هذه المدوّنة ترجمة لمقال من موقع بلومبيرغ، والآراء الواردة فيه تمثّل الكاتب ولا تمثّل "مسبار" بالضرورة
قبل بضعة أشهر فقط، بدا مفهوم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء عمل فني فريد من نوعه، متطورًا ومستقبليًا ولكن، قريبًا سيكون الأمر عاديًا مثل إجراء بحث.
أعلنت شركة مايكروسوفت الأسبوع الفائت، أنها كانت تحقق أقصى استفادة من استثماراتها البالغة مليار دولار في منظمة OpenAI، وهي مجموعة لأبحاث الذكاء الاصطناعي، إذ إن برنامج Microsoft Designer (المُصمّم) الذي يتم تشغيله بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي DALL-E2 من OpenAI سيتم تطويره لإنشاء أي صورة يكتبها المستخدمون في صندوق ، مثل "كعكة مع التوت والخبز والمعجنات لفصل الخريف".
تعتبر هذه الخطوة متقدمة ودفعة إلى الأمام بالنسبة لتقنية DALL-E 2، التي تم الإعلان عنها أول مرة قبل ستة أشهر فقط. وعلى الرغم من أن تطبيق Designer متاح فقط في الإصدار التجريبي حاليًا، إلا أن طرحه يؤكد مدى سرعة تحرك الذكاء الاصطناعي لتوليد الفن، إلى الحد الذي أثار قلق الفنانين أنفسهم.
تظهر بعض أسماء الفنانين بشكل متكرر، عندما يتم إنتاج أعمال فنية مشابهة خاصة ببعض الفنانين وهذا أيضًا يثير قلق البعض بشأن ما ستفعله التكنولوجيا في حياتهم المهنية. كما يشعر علماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ببعض الخوف أيضًا من سيل الصور المفبركة التي ستغزو مواقع الويب ومن الممكن أن تقود حملات التضليل.
ومع ذلك، فإن مشاركة شركة مايكروسوفت في هذا المجال تُعتبر أخبار جيدة، إذ تردد الشركة صدى طرح OpenAI المحدود لـ DALL-E 2 ، بالإضافة إلى قواعدها الصارمة حول أنواع الصور التي ستنشئها. على سبيل المثال ، يحظر DALL-E 2 الصور التي تعرض محتوى جنسيًا وعنيفًا صريحًا ويفعل ذلك ببساطة عن طريق إزالة مثل هذه الصور من قاعدة بيانات الصور المستخدمة لتدريب نموذجها. وقالت "مايكروسوفت" إنها أيضًا ستستخدم فلاتر مماثلة.
كما صرّحت الشركة بأنها ستحظر الرسائل النصية حول "الموضوعات الحساسة" والتي لم توضحها بالتفصيل، ولكنها على الأرجح ستعكس مرة أخرى سياسة DALL-E 2 الخاصة بحظر الاستعلامات المتعلقة بأشياء مثل السياسة أو الأنشطة غير القانونية، أو صور الشخصيات المعروفة مثل السياسيين أو المشاهير.
كان هناك بعض القلق بين علماء أخلاقيات التكنولوجيا من أن الإصدارات مفتوحة المصدر من هذا النوع من التكنولوجيا، مثل الأداة التي أصدرتها شركة Stability AI البريطانية الناشئة في أغسطس/آب الفائت، ستؤدي إلى إنتاج محتوى مزيف مجاني للجميع من شأنه أن يصيب وسائل التواصل الاجتماعي يعطّل سير الانتخابات القادمة (فكر في الصور المزيفة التي من الممكن إنتاجها لجو بايدن أو دونالد ترامب في مواقف مثيرة للجدل)، ولكن يبدو أن الإصدار من "مايكروسوفت" يثبط هذا الاحتمال لسببين: أولاً، بسبب الفلاتر المُضمّنة في هذه التقنية وثانيًا، لأنه مع استخدام المزيد من الأشخاص لهذه الأدوات، سيصبح عامة الناس أكثر وعيًا بأن الصور على الإنترنت يمكن إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
إنه لأمر غير عادي أن هذا الشكل من الذكاء الاصطناعي الإبداعي يتحرك بهذه السرعة الكبيرة وأن أداة Microsoft Designer قريبًا ستكون إلى جانب البرامج التجارية القوية مثل WordوOutlook وExcel. ولا ننسى أيضًا أنه وكما أشار البعض سيكون هذا البرنامج مثل برنامج Clip art قيوده الوحيدة هي خيال المستخدم.
من جهة أخرى، فإن انطلاق هذه التقنية يؤكد مدى صعوبة التنبؤ بالاتجاه الذي سيتخذه الذكاء الاصطناعي. قبل بضع سنوات، توقع خبراء التكنولوجيا على نطاق واسع أنه سيكون لدينا شاحنات وسيارات ذاتية القيادة على الطريق من شأنها أن تخفض معدلات الحوادث وتلغي عمل السائقين من البشر. الآن أصبح الفنانون والرسامون هم الذين لديهم سبب أكبر للقلق، على الرغم من أن طبيعة عملهم قد تتغير ببساطة، ولكن الآن ومع وصول الفن إلى أصابع الملايين، سيحتاجون إلى التحلي بالمرونة.
اقرأ/ي أيضًا