رصد تقرير لوكالة فرانس برس دور نظريات المؤامرة على الإنترنت في تغذية الاضطرابات التي شهدتها هولندا شهر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، خلال مظاهرات مناهضة لتلقي لقاح كورونا.
وقال التقرير إن شبكة من مروجي نظريات المؤامرة على مواقع التواصل الاجتماعي في هولندا، تمتد إلى البرلمان الهولندي؛ تقف وراء مظاهرات مناهضة للقاح كورونا، شهدتها مدينة روتردام في 19 نوفمبر الفائت، ووقعت خلالها اشتباكات وأحداث عنف امتدت على مدار ثلاثة أيام في أنحاء البلاد.
وبدأت المظاهرات بدعوة عبر مجموعة على موقع فيسبوك، تضم 10 آلاف متابع، يديرها ناشط مناهض للتطعيم ضد كورونا، يزعم أن اللقاحات "أسلحة صُنعت للقتل".
وتُعد الاضطرابات التي استتبعت احتجاجات نوفمبر الفائت، الثانية من نوعها هذا العام في هولندا، إذ شهدت في يناير/كانون الثاني الفائت ما وُصف بأسوأ أعمال شغب عرفتها البلاد منذ 40 عامًا، وذلك على خلفية احتجاجات مناهضة لحظر التجول الذي فرضته السلطات آنذاك بسبب انتشار وباء كورونا.
وبحسب فرانس برس، استُخدمت مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم الاحتجاجات في المرتين، وكانت المعلومات المضللة حاضرة للتحشيد.
وخلال ستة أشهر، زاد أعداد المتابعين لأكبر المجموعات على موقع فيسبوك، الناشرة للمعلومات المضللة حول كورونا في هولندا، بنسبة 63%، بحسب دراسة لمعهد الحوار الإستراتيجي في لندن.
من جانبها، اتهمت السلطات الهولندية مجموعات متنوعة بالوقوف وراء أعمال الشغب، بينهم من وصفتهم بـ"الشباب المُحبط"، ومشجعي كرة القدم المتعصبين (الهوليغانز)، لكنها أيضًا أشارت إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي في التحشيد والتنظيم لتلك الاحتجاجات.
وفي حين يُمثل مناهضو لقاح كورونا أقلية في هولندا، حيث تلقى 85% من السكان اللقاح بالفعل، وفقًا لأستاذ التواصل السياسي في جامعة أمستردام، كلايس دي فريزي؛ إلا أن هؤلاء المناهضون وجدوا حليفًا في البرلمان كان سببًا في تضخيم قضيتهم. يتمثل هذا الحليف في حزب منتدى الديمقراطية، المصنّف ضمن الأحزاب اليمينية المناهضة للهجرة، ويُناهض الآن التطعيم ضد كورونا عبر نظريات المؤامرة.
ووفقًا لكيرن أوكُنور، الباحث في معهد الحوار الإستراتيجي، فإن بعض المحتوى المضلل ومواد نظريات المؤامرة، يتم تمريرها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، لأنها باللغة الهولندية، فبالمقارنة بالولايات المتحدة الأميركية أو بريطانيا، "ليس لدى فيسبوك أو تويتر نفس التركيز في مراقبة المحتوى غير المسؤول"، على حد قوله.
المصادر:
Institute for Strategic Dialogue
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن معالجة أزمة المناخ دون مواجهة المعلومات المضللة؟
خبر زائف يورط شركة غربية في اتفاق مزعوم لتصنيع الحشيش مع طالبان