تواجه بوليفيا في الفترة الأخيرة الموجة الثانية من فايروس كورونا المستجد، وما يرافقها من ارتفاع في أعداد الإصابات والوفيات، فحتى يوم 20 يونيو/حزيران الجاري، وصل إجمالي عدد الإصابات إلى ما يقارب 421 ألف إصابة، وتجاوز عدد الوفيات 16 ألف حالة، كما بلغ معدّل الوفيات اليومي في الأسبوع الأخير 86 وفاة، وفقًا لبيانات موقع الإحصاءات العالمي Worldometer.
وبالرغم من ندرة توفّر اللقاحات في أميركا الجنوبية عمومًا وسوء الوضع الوبائي في بوليفيا، عانت الأخيرة من امتناع سكانها عن تلقّي اللقاح ورفضه، وقد رصدت وكالات الإعلام في مايو/أيار الفائت مراكز التطعيم وهي شبه خالية نتيجة خوف البوليفيين من اللقاح.
اللافت للنظر هو أنّ خوفهم من اللقاح ناتج بصورة أساسيّة عن إيمانهم بالخرافات، لا آراءً شاذة في الطب أو حتى في العلوم الزائفة. مثلًا يعتقد بعض البوليفيين باحتواء اللقاحات على مادة شيطانية! وهي خرافة كان لها دور كبير في رفض الناس للّقاح، وفقًا لما صرحت به نائبة وزير الأوبئة ماريا ريني كاسترو، لوكالة رويترز.
كما أشارت باتريشيا ألمانزا، عاملة في قطاع الصحة، إلى أنّ ضعف تنظيم حملات التلقيح من قبل الجهات المعنيّة ساهم أيضًا في عزوف البوليفيين عنه. وأردفت خلال حديثها لـ "رويترز" أنّ الأوضاع وصلت من السوء إلى حد اضطُّر عنده العاملون في القطاع الصحي إلى التخلص من اللقاح بسبب عدم إقبال الناس عليه.
وأحيانًا كانوا يذهبون إلى خارج المراكز الصحية لمحاولة إقناع الناس بتلقي اللقاح كي لا يخسروه بالإتلاف.
ولم تتوقف الخرافات حول اللقاح عن الانتشار في بوليفيا عند هذا الحدّ، بل شاعت حديثًا أقوالٌ عن تحوّل من تلقوا اللقاح إلى مستذئبين.
ووفقًا لما صرّح به توريبيا ليرو، نائب في كتلة مجتمع المواطن، لصحيفة EL DEBER، أنّ مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو المفبركة يجري تداولها بين الناس عن مستذئبين يأكلون البشر، تحوّلوا بعد تلقيهم اللقاح، هدفها تخويف الناس من حملات التطعيم.
وأكّد ليرو على أنّ كتلته طالبت وزير الصحة البوليفي، ماركوس أوز بينتو، بالخروج بتصريحات جازمة تندد بالخرافات المنتشرة وتنفي صحتها، وأن يبذل أقصى جهوده لحماية الناس من خطر تصديقها.
ومن الجدير بالذكر أنّه وبحسب الصحف المحليّة، فإنّ أكثر من مليون ونصف بوليفي تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح ضد فايروس كورنا المستجدّ، بينما وصل عدد متلقي الجرعة الثانية إلى أكثر من 560 ألف شخص، حتى يوم 17 يونيو الجاري.
المصادر:
