تتكرّر الاتهامات الموجهة للصين، باستخدامها لجانًا إلكترونية بحسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، للترويج للرواية الصينية الرسمية في العديد من القضايا، إلى جانب مهاجمة وتشويه من تعتبرهم الحكومة معارضين لها، سواءً كانوا صينيين أو غير صينيين.
في مايو/أيار الماضي، كشفت دراسة أجراها معهد أكسفورد للإنترنت، عن لجانٍ إلكترونية غرضها الترويج للمحتوى الذي ينشره الدبلوماسيون الصينيون حول العالم، خاصة في الدول الغربية، على مواقع التواصل الاجتماعي.
الدراسة التي استمر العمل عليها سبعة أشهر، فحصت 189 منشورًا لدبلوماسيين صينيين حول العالم، فوجدت أنه تم الإعجاب بها ما يقرب من سبعة ملايين مرة، وأُعيد نشرها 1.3 مليون مرة. وخلال فترة ستة أشهر فقط، ما بين يونيو/حزيران 2020 ويناير/كانون الثاني 2021، أُعيد نشر تدوينات دبلوماسيين صينيين أكثر من 735 ألف مرة.
في بريطانيا وحدها، اكتشفت لجنة إلكترونية مكونة من 62 حسابًا هدفها الترويج للمحتوى الذي ينشره الدبلوماسيون الصينيون في بريطانيا، بحسب دراسة أعدها معهد أكسفورد للإنترنت بالتعاون مع وكالة أسوشييتد برس.
وجدت الدراسة أيضًا أنّ العديد من تلك الحسابات تدعي أنّها لمواطنين بريطانيين، ما يخلق حالة شعبية كاذبة للسفير الصيني ومعاونيه، في المجتمع البريطاني. يقول الباحث الرئيسي في الدراسة، إنّ عمل هذه اللجنة الإلكترونية يُساعد في "منح السفير الصيني في لندن، إحساسًا زائفًا بالشعبية، ويمنح مواقفه صدقيّةً أكبر".
كما اكتشفت دراسة جديدة لمركز CIR شبكة لجان إلكترونية تضم 350 حسابًا زائفًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تعمل على تعزيز سرديات الحكومة الصينية في الفضاء الإلكتروني، من ذلك مهاجمة وتشويه من تعتبرهم السلطات الصينية معارضين لها، سواءً كانوا صينيين أو غير صينيين.
على سبيل المثال، رصدت الدراسة هجومًا منظمًا على غيو وينغي، رجل الأعمال الصيني المعارض المقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ 2014، فنشرت الحسابات الزائفة رسومًا كاريكاتيرية تهاجمه هو وستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والذي عرف عنه هجومه على الصين.
إضافة إلى ذلك، تعمل هذه اللجان على شن حملات انتقاد لدول غربية، خاصة الولايات المتحدة، فتثير القضايا الخلافية، مثل قوانين حمل السلاح، والعنصرية، في مقابل دفاعها عن السلطات الصينية في وجه الاتهامات المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان في إقليم شينغيانغ (تركستان الشرقية).
ويتضح أنّ حسابات هذه اللجان لم تُنشأ بشكل اعتباطي، فالعديد منها استخدم صورًا شخصيًا صُممت بالذكاء الاصطناعي لتبدو وجوهًا لأشخاص حقيقيين، ما يصعب وقوعها تحت طائلة قواعد مواقع التواصل الاجتماعي.
تنشط هذه الحسابات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل أساسي على مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب. تنشر المحتوى نفسه تقريبًا بشكل منظم، فيعمل بعضها على إنشاء المحتوى، والبعض الآخر على إعادة نشر هذا المحتوى بشكل مكثف.
وصحيح أنّ لا أدلة دامغة على ارتباط هذه اللجان بالحكومة الصينية بشكل مباشر، غير أنّ دراسة مركز CIR تشير إلى أنّها شبيهة باللجان الإلكترونية التي سبق أن حذفها كل من موقعي فيسبوك وتويتر.
المصادر:
China’s Public Diplomacy Operations