هذا التقرير ترجمة عن مقال لموقع مسبار النسخة الإنجليزية.
صنفت منظمة الصحة العالمية فايروس كوفيد-19 على أنّه وباء معلوماتي، بالنظر إلى المعلومات المضللة التي انتشرت أثناء تفشيه، فقد كان الوباء فريسة لنظريات المؤامرة لترويج الشائعات والأخبار المضللة لما يقرب من ثلاث سنوات.
وتشمل تلك الأخبار المضللة الأدوية والعقاقير القادرة على علاج الفايروس، والادعاءات المتعلقة بالكمامات بالإضافة إلى الآثار الجانبية للتطعيم.
ومن الأمثلة على الأخبار المضللة المتداولة حديثًا، ادعاء متداول حول إيقاف عملية التطعيم في اليابان، رغم أن اليابان لم تتوقف أبدًا عن تطعيم مواطنيها.
وفي الواقع، تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 80% من المواطنين تلقوا الجرعة الأولى، و75% تلقوا الجرعة الكاملة منذ العاشر من شهر يناير/كانون الثاني الجاري.
وانتشر ادعاء آخر بأنّ البرلمان الفرنسي رفض الموافقة على قانون التطعيم الإجباري، إلا أنّ الدولة اشترطت على المواطنين تلقي اللقاح قبل دخولهم الأماكن العامة، مثل المطاعم والمقاهي ودور السينما والقطارات ذات المسافات الطويلة.
وجاء في ادّعاء مضلل آخر، أن البرلمان الفيدرالي الألماني صرَّح بأن أي شخص أُصيب بجائحة كورونا ليس بحاجة إلى اللقاح، لكن لا يوجد أي مصادر موثوقة تؤكد ذلك.
إضافة إلى ادعاء آخر جاء فيه البرازيل ألغت شرط تلقي اللقاح للزوار الذي يصلون إليها، ولكنه ادعاء كاذب، حيث لا يزال التطعيم شرطًا إلزاميًا لدخول البلاد.
من الواضح أن الأخبار المُضللة عن فايروس كورونا المستجدّ نابعة من الخوف والرغبة في العودة إلى الحياة الطبيعية، مع عدم الاكتراث بعواقب الجائحة.
ووفقًا للباحثين، فإن تفاقم الأخبار المضللة، أصبح يهدد حياة الإنسان، فقد مات ما يقارب من 800 شخص بسبب الأخبار المضللة عن الفايروس، وتم نقل ما يقارب 6000 شخص إلى المستشفى على مستوى العالم في الربع الأول من عام 2020.
في أكتوبر/تشرين الأول من السنة الفائتة، أعلن مكتب الجراحة العامة في الولايات المتحدة الأميركية أن المعلومات الصحية المضللة تشكل عائقًا وتحديًا كبيرًا أمامهم، وذكر المكتب أنهم قللوا من تأثير تلك المعلومات على الأشخاص المترددين بتلقي اللقاح، حيث تسبب المعلومات المضللة المتعلقة بالفايروس الارتباك وعدم اليقين وانعدام الثقة في السلطات الصحية، وبالتالي يصعب على السلطات الصحية تنفيذ تدابير الصحة العامة، مما قد يؤدي إلى وفاة المرضى بسهولة.
وقد أُطلقت حملات لمكافحة انتشار المعلومات المضللة حول الفايروس، مثل حملة الأمم المتحدة “توقف”، التي تشجع المستخدمين على التحقق من صحة الأخبار المضللة والتوقف عن نشرها.
بالإضافة إلى ذلك، طورت منظمة الصحة العالمية منصة تُدعى "آذان"، وهي أداة استجابة واستماع اجتماعي مُدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد السلطات الصحية في التعرف بسرعة على الأخبار المضللة المتزايدة التي تمنع الجمهور من تلقي الأخبار الصحية الدقيقة. كما أنشؤوا 200 مجموعة نشطة للتحقق من صحة الأخبار حول الفايروس بأكثر من 40 لغة.
وعلاوة على ذلك، يجب أن تتخذ منصات وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا خطوات لمكافحة الأخبار المضللة، مثل المراقبة وتغيير استراتيجيات المشاركة لمنع انتشار الأخبار المضللة.
كما يحتاج علماء الاجتماع والسلوك إلى التعاون مع خبراء الصحة العامة لتطوير العلوم السلوكية من أجل مكافحة الأخبار المضللة، والاستعداد لأي وباء قادم.
وتوجد حاليًا مبادرات مثل مشروع ميركوري الذي يسعى إلى توسيع نطاق المعرفة الحالية وتطوير استراتيجيات جديدة لمكافحة الأخبار المضللة التي تعتمد على الأدلة والأدوات والتدخلات القائمة على البيانات. وستكون هذه الحلول موردًا قيمًا لواضعي السياسات العالمية وشركات وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا أثناء عملهم على إنشاء نظام بيئي للمعلومات، يُشجع على مشاركة المعلومات الصحيّة الدقيقة والفعالة.
اقرأ/ي أيضًا:
المحكمة العليا للانتخابات في البرازيل تدرس حظر تليغرام بسبب الأخبار الزائفة
متقصّو الحقائق يُطالبون يوتيوب بتدابير إضافيّة لمكافحة المحتوى الزائف