شكّل غرق السفينة الروسية (موسكفا) في البحر الأسود، سابقة مهمة منذ بدء روسيا حربها على أوكرانيا، يوم 24 فبراير/شباط الفائت، إذ شغل غرقها وسائل الإعلام العالمية كونها السفينة الحربية الرئيسة لروسيا في أسطول البحر الأسود، والتي دخلت الخدمة عام 1983 تحت اسم "سلافا"، وفي عام 1996 حملت اسمها الحالي موسكفا.
هل غرقت سفينة موسكفا بعد استهدافها بصاروخ أميركي؟
تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي عقب الحادثة، ادعاءً مفاده أنّ سفينة موسكفا غرقت بسبب استهدافها بصاروخ أميركيّ الصنع. إلّا أنّ التصريحات الرسميّة لمختلف الأطراف الدوليّة، لم تأتِ على ذكر مثل هذا الادعاء.
وصرّح رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية الأوكرانية في مدينة أوديسا، مكسيم مارشينكو، بأنّ السفينة الروسية غرقت بعد استهدافها بواسطة صاروخ أوكراني محليّ الصنع يُدعى (نبتون)، الأمر الذي أكّدته وزارة الدفاع الأميركية.
وقال مارشينكو "لقد تم تأكيد إصابة الطرّاد الحربي (موسكفا). لقد ألحقت صواريخ نبتون التي تحرس البحر الأسود أضرارًا بالغة بالسفينة الروسية".
من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية، بأنّ سفينتها التي كانت جزءًا من البحرية السوفيتيّة، غرقت أثناء قطرها إلى الميناء متأثرةً بعاصفة وظروف جوية سيئة، بعدما شبّ حريقٌ أدى إلى انفجار الذخيرة على متنها، وألحق أضرارًا بهيكلها، وذلك بحسب وكالة الأنباء الروسية الرسميّة (تاس).
وقالت الوزارة أنّها تمكّنت من إجلاء طاقم السفينة بالكامل، إذ كان على متنها أكثر من 500 بحار، وفتحت تحقيقًا لمعرفة أسباب الحريق.
وأضافت الوزارة أنّ السفينة الرائدة في أسطولها لا تزال طافية، وأنّ سلاحها الصاروخي الرئيس غير متضرر، وتمّ اتخاذ تدابير لسحب السفينة إلى الميناء.
حجم الخسارة الروسية
بحسب وكالة رويترز، تعرّض الجيش الروسي لخسارة كبيرة، لأنّ السفينة على الرغم من كونها قديمة، كانت رمزًا لأسطول البحر الأسود المتمركز في القرم. ويتوقع دبلوماسيون وخبراء أن يفقد ضباط كبار في أسطول البحر الأسود وظائفهم بسبب غرق السفينة.
وذكرت وكالة رويترز في تقريرها، أنّ لدى روسيا أنظمة دفاع جوي قوية منتشرة في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها من أوكرانيا عام 2014، لكنّ "موسكفا" كانت قادرة على توفير حماية متنقلة بعيدة المدى لكامل أسطول البحر الأسود، وكانت مركزًا عائمًا للقيادة والسيطرة.
وأضافت "رويترز”، أنّ خسارة "موسكفا" قد تترك الأسطول الروسي هناك أكثر انكشافًا، وتُضعف من قدراته، خاصة فيما يتعلق بالمهام بعيدة المدى، أي تلك التي تكون أبعد من القرم باتجاه الغرب.
وتمتلك روسيا سفينتين أخريين من الفئة نفسها، وهما المارشال أوستينوف وفارياج. وتخدم السفينتان مع أسطول روسيا الشمالي وأسطول المحيط الهادي على الترتيب.
المصادر:
BBC
قناة أوكرانيا بالعربي (رسمية)
الجزيرة
روسيا اليوم
وكالة تاس الروسية (رسمية)
