تثير طائرة الشحن الأوكرانية Zetavia Ilyushin Il-76TD العديد من التساؤلات في الشارع السوداني حيال تحركاتها بين مطار الخرطوم ومطارات عربية أخرى بينها مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان ومطارات الشارقة ودبي وأبو ظبي في الإمارات، والكويت والرياض.
وتدعي أطراف سودانية أن طائرة Ilyushin Il-76TD روسية ومرتبطة بمجموعة فاغنر شبه العسكرية، وأنها تعمل على تهريب الذهب السوداني إلى الأردن ودبي والشارقة.
وتداولت حسابات وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ادعاءً بأن حسابًا على موقع تويتر باسم Gerjon يصف نفسه متعقبًا للطائرات ومحللًا لصور الأقمار الصناعية "عثر على طائرة شحن روسية من طراز إليوشن آي إل-76 في مطار علياء الأردني، قادمة من الخرطوم يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، محملة بالذهب"، وادعى المتداولون أن حساب Gerjon أفاد بأنه "تم تسجيل 21 رحلة شحن مشبوهة بين السودان والأردن منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021".
وبالتحقق مما نشره حساب Gerjon على “تويتر” -المتخصص منذ 2013 في تتبع وتحليل حركة الطيران المدني والعسكري خاصة في مناطق النزاع- تبين أنّه تحدث عن رصد طائرة الشحن Zetavia UR-CIB في مطار الملكة علياء الدولي بالأردن، قادمةً من الخرطوم. لكنه لم يقل إنها محملة بشحنات من الذهب، ولم يقل إنه رصد 21 رحلة شحن مشبوهة بين الخرطوم وعمّان منذ 25 أكتوبر الفائت، بل قال إنه رصد ثمانِ رحلات فقط للطائرة بين الخرطوم وعمّان خلال الفترة ما بين 18 و28 نوفمبر 2021، بإجمالي عدد 21 رحلة للطائرة من مطار الخرطوم إلى مطارات عربية أخرى، بينها 12 رحلة إلى مطار الشارقة في الإمارات، ورحلة واحدة إلى مطار جدة في السعودية، بالإضافة إلى الرحلات الثمانية إلى عمّان.
يُذكر أن Zetavia UR-CIB التي أشار إليها حساب Gerjon في التغريدة الأولى، هي واحدة من بين ست طائرات من نوع Ilyushin Il-76TD. وتم تصنيعها قبل 31 عامًا، وتملكها الشركة الأوكرانية منذ 12 يناير/كانون الثاني 2016، وذلك وفقًا لموقع "OnesPotter" المتخصص في تقديم معلومات عن الطائرات بالاستناد إلى معرف ذيل الطائرة.
وبالتحقق من ادعاء Gerjon باستخدام أداة "FlightAware" المختصة بتتبع رحلان الطيران، وجدنا أن عدد الرحلات لطائرة Zetavia UR-CIB الأوكرانية من الخرطوم إلى عمّان، خلال نفس الفترة، متطابقًا عند ثمان رحلات.
كما لم يجزم Gerjon بأن الرحلات الثمانية للطائرة بين مطاري الخرطوم والملكة علياء في عمّان، كانت محمّلة بالذهب، ولم يذكر ذلك في أيٍّ من التغريدات التي نشرها وتداولتها صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا ويُتداول الحديث عن تهريب الذهب السوداني منذ أعوام، أي قبل قرارات قائد الجيش السوداني ورئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر 2021، والتي حلّ بموجبها المجلس السيادي ومجلس الوزراء، قبل الاتفاق مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في 22 نوفمبر الفائت حول تشكيل حكومة جديدة.
وبحسب تقرير لصحيفة ذا غارديان البريطانية، بتاريخ 10 فبراير/شباط 2020، بدأت السلطات السودانية في إجراء "محاولات لإصلاح منظومة تجارة الذهب في البلاد" وذلك عبر "حل شركات التعدين المتورطة مع أجهزة أمنية تابعة لنظام الرئيس المعزول عمر البشير"، ومن خلال "السماح لتجار القطاع الخاص بتصدير الذهب بشرط إبقاء 30% من الودائع في البنك المركزي.
وفي تصريحات تعود إلى نوفمبر 2019، قال وزير الطاقة والتعدين السوداني السابق عادل إبراهيم، لوكالة رويترز، إن إنتاج السودان من الذهب في 2018 وصل إلى 93 طنًا في السنة، ما يجعله ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا وغانا.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا:
فيديو قديم وليس لمشاركة حمدوك في مظاهرات 25 نوفمبر في السودان
الفيديو لخطاب قديم لحميدتي وليس بعد الأحداث السودانية الأخيرة