدينا عدد أكبر من المتقدمين أكثر من الخانات التجريبية، فسنقبل بشكل عشوائي الحسابات، ونعطي الأولوية للحسابات التي تميل إلى المتابعة والتفاعل مع جماهير ومحتوى مختلف عن أولئك المشاركين الحاليين وذلك لتقليل احتمالية التحيز إلى أيديولوجية أو خلفية أو مساحة اهتمام واحدة في الغالب".
من جهته قال كيث كولمان نائب رئيس شركة تويتر "سيكون بإلإمكان تحديد التغريدات التي يعتقد المغردون باحتوائها على أكاذيب ومعلومات مضللة وتدوين الملاحظات بشأنها" وأشار إلى أنَّ الخاصية الجديدة التي تسعى إلى توسيع وزيادة نطاق محاربة المعلومات المضللة والشائعات لن تنجح إلا إذا وجدت أن ما تنتجه مفيد ومناسب لمجموعة واسعة من الأشخاص ذوي وجهات النظر المتنوعة.
المصادر: