` `

تحقُّق مسبار من حلقة زعمة حول الثقة في التعليم العمومي التونسي

عائشة غربي عائشة غربي
أخبار
13 أبريل 2021
تحقُّق مسبار من حلقة زعمة حول الثقة في التعليم العمومي التونسي

للمرة الثانية على التوالي يواصل “مسبار”، التّحقق من الحلقات المباشرة التي تنظمها مبادرة مناظرة في تونس، متابعًا النقاشات التي وردت على لسان المتدخلين في الحلقة الخامسة التي حملت عنوان "زعمة التونسي مازال عندو ثقة في التعليم العمومي؟"، وركّزت على درجة ثقة المواطن التونسي في التعليم العمومي.

شارك في النقاش الذي بُث يوم 11 أبريل/نيسان الجاري، وزير التربية الأسبق حاتم بن سالم، والطالبة في السنة ثانية شعبة تربية وتعليم إخلاص الظاهري ضمن فريق المساندة.

أما فريق المعارضة فضمّ رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني وياسمين الفرشيشي طالبة هندسة إعلامية.

  1. تقديم الحجج

قالت الطالبة إخلاص الظاهري، المساندة لأطروحة البرنامج، إن "تحدي 1" هو أول قمر صناعي تونسي محلي الصنع، أشرف على تصنيعه مهندسون شبّان من أبناء المعاهد العمومية.
وبالتحقق من الادعاء، تبيّن أنه صحيح، إذ يُعدّ القمر الصناعي الذي أُطلق يوم 22 مارس/آذار الفائت من محطة "بايكونور" في كازاخستان، الأول محليًّا بخبرات تونسية، لتكون بذلك تونس أول بلد مغاربي وسادس بلد إفريقي يصنع قمرًا اصطناعيًّا، بعد مصر وجنوب أفريقيا وغانا، حسب موقع “سبايس إن أفريكا”.

وقال معز الحريزي المكلف بالاتصال في مجمع تلنات، لـ"مسبار" إنّ القمر الصناعي محلي الصنع بأيادي مهندسين تونسيين، من أبناء التعليم العمومي ومدارس الهندسة التونسية الذين التحقوا بها بعد اجتيازهم لمناظرات وطنية. وأكد أنّ تكوينهم الابتدائي والأساسي أيضًا كان في الإعلام العمومي.

كما قال محمد فريخة، رئيس مجمع تلنات المصنّع للصاروخ، في حوار مع وكالة تونس أفريقيا للأنباء، إنّ هذا القمر الصناعي أُنجز بخبرات وكفاءات محليّة لنحو عشرين مهندسًا تونسيًّا يعملون في المؤسسة، وتلقوا تكوينهم في مدارس المهندسين في تونس، في اختصاصات البرمجيات والإلكترونيك والميكانيك، وبدعم من بعض الخبرات التونسية الموجودة في وكالات فضاء دولية على غرار المهندس محمد عبيد من وكالة الفضاء الأميركية  "ناسا".

وقالت الطالبة ياسمين، المعارضة للأطروحة، إنّ نسبة البطالة ارتفعت لتتجاوز 30.1 في المئة في الربع الثالث من عام 2020 وفق معهد الإحصاء، وبالتحقق تبيّن أنّ الرقم غير دقيق لأنّ نسبة البطالة انخفضت مقارنة بالربع الثاني من العام نفسه، بنسبة 4.4 ألفًا، أي من 31.2 في المئة إلى 30.1 في المئة ولم تزد عنها.

صورة متعلقة توضيحية

وتبقى النسبتان مرتفعتان مقارنة بالربع الأول، التي قُدّرت فيه نسبة العاطلين عن العمل بـ 28 في المئة.

صورة متعلقة توضيحية
  1. فقرة النقاش

ذكر رضا زهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ، أنّ عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة بلغ 100 ألف منقطع وادّعى أنّ هذا العدد هو ضعف العدد المسجل في فرنسا بست مرات.

تحقق "مسبار" مما ورد على لسان الزهروني ووجد أنّه مضلل جزئيًّا، إذ إنّ عدد التلاميذ المنقطعين في تونس سنويًّا بلغ 100 ألف تلميذ.

صورة متعلقة توضيحية

 فيما بلغ في فرنسا 95 ألف منقطع سنويًّا وفق وزارة التربية الفرنسية، وفي عام 2020 انخفض العدد ليبلغ 80 ألف منقطع، وفق التقرير الذي نشرته وزارة التشغيل والإدماج الفرنسية، الذي أنجزه المركز الوطني لدراسة النظم المدرسيّة (CNESCO).

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

وقالت إخلاص الظاهري، إنّ من بين الإصلاحات التي أُحدثت في قطاع التعليم العمومي، بعثُ شعبة التربية والتعليم بعد 12 عامًا، وبالتحقق من الادعاء، وجد "مسبار" أنه ينطوي على إثارة، إذ إنّ خريجي الدفعة الأولى من هذه الشعبة يطالبون بانتدابهم منذ عام 2019، وقاموا بوقفات احتجاجية وصولًا إلى إضراب الجوع.

ودعت تنسيقية خريجي التربية والتعليم، في فبراير/شباط الفائت وزارة التربية إلى ضرورة صرف أجور خريجي التربية والتعليم أكثر من 2500 معلّم، أولئك الذين يشتغلون منذ أكثر من سنة دون التمتع بأي راتب.

وفي شهر أبريل من عام 2020، قال وزير التربية السابق محمد الحامدي، إنّ شعبة الإجازة في علوم التربية والتعليم قد يتم إلغاؤها.

وأكد أنّ وضعية خريجي هذه الشعبة شائكة وتفتقد للأطر الإدارية والمالية وقد اشتغلوا دون إمضاء عقود.

ومازالت مشكلتهم دون حلّ، ما يُضعف أن يكون لهذه الشعبة دور في الإصلاح، مع إمكانية إلغائها المطروحة.

كما ذكر وزير التربية الأسبق حاتم بن سالم في الجزء الأول من فقرة النقاش المفتوح أنّ المنظومة التربوية التونسية تضم مليونين و200 ألف تلميذ وأكثر من 180 ألف مربيّ.

وبالرجوع إلى الأرقام التي أعلنت عنها وزارة التربية التونسية، تبين أنه مضلل جزئيا، إذ إن عدد التلاميذ المرسمين بالسنة الدراسية 2020/2021 يقدر بمليونين و215 ألف تلميذ، أما عدد المربين فهو 153400 وليس 180 ألفًا.

ملخص الحجج

ادّعت المشاركة إخلاص الظاهري في الفقرة الأخيرة من المناظرة، أنَ التعليم العمومي في تونس يضمن مبدأ تكافؤ الفرص بين مختلف الطبقات الاجتماعية، وقالت في مداخلتها "فقير ولا غني كلنا كيف كيف" في إشارة إلى تساوي حظوظ التمدرس بين الفقراء والأغنياء.

اكتشف فريق التحقق أنّ هذا المعطى مضلل، إذ إنّ 90% من الأطفال المنقطعين عن الدراسة في تونس ينحدرون من أوساط شعبية فقيرة ومحدودة الدخل، وفق ما أكّده وزير الشؤون الاجتماعية السيد محمد الطرابلسي في تصريح له يوم 20 ديسمبر/كانون الأول عام 2020.

في هذا الإطار، تُفيد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" بأن محدودية دخل الأسر هي أحد أهم أسباب الانقطاع المدرسي.

وتقول الحكومة التونسية إنّها أحصت نحو مليون عائلة فقيرة تحتاج إلى مساعدات اجتماعية لتوفير المتطلبات الحياتية الأساسية، ما يجعل أطفال هذه العائلات أكثر عرضة للتسرّب المدرسي، بحسب عاملين في القطاع التربوي. ويقدّر معدل إنفاق الأسر التونسية على تعليم أبنائها نحو 3.2% من مجموع مؤشر الاستهلاك، بحسب المعهد الوطني للإحصاء. 

كما يُقدّر المعهد الوطني للاستهلاك الكلفة الإجمالية للمستلزمات المدرسية للتلاميذ سنة أولى- ابتدائي ما بين 112 دينارًا (نحو 41 دولارًا) و165 دينارًا (نحو 61 دولارًا). 

في المقابل، تمنح الحكومة مساعدات مالية لأبناء العائلات المنتفعة من الإعانة القارة (الثابتة)، والعلاج المجاني ومحدودي الدخل بما لا تتجاوز 50 دينارًا (18 دولارًا).

 

 *أُنجز التقرير بمشاركة جاسر الرياحي ووسيم جلال

المصادر
معهد الإحصاء

وزارة التشغيل والإدماج الفرنسية

وزارة التربية الفرنسية

المفكرة القانونية

الترا تونس

شمس أف أم

العربي الجديد

جريدة الشروق

المصدر

مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة