نُشرت تقارير على مواقع أجنبية وعربية، تدّعي أنّ الحكومة القطرية ستُلزم مشجعي كرة القدم الذين سيتوافدون إلى أراضيها بتنزيل تطبيق “يُسهّل التجسس على هواتفهم”، ويُسمّى تطبيق احتراز، وأنّه لن يكون أمام القادمين لحضور مباريات كأس العالم سوى تحميل التطبيق.
وأضافت التقارير أنّ التطبيق يسمح بالوصول الكامل إلى الهاتف، بما في ذلك القدرة على قراءة البيانات أو محوها أو تعديلها، والقدرة على تجاوز جميع التطبيقات الأخرى على الهاتف، وتحكّم كامل يضمن عدم إمكانية إيقاف تشغيل الجهاز أو جعله في وضع السكون، وأنه يمكن استخدام هذه الوظائف لقراءة المراسلات الشخصية مثل النصوص وتطبيقات المراسلة، وكذلك تتبع أصحابها عبر بلوتوث أو "WIFI" أو “GPS”.
قطر تُلغي العمل بتطبيق احتراز بقرار وزاري استعدادًا لاستقبال زوّار كأس العالم 2022
فحص "مسبار" التوجيهات والتعليمات التي أصدرتها وزارة الصحة القطرية للزوّار الجدد على موقعها الرسمي، ووجد أنّ هناك تحديثات على سياسة السفر والعودة تدخل حيّز التنفيذ يوم الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وفيما يخص تطبيق احتراز، نصّ البند السادس من سياسات السفر والعودة العامة على أنّه "اعتبارًا من 1 نوفمبر 2022، لن يكون مطلوبًا من الزائرين القادمين لدولة قطر التسجيل المسبق في التطبيق الصحي احتراز قبل الوصول".
ووجد “مسبار” أنّ إبراز تطبيق احتراز مشروط فقط عند زيارة المنشآت الصحية العامة والخاصة، لكونه مخصّص لمتابعة مصابي فايروس كوفيد-19، ولم تقل إنّه إلزامي على الزوار.
من جانبها، أكّدت قناة الجزيرة أنّ الحكومة القطرية ستوقف العمل بتطبيق احتراز خلال مباريات كأس العالم.
وصدر القرار عن مجلس الوزراء في قطر، يوم الثلاثاء الفائت، الموافق 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وينص على التالي: “بعد أن اطلع مجلس الوزراء على تقرير وزارة الصحة العامة حول آخر المستجدات والتطورات المتعلقة بفايروس كورونا (كوفيد-19)، قرر المجلس ما يلي: 1- تعديل قراره الصادر في اجتماعه العادي (19) لعام 2022 المنعقد 18/ 5/2022، بشأن الإلزام بتفعيل تطبيق احتراز (EHTERAZ) عند الخروج من المنزل والتحقق من الرمز الأخضر في التطبيق المذكور عند دخول الأماكن العامة المغلقة، ليكون الإلزام بتفعيل التطبيق والتحقق من الرمز الأخضر عند دخول المنشآت الصحية فقط”، موضحًا أنّ العمل به سيبدأ منذ الأول من نوفمبر 2022.
حملة تشويه تتعرّض لها قطر تقابلها حملة دعم عربي واسع
وتتعرض قطر لما وصفته الحكومة القطرية، بحملة غير مسبوقة من التشويه، منذ أن منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حقّ استضافة المونديال لقطر عام 2010. كما أكّد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في خطاب أمام مجلس الشورى، الثلاثاء الفائت، أنّ بلاده "تعرضت لحملة غير مسبوقة منذ أن نالت شرف استضافة كأس العالم، لم يتعرض لها أي بلد مضيف".
وأوضح أمير قطر، أنّ بلاده "تعاملت مع الأمر بداية بحسن نية، بل اعتبرنا أن بعض النقد إيجابي ومفيد، يساعدها على تطوير جوانب لدينا تحتاج إلى تطوير، لكن ما لبث أن تبيّن لنا أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير حتى بلغت من الضراوة مبلغًا جعل العديد يتساءلون للأسف عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة".
وكانت العاصمة الفرنسية باريس أعلنت الامتناع عن عرض مباريات مونديال قطر على شاشات عملاقة أو تخصيص أماكن للمشجعين؛ بسبب مزاعم حول حقوق العمال، وهو ما تنفيه الدوحة.
كما انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية، نانسي فيزر، منح قطر شرف استضافة كأس العالم قائلة "ما يخصّ الأحداث الرياضية الدولية في المستقبل، يجب أن نتأكّد من ارتباط منح شرف الاستضافة والتنظيم بمعايير حقوق الإنسان".
ونتيجة هذه الحملة انتشر وسم #أنا_عربي_وأدعم_قطر، لدعم دولة قطر التي ستستضيف بطولة كأس العالم 2022 بعد أقل من ثلاثة أسابيع، وهي أول دول عربية تستضيف البطولة.
بدوره استنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف الحجرف يوم السبت الموافق 29 أكتوبر/تشرين الثاني 2022، تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية في بيان نشره الموقع الإلكتروني للمجلس الذي يضم دول الخليج الست ومقره الرياض.
المصادر