أثار إعلان ترويجي أطلقته قناة سوني، للموسم الرابع عشر من برنامج كاون بانيجا كروباتي (KPC)، حالة من الجدل في الإعلام الهندي والرأي العام في البلاد، إذ اعتبره كثيرون "صفعة قوية للقنوات التلفزيونية التي تبث أخبارًا كاذبة".
إعلان KPC على تلفزيون سوني
يظهر في الإعلان مقدّم البرنامج أميتاب باتشان وهو يطرح سؤالًا على ضيفته، فيقول "أي من التالي يحتوي على تقنية تتبع الموقع الجغرافيّ (GPS) 1-آلة كاتبة 2-تلفزيون 3-قمر صناعي 4-ورقة 2000 روبية"، فتجيب الضيفة بكلّ ثقة: ورقة 2000 روبية! يسألها أميتاب "هل أنت متأكدة؟" تجيب هي من طرفها " لست وحدي، كل الهند متأكدة من ذلك"، في إشارة إلى تصديقها بنظرية المؤامرة التي انتشرت في الهند حول احتواء ورقة 2000 روبية على شرائح حساسة ومواد لتتبع الموقع الجغرافي.
ومما يلفت الانتباه أنّ الضيفة وحتى بعد أن يخبرها المقدّم بأن إجابتها خاطئة والإجابة الصحيحة هي القمر الصناعي، تردّ متعجّبة "هل تمزح معي؟، إنّ هذا ما يتم إذاعته في القنوات التلفازية"، ليُنهي أميتاب مقطع الفيديو بتوجيه رسالة حول ضرورة تقصّي الحقائق قبل تصديق المعلومات التي تنتشر في الأوساط الإعلامية.
الملكة إليزابيث وتقنية التزييف العميق
هذا الإعلان التوعوي بخطورة الأخبار الزائفة ليس الأول من نوعه، إذ نستذكر في هذا المقام إعلانًا روجته القناة الرابعة البريطانية، يُظهر الملكة إليزابيث بتقنية التزييف العميق وهي توجّه كلمة للشعب بمناسبة عيد الميلاد في نهاية عام 2020، وتنتقد فيها الأمير هاري وزوجته ميغان لمغادرتهما القصر وترك المهام الملكية، ثم ينتهي الإعلان برقص للملكة بطريقة غريبة على الطاولة.
قال قصر باكنغهام لقناة بي بي سي حينها إنّه ليس لديه تعليق على ما بثته القناة الرابعة، في حين أوضحت القناة الرابعة أن الهدف من الإعلان هو تقديم "تحذيرٍ صارخٍ" بشأن الأخبار الكاذبة في العصر الرقمي، وكيف يمكن استخدام تقنية التزييف العميق لصناعة مقطع فيديو مقنع ولكنه خيالي تمامًا"
من جانبها، قالت بطلة المقطع الممثلة البريطانية ديبرا ستيفنسون، للصحافة البريطانية "كممثلة، هذه تجربة مثيرة طبعًا، ولكنها مرعبة إذا فكرت في كيفية استخدام هذه التقنية في سياقاتٍ أخرى".
إعلان آبل المتعلّق بخصوصية البيانات
من جهة أخرى، أصدرت شركة آبل إعلانًا تجاريًا قبل بضعة أسابيع، روّجت فيه لميزة الحفاظ على خصوصية البيانات في أنظمتها بطريقة ذكية، إذ ظهر في الإعلان أن فتاة تدعى إيلي يتسنّى لها الدخول إلى قاعة كُتب على بابها "مزاد بيانات إيلي"، لتتفاجأ بأن بياناتها المتعلّقة برسائل البريد الإلكتروني وعمليات شرائها من الصيدلية بالإضافة إلى بيانات موقعها الجغرافي وجهات الاتصال الموجودة على هاتفها وسجل محرّكات البحث، معروضة للبيع في مزاد علني يتسابق فيه الناس لشرائها، ولكن قبل إتمام المزاد تُقرر إيلي إدارة بياناتها المرتبطة بالمواقع والتطبيقات المختلفة عبر نظام آيفون، ليختفي المزاد وكأنه لم يكن.
اعتبر كثيرون أنّ الإعلان ينتقد ضمنيًا سياسة شركتي فيسبوك وغوغل في التعامل مع بيانات المستخدمين، وعلى الرغم من الوعي بحيثيات المنافسة التجارية بين الطرفين، وأنّ إعلان شركة آبل هو إعلان تجاري بالدرجة الأولى، إلا أنّ خصوصية البيانات تُعدّ إحدى أهم ميزات الشركة التي تجعل منتجاتها تتربع على عرش الأكثر مبيعًا سنويًا.
وباتت هذه الميزة أكثر تقديرًا لدى المستخدمين خاصةً عقب فضيحة تسرّب بيانات مستخدمي فيسبوك إلى شركة كامبريدج أناليتيكا، ما ساهم في التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 عن طريق الترويج لأخبار كاذبة.
والخلاصة، أنّ للإعلانات دور واضح في تسليط الضوء على مشكلة الأخبار الزائفة يُلمس من حالة الجدل التي يتركها هذا النوع من الإعلانات بين الناس، وعدد المشاهدات الكبير الذي تحظى به، وقد تكون وسيلة فاعلة من بين وسائل أخرى عديدة للتوعية بخطورة المشكلة.
المصادر