توصلت دراسة جديدة أجراها أساتذة في جامعة فلوريدا، إلى أنّ احتمال تصديق كبار السن للأخبار الكاذبة ليس أكثر من البالغين الأصغر سنًا.
وكشف الباحثون أنّ السقوط في الأخبار الكاذبة يمكن أن يكون له عواقب جسدية وعاطفية ومالية كبيرة، خاصةً بالنسبة لكبار السن الذين قد يكون لديهم مدخرات حياتهم أو مشاكل طبية خطيرة على المحك.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ديديم بهليفان أوغلو، باحث ما بعد الدكتوراه في علم النفس في جامعة فلوريدا "أردنا أن نرى ما إذا كان هناك فارق في العمر في تحديد ما إذا كانت الأخبار صحيحة أم كاذبة".
وأضاف بهليفان أوغلو في بيان صحفي للجامعة "أردنا تحديدًا أن ننظر إلى هذا لأنّنا نعلم أنّه مع تقدم العمر، يظهر معظم الناس بعض التراجع في قدراتهم المعرفية. لكننا نعلم أيضًا أن بعض قدرات معالجة المعلومات يتم الحفاظ عليها أو حتى تحسينها".
وأجريت الدراسة في الفترة ما بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول 2020، وشملت مجموعة من كبار السن تتراوح أعمارهم بين 61 و 87 عامًا، ومجموعة من طلاب الجامعات.
وطُلب من المشاركين قراءة وتقييم 12 مقالة إخبارية كاملة حول كوفيد-19، وموضوعات غير مُتعلقة بالوباء. وكانت بعض المقالات حقيقية وبعضها كان زائفًا.
ويتمتع كبار السن والشباب بمستويات مماثلة من القدرة على اكتشاف الأخبار الزائفة، وفقًا لنتائج الدراسة التي نُشرت في 2 مايو/أيار الجاري.
وكانت كلتا المجموعتين أقل عرضة لتحديد الأخبار الزائفة حول كوفيد-19، من الأخبار غير المُتعلقة بالوباء. واقترح الباحثون أنّ هذا قد يكون بسبب قلة الإلمام بالمعلومات المُرتبطة بكوفيد-19 في الأشهر الأولى من الوباء.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة برايان كاهيل، أستاذ علم النفس في جامعة فلوريدا "لدى الناس هذا التصور بأن كبار السن سيكون أداؤهم أسوأ من أداء الشباب في جميع المجالات، لكن هذا ليس هو الحال".
ووجدت الدراسة أنّ البالغين الأكبر من 70 عامًا كانوا أقل عرضة للكشف عن الأخبار الزائفة حول كوفيد-19، أو موضوعات أخرى. وأوضح مؤلفو الدراسة أنّ هذا على الأرجح لأنهم لم ينظروا عن كثب إلى المعلومات أو يهتموا بالتفاصيل.
ولاحظ المحققون أنه فقط في سن متأخر جدًا، عندما لم يعد من الممكن تعويض الانخفاض في قدرات التفكير من خلال تجربة الحياة والمعرفة العالمية، قد يصبح الناس عرضة بشكل خاص للأخبار المزيفة وغيرها من المعلومات المضللة.
وقالت ناتالي إبنر، مؤلفة مشاركة في الدراسة، وأستاذة علم النفس في الجامعة "إن السكان معرضون بشكل خاص لمخاطر عالية، ولديهم مخاطر عالية لاتخاذ قرارات خاطئة، ليس فقط لأنفسهم ولكن أيضًا للمجتمع ككل".
يُذكر أنّ "مسبار" نشر تقارير سابقة حول كبار السن والأخبار الزائفة، يمكن الاطلاع عليها من هنا:
لماذا يعتبر كبار السن أكثر تصديقاً للأخبار الزائفة؟
خمس نصائح لكبار السن تقيهم من الأخبار الزائفة على الإنترنت
المصادر:
