الأفكار الواردة في المقال تُعبّر عن رأي الكاتب ولا تعبّر عن “مسبار” بالضرورة.
ديفيد آيك David Icke هو حارس مرمى سابق، ومعدّ تقارير رياضية ومقدم برامج راديو، عمل في صحيفة ليسيستر أدفرتايزر ثم في وكالة بي بي سي.
بدأ مسيرته المهنية والإعلامية في الثمانينيّات، ثم ادّعى في أوائل التسعينيّات بأنّه مُرسَل كنبيّ ليعالج شؤون البشرية ويتنبأ بالمستقبل، وصدر عنه مجموعة من نظريات المؤامرة التي لاقت صداها فيما بعد على وسائل التواصل الاجتماعي.
ما يزال آيك حتى يومنا هذا، يُنتج الكتب ويروّج لنظريات كاذبة مثل النظرية المتعلّقة بشبكات الهاتف المحمول من الجيل الخامس 5G وعلاقتها بانتشار وباء كورونا. ويُعرّف آيك نفسه بأنه "مؤلف ومتحدث عام".
نشر آيك عددًا لا بأس به من الكتب من بينها: The Trigger و The Truth shall Set You Free وغيرها من الكتب التي أثارت الجدل حول محتواها. فمن هو ديفيد آيك وما أبرز نظريات المؤامرة التي نسجها؟
دايفيد آيك: رجل المؤامرات
جذبت نظريات آيك الكثير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتُرجمت مقاطع الفيديو التي كان يصنعها إلى لغات عدة وصلت إلى ملايين الناس وشوهدت على “يوتيوب” وغيرها من المنصات.
ومن المقاطع المنتشرة له ما يتضمّن تحريضًا على جماعات دينية واتهامها بإحداث وخلق أزمات معينة، وأخرى يعبّر فيها عن إيمانه بالكائنات الفضائية وأنّها هي من بنت الأهرامات المصرية. ومن أبرز النظريات التي نادى بها آيك اعتقاده بأنَّ أشخاصًا يفتقرون إلى الوعي البشري وإلى الإرادة الحرة ذوي أجسام ثلاثية الأبعاد، يسيطرون على "الخراف" أي البشر.
ويعتقد أيضًا بالكائنات الفضائية المعروفة باسم آركونز، وبأنها تستولي على الكرة الأرضية وهي المسؤولة عن عدم بلوغ البشر لإمكاناتهم الكاملة. كما يعتقد أنَّ هذه الكائنات هي نفسها الآلهة البابلية (أنوناكي)، وأنّ ملائكة سقطوا من السماء هم المسؤولون عن التلاعب بالعالم وأحداثه وكوارثه ليبقى البشر أسرى الخوف الدائم.
مؤلفات دايفيد آيك
جاء في كتاب آيك The Trigger أنَّ هجمات 11 سبتمبر/أيلول غير صحيحة، وفي كتابه The Truth shall Set You Free تحدّث عن عائلة روتشيلد والتي تسعى برأيه للتحكم في العالم كله من خلال حلف الناتو. وتهدف إلى إشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة بين المسلمين والصهاينة، وغيرها من نظريات المؤامرة التي لا تستند إلى أي مصادر موثوقة، ولكن موقع أمازون للتسوق الإلكتروني يعرض كتب آيك للشراء، ما يضعنا أمام تساؤل حول مسؤولية هذه المواقع في الحدّ من انتشار نظريات المؤامرة.
كيف تعاملت منصات التواصل الاجتماعيّ مع نظريات المؤامرة؟
شارك آيك خلال جائحة كورونا معلومات مضللة، منها أنَّ شبكات الهاتف المحمول من الجيل الخامس تزيد من انتشار الفايروس. هذه النظرية التي صدقها كثيرون، أسفرت عن قيام بعض من صدّقها بتحطيم برج يوفّر وصول خدمة الاتصالات من الجيل الرابع في برمنغهام، بريطانيا.
كما ادّعى آيك أنَّ منظمة الصحة العالمية تُسيطر على العالم بما تبثّه من أخبار ومعلومات حول الفايروس، ليحظر موقع فيسبوك صفحة آيك، عقب مطالبة مركز مكافحة الكراهية الرقمية في بريطانيا بذلك، في رسالة وُجّهت لشركات التقنية تضمنت أنَّ آيك روّج للكثير من نظريات المؤامرة على مواقع التواصل الاجتماعي ما تسبّب بالعديد من المشاكل. وعلّقت شركة فيسبوك وقتئذ على سبب إزالة الصفحة "أزلنا الصفحة لخرقها المتكرّر لسياسة الموقع حول المعلومات المغلوطة المضرّة".
فخ نظريات المؤامرة
من وراء أحداث 11 سبتمبر؟ من قتل جون كينيدي؟ من اخترع فايروس كورونا؟ من أين أتت داعش؟
وراء هذه الأسئلة نُسجت الكثير من التخيّلات دون براهين علمية وحقائق واقعية، ونُشرت آلاف التقارير والكتب والمقالات التي تدّعي وجود مؤامرات حولها.
وعادةً ما تميل عقولنا إلى تصديق هذه المؤامرات، وإلى افتراض أنَّ وراء الحوادث الكبيرة سبب كبير، ووراء الأحداث الصغيرة ثمة سبب صغير، وهذا ما يُعرف بـ"انحياز التناسب Proportionality Bias".
لذلك أثناء محاولتنا الإجابة عن جميع تلك الأسئلة قد نلجأ إلى نسج حكايات وافتراضات نقع بها في فخّ نظريات المؤامرة.
المصادر:
