يوم 31 يوليو/تموز الفائت، نشر الباحث الفرنسي ومدير هيئة الطاقة الذرية والبديلة في فرنسا، إتيين كلاين، تغريدة على حسابه في موقع تويتر، تتضمّن صورة قال إنّها التُقطت حديثًا لأقرب نجم من الشمس، بواسطة تلسكوب جيمس ويب.
سارع مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التفاعل مع الصورة ومشاركتها حتى لاقت رواجًا على نطاق واسع. نشر كلاين بعدها تغريدة أشار فيها إلى أنّ الصورة عبارة مزحة وليست حقيقية، إذ كتب “وفقًا لعلم الكونيات المعاصر، لا يوجد كائن ينتمي إلى السجق الإسباني في أي مكان سوى على الأرض”.
ولكنّ التفاعل مع الصورة استمرّ بالتزايد على أنّها حقيقية واكتشاف علمي حديث، الأمر الذي دعاه إلى نشر توضيح صريح قال فيه “في ضوء بعض التعليقات أجد نفسي مضطرًا لتوضيح أنّ التغريدة التي تعرض لقطة مزعومة للنجم الأقرب إلى الشمس كانت شكلاً من أشكال المزاح، دعونا نتعلم أن نكون حذرين من الحجج التي يقدّمها أصحاب السلطة، وأن نتوخى الحذر من البلاغة التلقائية لصور معينة”.
تواصل محررو صحيفة لابوينت مع كلاين حول التغريدة، وأوضح أنّ هدفه الأساسي منها كان تعليميًّا. وأردف بأنّ "هذه هي المرة الأولى التي ألقي فيها نكتة كشخصية ذات سلطة علمية. والخبر السار هو أنّ بعض الأشخاص فهموا النكتة سريعًا، ولكن الأمر استغرق أيضًا تغريدتين لتوضيحها للبعض الآخر".
ينبّه كلاين بمزحته هذه إلى سبب هامّ ومباشر لانتشار الادّعاءات الكاذبة، وهو التصديق بالمعلومات المقدّمة من أصحاب الاختصاص أو السلطة، دون محاكمتها أو محاكمة مصادرها، على الرغم من أنّنا كمستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي كثيرًا ما نصادف معلومات طبية مضللة نشرها طبيب ما، أو صورًا قديمة نُسبت إلى أحداث جارية من قِبَل صحفي ما.
يزيد من سوء المعلومات المضللة التي ينشرها أصحاب الاختصاص قدرتها عى كسب ثقة الجمهور خاصةً إذا تضمّنت مصطلحات علمية أو أرقامًا أو تواريخ أو إحصائيات. وفي هذا الصدد يقول كلاين في حديثة مع صحيفة لابوينت "في هذا النوع من الشبكات الاجتماعية، تنتشر المعلومات المضللة أكثر من الأخبار الحقيقية. وأعتقد أنني إذا لم أقل إنها كانت صورة ملتقطة من تلسكوب جيمس ويب، فلن تكون ناجحة جدًا بهذا الشكل".
الجدير بالذكر أنّ ميناء الفضاء الأوروبي أطلق تلسكوب جيمس ويب على صاروخ آريان5، في ديسمبر/كانون الأول الفائت، وأصدرت وكالة ناسا الصور الأولى للتلسكوب في يوليو/تموز الفائت، وكانت آخر الصور المقدّمة منه في مطلع أغسطس/آب الجاري لمجرّة عجلة العربة والمجرات التي حولها.
المصادر