صرّح رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، لدى استقباله نجلاء بودن، رئيسة الوزراء المُكلّفة حديثًا بتشكيل الحكومة، مساء يوم الاثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، في قصر قرطاج، بأن عدد المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع يوم الأحد 3 أكتوبر الحالي، في مختلف جهات الجمهورية لمساندة التّدابير الاستثنائية المُعلن عنها يوم 25 يوليو/تمّوز الفائت، وصل إلى حوالي مليون وثمانمئة ألف تونسي.
وأضاف رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد لدى لقائه ببودن أن المتظاهرين المساندين لقراراته "جاؤوا بإمكانيتهم، ولم يُدفع لهم أي مليم كما يحصل في المدة الأخيرة من قبل البعض الذي يرتب هذه المظاهرات ترتيبًا مدفوعَ الأجر".
وفي نفس السياق، استقبل سعيّد يوم الاثنين 4 أكتوبر الحالي، رئيس المجلس الأعلى للقضاء يوسف بوزاخر، وصرّح ثانية بأنّ عدد المتظاهرين، وفق آخر الإحصائيات، وصل إلى حوالي مليون وثمانمئة ألف تونسي.
أثار الرقم الذي أعلن عنه سعيّد حفيظة جدلًا بين نشطاء المجتمع المدني والسياسيين والإعلاميين والصحفيين الذين واكبوا تغطية المسيرات في مختلف جهات البلاد، حيث كان الفرق شاسعًا بين تقديرات وسائل الإعلام ووكالات الأنباء المحلية والدولية لأعداد المتظاهرين والرقم الذي جاء في تصريحات سعيّد.
وبين ناشطون أنّ الأعداد التي خرجت في العاصمة التونسية وبقية الجهات لا تتجاوز الآلاف، وهي بعيدة كل البعد عن الرقم الذي تحدث عنه الرئيس سعيّد.
وقدّرت القناة الوطنية الأولى، في تقريرٍ عرضته ضمن نشرة منتصف ليل اليوم الثّالث من أكتوبر الحالي، الأعداد بثمانية آلف مُتظاهر ، وذلك استنادًا إلى مصادر أمنية.
وهو الرقم نفسه الذي قدرته وكالة رويترز وفقا للتقرير الذي نشرته عن المظاهرات الداعمة لسعيّد. وقد وصف التقرير المظاهرات بأنّها "الأكبر في وسط تونس للرد على احتجاجات على خطوات الرئيس شهدها الموقع ذاته في العطلتين الأسبوعيتين السابقتين".
ومن جهة أخرى نقلت قناة فرانس 24 عن وكالة الأنباء الفرنسية تنظيمَ حوالي 2500 متظاهر يوم الأحد الفائت، في العاصمة التونسية، تجمّعًا لدعم الرئيس قيس سعيد بعد أن أثارت قراراته الأخيرة الجدل.
وردا على الرقم الوارد على لسان رئيس الجمهورية قيس سعيد، اعتبر المدون والإعلامي هيثم المكي، في منشور له على صفحته الرسمية على فيسبوك، أن سعيّد يعتمد في معلوماته على يُتداول على وسائل التّواصل الاجتماعي، وذلك في إشارة إلى الصورة المفبركة لمقال القناة الفرنسية TV5، والتي سبق لـ"مسبار" التحقق من صحّتها، موضّحًا زيفها في نهاية المطاف.
ومن جهته عبّر القيادي في حزب التيار الديمقراطي هشام العجبوني عن استغرابه من تصريحات رئيس الجمهورية المتعلقة بعدد المتظاهرين الذين خرجوا يوم الأحد في مسيرة لمساندة قراراته، وقال في منشور له على حسابه الخاص في موقع فيسبوك ”لو كنت مكان رئيس الجمهورية لطردت كلّ من ورطني في التصريح بأرقام ومعطيات مغلوطة، ولطردت الفريق المكلّف بالإعلام الذي سمح بتمريرها في المونتاج”.
ويُشار إلى أنّ سعيّد قام بتكليف نجلاء بودن رئيسة للحكومة يوم الأربعاء 29 سبتمبر/أيلول الفائت، خلفًا لهشام المشّيشي الذي أُقيلت حكومته مع دخول التدابير الاستثنائيّة حيّز التّنفيذ.
المصادر: