أعلنت شركة غوغل أن شركة جيغ سو (Jigsaw) التابعة لها ستطلق الأسبوع المقبل حملة تهدف إلى مكافحة المعلومات المضللة المتعلقة باللاجئين الأوكرانيين، وتفكيك السرديات المعادية لهم.
وستقوم “غوغل” جيغ سو (Google Jigsaw)، التي تتعامل مع مخاطر الأمان على الانترنت، بحملة إعلانية مجهَّزة مسبقًا، من خلال عرض إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي يوتيوب وتيك توك وتويتر وفيسبوك، خدمة لهذا الغرض.
تستهدف هذه الحملة ثلاث دول أوروبية وهي: بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا. ووقع الخيار على هذه الدول تحديدًا، لأنها من الوجهات الرئيسية للأوكرانيين الفارين من الحرب في بلادهم. كما تضمّ بولندا أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين مقارنة بأي بلد آخر، وفق ما قالت كبيرة الباحثين في شركة جيغ سو، بيث غولدبيرغ، لصحيفة ذا نيويورك تايمز.
على ماذا تستند Google Jigsaw في حملتها الإعلانية؟
تستند الشركة في حملتها على بحث أجراه علماء نفس بريطانيون في كل من جامعتي كامبريدج وبريستول في بريطانيا حول ما يُسمى "prebunking"، وهو مجال يبحث في كيفية فضح المعلومات المضللة من خلال تعريف الأشخاص على السبل المعتمدة قبل تعرضهم للتضليل.
ووجد الباحثون، من خلال التجربة التي قالت جامعة كامبريدج إنها أول دراسة ميدانية واقعية لـ"نظرية التلقيح" على منصة التواصل الاجتماعي، أن تعريض المستخدمين لمقاطع فيديو توعوية، حسَّن قدرتهم في التعرف على المحتوى الذي تم التلاعب به.
في التفاصيل، أنتج الباحثون خمسة مقاطع فيديو قصيرة مدتها 90 ثانية تهدف إلى تحصين المشاركين ضدَّ التضليل الإعلامي، وتحديدًا ضدَّ خمس تقنيات متعلقة بالمحتوى المتلاعَب به، وهي: اللغة التي ترتكز على التلاعب العاطفي، وعدم الاتساق، والانقسامات الزائفة، وكبش الفداء، والتقليل من قيمة المتحدثين.
وخلال التجربة، عُرضت هذه الإعلانات على 5.4 مليون شخص، تم مسح 22000 منهم في وقت لاحق. ووجد الباحثون أنه عقب مشاهدة مقاطع الفيديو التوعوية، ارتفعت قدرة المشاركين على كشف تقنيات التضليل، كما ارتفعت قدرتهم على تمييز المحتوى الجدير بالثقة عن المحتوى غير الجدير بالثقة، إضافة إلى تحسّن طبيعة قراراتهم حول إمكانية مشاركة المحتوى من عدمها.
آلية عمل التجربة
لتقييم قدرة المشاركين على اكتشاف تقنيات التلاعب التي تعرضوا لها، لجأ الباحثون إلى استحدام ميزة "تأثير العلامة التجارية" المتوفرة على موقع يوتيوب، التي تمكِّنُ المعلنين من الاطلاع عمّا إذا ساهم إعلانهم في زيادة الوعي حول منتجهم.
وبدلًا من طرح سؤال حول مدى الوعي بالعلامة التجارية، عُرض على المشاركين عنوان رئيسي وطُلب منهم قراءته. وقيل لهم إن العنوان يحتوي على تلاعب وطُلب منهم تحديد نوع التقنية المستخدمة لذلك الغرض.
وعلى ما يبدو، هناك إمكانية لتوسيع نطاق هذه الحملة لتشمل بلدانًا أخرى، وفق ما نقلت ذا نيويورك تايمز عن غولدبيرغ.
اقرأ/ي أيضًا
لاجئونا ولاجئوهم: نزوح الأوكرانيين يُحيي خطاب الاستشراق في تغطية الإعلام الغربي
تحقيق صحافي: ميتا حققت أرباحًا من إعلانات لحسابات وهمية
المصادر