تداولت وسائل إعلام ومواقع إخبارية مثل سويس إنفو وديلي ميل وياهو ودي دبليو وحسابات وصفحات بلغات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ فترة، خبرًا مفاده أن السلطات الصحية في سويسرا، منحت الترخيص القانوني لاستعمال كبسولة يطلق عليها اسم ساركو (Sacro) وهي مخصصة للانتحار.
وادعّت أنها ستكون متاحة في سويسرا في عام 2022، بعد حصولها على الضوء الأخضر من طرف الهيئة السويسرية المسؤولة عن ترخيص الأدوية والمنتجات الطبية، حيث يدخل الشخص في الكبسولة ويضغط الزر ثم يموت بسبب نقص مفاجئ بالأكسجين.
بحث "مسبار" عن منشأ هذه الكبسولة وتحقق من الادعاءات المتداولة بشأنها، ووجد أن مُصمّم كبسولة ساركو، هو الطبيب الأسترالي فيليب نيتسشيك، والمعروف إعلاميًا باسم "طبيب الموت".
عمل نيتسشيك مع مصممين في هولندا حيث يقيم، على إنتاج كبسولة ساركو في نموذج أولي عام 2017، وهو النموذج الذي تم عرضه منذ ذلك الحين في المتاحف والمعارض في العاصمة الهولندية أمستردام ومدينة البندقية في إيطاليا.
الكبسولة ساركو موجودة بالفعل، لكنها ليست معروضة للبيع، إذ صُنع منها نموذجان فقط، ويتم عرضهما في المتاحف على أنهما غير مستعملتين بصفة رسمية حتى الآن. وذكر الموقع الرسمي للكبسولة أنها تُعرض في متحف الثقافة القبرية في مدينة كاسل في ألمانيا خلال الفترة ما بين سبتمبر/أيلول 2021 وحتى فبراير/شباط 2022.
وكانت الكبسولة قبل ذلك وطيلة سنة 2020 معروضة في متحف "مكعبات تصميم" في كيركراده في هولندا.
أما فيما يخص ما انتشر من ادعاءات بأن السلطات الصحية في سويسرا منحت التصريح القانوني لاستخدام الكبسولة بداية من 2022، فقد نفى أليكس جوستي المتحدث باسم الوكالة السويسرية للمنتجات العلاجية Swissmedic هذه الادعاءات في تصريح لوكالة رويترز.
وقال جوستي إن “Swissmedic” لم تسمع عن الكبسولة إلا من خلال وسائل الإعلام، وأنها لا تقع ضمن اختصاصات الوكالة لأنها ليست دواءً.
من جهة أخرى، قال مخترع الكبسولة الطبيب فيليب نيتسشيك، إن شركته أجرت مراجعة قانونية للتأكد من عدم وجود أي موانع قانونية من استخدام الكبسولة في سويسرا، ووجدت المراجعة القانونية أنه لا توجد أي شروط للترخيص أو الحصول على تصريح لاستخدام الكبسولة هناك.
وعبر حسابه على موقع فيسبوك، قال نيتسشيك إنه لا يعتقد أن الكبسولة ساركو بحاجة إلى موافقة رسمية. مؤكدًا أنه لم ولن يتم تقديم الكبسولة إلى أي هيئة أو وكالة طبية للحصول على ترخيص لأن “ذلك غير مطلوب”.
وأشار الموقع الرسمي للكبسولة إلى أنها تحتاج لطابعة ثلاثية الأبعاد لصنعها، وأن الشركة المنتجة ستمنح التصميم لأي شخص يتجاوز عمره 50 سنة حتى يتمكن من صنع كبسولته الخاصة واستعمالها دون أي تتبع قانوني للشركة أو الجهة المروجة لها، خاصة وأن بعض الدول تمنع المساعدة على الموت بالنسبة للأشخاص المرضى وتفرض التتبع القانوني ضدهم.
ومن الناحية القانونية يميّز القانون في سويسرا بين المساعدة على الانتحار والقتل الرحيم، إذ يمنع القانون السويسري القتل الرحيم، بينما يسمح للسكان المحليين والأجانب بالانتحار بمساعدة.
هذا وتحظر المادة 115 من قانون العقوبات السويسري الانتحار بمساعدة الأشخاص "لأسباب تخدم مصالحهم الشخصية" وتحظر المادة 114 "التسبب في وفاة بدافع الشفقة مثلًا"، ولكن المساعدة على الانتحار عمومًا غير ممنوعة بالقانون السويسري وتخضع لجملة من الإجراءات.
وتشترط الجمعيات والمنظمات الناشطة في هذا المجال على غرار " Exit" و"Dignitas" انخراط الشخص الذي يرغب بالانتحار مع المنظمة. وتشمل الإجراءات الأخرى ضرورة الاتصال المباشر مع الشخص أو أحد أفراد الأسرة، وتقديم المشورة والقيام ببعض المقابلات الشخصية، وتقديم المستندات الطبية واستكشاف خيارات العلاج الأخرى، وتطلب المنظمة بعد ذلك وصفة طبية للأدوية المميتة من الطبيب، ثم تُستكمل سلسة طويلة من الاجراءات الإداراية التي قد تستغرق مدة ثلاثة شهور.
يُذكر أنه في تسعينيات القرن الفائت، عمل فيليب نيتسشيك، في أستراليا على تطوير جهاز سمح لمرضاه الذين يعانون من أمراض مميتة بتسهيل وفاتهم من خلال تسريب دواء عبر الأجهزة الطبية والحاسوب.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا:
الصين أطلقت أسرع قطار في العالم لكنه لا يسير بسرعة الصوت
قائمة مفبركة منسوبة لهيئة المنتجات الصحية في إيرلندا تحذر من لقاح كورونا
