في كلّ صيف حين ترتفع درجات الحرارة، تنتشر حرائق الغابات في دول عدّة، كان أبرزها في السنوات القليلة الفائتة في غابات الأمازون بالبرازيل، وفي أستراليا واليونان، والعام الجاري في تونس والجزائر والمغرب، ويرافق انتشار هذه الحرائق عدد كبير من الصور ومقاطع الفيديو التي تُنسب إلى أماكن وحرائق بعينها، وغالبًا ما تكون زائفة ومضللة، ويتكرّر نشرها أحيانًا آلاف المرات.
من بين هذه الأخبار المضللة، انتشار مقطعي فيديو لطائرات ترمي الغابات بحزمات نارية صغيرة، ويصاحبها ادّعاء أنّ الطائرات تحرق الغابات بشكل متعمّد، وليس السبب ارتفاع درجات الحرارة بسبب الاحتباس الحراري.
مقطع الفيديو الأول
اكتشف "مسبار" أنّ المقطع موجود على منصة يوتيوب منذ عام 2017، وليس له علاقة بالحرائق الحديثة، ومصحوب بتعليق باللغة البرتغالية أنّه فيديو تعليمي لطريقة إطفاء حرائق الغابات بواسطة إشعال مناطق لم تصلها الحرائق، وتسمّى خط النار الدفاعي أو النار المضادّة، ولم يتسنَّ لـ"مسبار" التثبت بشكل قاطع من مكان وتاريخ التقاط مقطع الفيديو.
السيطرة على الحرائق بإشعالها
وبحسب المراجع الإعلامية حول طريقة الإطفاء هذه، فإنّها تتم عبر النار بالتنقيط أو الرشّ الرفيع بحرق المساحة التالية للحريق، أي التي ستصلها النيران وتحويلها إلى رماد، حتى إذا ما وصلت إليها حرائق الغابات تتوقّف عندها ولا تتجاوزها، وبالتالي يتم السيطرة على الحرائق.
مقطع الفيديو الثاني
وجد “مسبار” أنّه قديم وليس له علاقة بالحرائق الأخيرة في أوروبا، وتداولته حسابات على موقع فيسبوك منذ عام 2020، إذ يظهر طائرة "درون" بدون طيار تقوم بإطفاء الحرائق عبر رسم خط دفاعي من النيران سيضع حدًا لها، وقد تحدثت صحيفة الغارديان البريطانية عن استخدام طائرات بدون طيار في صد الحرائق، عبر إلقائها كرات ذاتية الاشتعال لمجابهة حرائق الغابات.
حادثة سبق لمسبار التحقق منها
وتحقّق "مسبار" في أغسطس/آب العام الفائت من مقطع فيديو مماثل، قال متداولوه إنه يوثّق افتعال شخصٍ لحريق في غابات تيزي وزو، ويظهر في المقطع شخص يسكب مادة مشتعلة على الأعشاب، إلا أنّ "مسبار" اكتشف كونه مضلّل، فهو قديم ومنشور على منصة انستغرام منذ يوليو/تمّوز عام 2020، على أنّه من ولاية أريزونا الأميركية، ويعرض طريقة محاصرة النيران عبر احتجازها بإشعال حرائق صغيرة من شأنها منع النيران من الانتشار، وأُرفق مع المقطع الأصلي تعليق جاء فيه “السيطرة على النيران لمنعها من الاستمرار عبر احتجازها، حارب النار بالنار".
المصادر: