هذا المقال ترجمة من موقع Tech Times.
لا تتوقف قدرة الذكاء الاصطناعي عند محاكاة تعبيرات وجه الإنسان فحسب، إذ طوَّرت الشركات التكنولوجية في الآونة الأخيرة برنامجًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي يمكنه مُحاكاة صوت الإنسان تمامًا.
على سبيل المثال، كشفت الشركة البريطانية الناشئة سونانتيك، والمُختصة في مجال تطوير الذكاء الصناعي عن اهتمامها بالتزييف العميق للصوت. وفي هذا الصدد، طوَّرت صوتًا اصطناعيًا يمكنه مُضايقة أو مُغازلة شخصٍ ما.
صوت اصطناعي يُغازل البشر
وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة ذا فيرج الأميركية، تمكَّنت "سونانتيك" من ابتكار صوتٍ اصطناعيٍّ فريدٍمن نوعه يمكنه التواصل مع البشر، فمن خلال دمج الأصوات غير الكلامية تصبح التعبيرات أكثر دقة، لأنها تُحاكي السلوكيات الشبيهة بالإنسان.
وفي مُقابلة مع رئيس قسم التكنولوجيا في شركة سونانتيك، وأحد مؤسسيها جون فيلن، قال إنّهم اختاروا الحب كموضوع عام للتطرق إليه عند إلقاء العبارات والجمل بالصوت الاصطناعي.
وأضاف أنّ الهدف هو جلب المشاعر الرقيقة عن طريق تصميم وإنتاج الأصوات المختصة في هذا الأمر.
من جهتها وضّحت المديرة التنفيذية للشركة زينة قريشي، بأنّ الشركة تعتمد على برنامج فوتوشوب لتطوير الصوت، والذي يعمل على تعديل الحالة المزاجية للذكاء الاصطناعي عند إلقاء العبارات أو الجمل.
البرنامج مفيد أيضًا في اختيار أفضل الأنواع لأصوات الذكاء الاصطناعي التي أُخذت من ممثلين حقيقيين، وقالت الشركة إنّ برنامجها يتخصص في هذا المجال أكثر من برنامج مُنافسيها.
ومن المثير للاهتمام أنّ صوت الذكاء الاصطناعي يمكنه نقل المشاعر بما في ذلك الفرح والحزن والخوف والغضب وغير ذلك، ناهيك عن قدرته على مضايقة ومغازلة البشر.
وذكر جون فيلن في مدونة "سونانتك"، أنّ الاختلاف الرئيس يكمن في قدرتهم على التوجيه والتحكم والتعديل والدقة في الأداء.
وأضاف أنّهم دخلوا في شراكة مع استوديوهات ترفيهية تحت تصنيف AAA، وهو تصنيف يشير إلى أعلى جودة إئتمانية، وأنّهم أقاموا أيضًا تعاونًا مع شركة مرسيدس من أجل المساعد الرقمي للسيارات التي تُنتجها الشركة.
هناك أيضًا "وضع المخرج"، والذي يوفر تعديلات مُفصَّلة في درجة الصوت وكثافة العرض. بخلاف ذلك، فإنه يعدَّل أيضًا من أصوات الضحك والهدير وحتى صوت الأنفاس.
تزييف الصوت عبارة عن إنجاز رائع
بالنسبة لشركة سونانتيك، فإن إنتاج صوت مزيف جديد من خلال التعلم الآلي يعتبر إنجازًا كبيرًا، حيث ما يزال هناك حاجة للتعلم والتدريب للحصول على أفضل النتائج من أصوات الذكاء الاصطناعي.
وعلى وجه العموم، يمكن أن يحقق صوت الذكاء الاصطناعي العديد من المزايا في المجال الصناعي، لا سيّما مجال الألعاب والترفيه.
علاوة على ذلك، يُغيّر المطورون نوع الأصوات، لجعله فريدًا ومناسبًا حسب الموقف، في حين تُستخدم الأصوات العميقة لتقليد الكلام البشري، ويمكن كذلك استخدامها لأغراض ونوايا سيئة.
التزييف العميق للصوت
وفقًا لصحيفة Technology Times، يمكن للقراصنة خداع موظفي البنك بأنّ لديهم حسابات مالية من خلال استخدام الصوت المزيّف.
وحدث ذلك بالفعل خلال معاملة تجارية، حيث استخدم اللصوص محاكاة صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لسرقة 35 مليون دولار. وفيما يتعلّق بالتزييف العميق للصوت فرضت السلطات الصينية قيودًا جديدة على استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي. هناك حيث تسعى السلطات لتعزيز القيم الاشتراكية على منصّات التواصل الاجتماعي.