تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مواقع إعلامية تهديد الدنمارك بانسحاب منتخبها من فعاليات كأس العالم، وبعضها قال من الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وبحث "مسبار" في الأمر، ووجد أنّ الدنمارك لا تزال في نقاشٍ مستمر مع "الفيفا" بخصوص السماح للاعبين بارتداء إشارات "حب واحد" لدعم الأقليات من المثليين في العالم، ولا خبر عن انسحاب المنتخب الدنماركي من البطولة.
ومن المعروف أنّ الاتحاد الدولي لكرة القدم يرفض ارتداء اللاعبين أيّ إشارات سياسية أو أيدلوجية والترويج لها خلال لعب كرة القدم منذ تأسيسه، وأنّ اللاعب أو النادي الذي يُخالف ذلك، يخضع لعقوباتٍ رياضية.
وقالت وكالة الأنباء العالمية رويترز إنّ ما يتم تداوله إشاعات، ولم يقل الاتحاد الدنماركي في مؤتمر صحفي أقيم يوم الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أنه سينسحب من الفيفا، بل قال "نحن غير راضين ولن نصوت لرئيس FIFA الحالي (جياني إنفانتينو). سنناقش المزيد من الإجراءات مع زملائنا في دول الشمال الأوروبي".
كما كشف الاتحاد الدنماركي لكرة القدم أنّ الفيفا قد هددت بفرض عقوباتٍ رياضية مثل البطاقات الصفراء "كحد أدنى" لارتداء شارة "حب واحد"، ونتيجة لتلك العقوبات تخلت الدول الأوروبية السبع التي كانت تخطط لارتدائه -الدنمارك وإنجلترا وويلز وألمانيا وسويسرا وبلجيكا وهولندا- عن الفكرة، وبدلًا من ذلك، وضع اللاعبون الألمان أيديهم فوق أفواههم احتجاجًا على إسكاتهم من قبل الفيفا قبل المباراة الافتتاحية ضد اليابان.
في حين ارتدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر شارة "OneLove" أثناء جلوسها بجوار رئيس الفيفا إنفانتينو خلال المباراة ذاتها.
وكانت الدنمارك أعلنت في وقت سابق أنها ستمارس "ضغوطًا إضافية" على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن مخاوف متعلقة بحقوق الإنسان خلال فترة بطولة كأس العالم.
كما أعلن قائد منتخب إنجلترا وقتها هاري كين نيته ارتداء شارة تحمل شعار "حب واحد" خلال كأس العالم، وذلك ضمن حملة أطلقتها هولندا لتعزيز التنوع والشمول.
كما تحظى المبادرة بدعم من بلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والنرويج، والسويد وويلز وسويسرا. ما جعل الاتحاد الدولي يعلي صوته في تحديد عقوبات على اللاعبين وقادتهم في الفريق ممن يرتدون إشارات الدعم إما بالطرد، أو البطاقة الصفراء، أو منع دخول الملعب.
والنتيجة أنّ منتخبي إنجلترا والدنمارك لم يرتدي أيٌّ من لاعبيهما تلك الشارات، وكذلك المنتخب الألماني، إلّا أن الأخير وقبل بدء المباراة ضد اليابان التقطت له تلك الصورة التي سرعان ما انتشرت.
وكان المنتخب الدنماركي استهلّ مشواره في كأس العالم فيفا قطر 2022 بالتعادل السلبي أمام نظيره التونسي.
هذا وقال الرئيس التنفيذي للاتحاد الرياضي الدنماركي (DBU) جاكوب جنسن إنّ قائد الفريق سيمون كيير كان سيُحجَز كعقوبة إذا ارتدى الإشارة خلال المباراة ضد تونس، وكشف أنه خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول طلبت إنجلترا عقد اجتماع طارئ مع الفيفا والتي أوضحت العقوبات التي ستُفرض على المخالفين، ومنها البطاقة الصفراء.
وأضاف "كان هناك نقاش حول ما إذا كان هناك أساس قانوني لإعطاء بطاقة صفراء؟!".
وأكّد الاتحاد الرياضي الدنماركي أنّ بلده لن تدعم رئيس الفيفا الحالي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأوضح أنَّ هناك فرصة للنقاش وإجراء حوار حول مزيد من الخيارت المتاحة أمام الدنمارك.
وبيّن الاتحاد الرياضي الدنماركي أنه في الوقت الحالي يجب التفكير في مسألة كيفية استعادة الثقة في الفيفا، وتقييم ما حدث، ثم وضع استراتيجية مع بلدان الشمال الأوروبي لحل ذلك.
وكان الاتحاد الألماني لكرة القدم (DFB) في وقت سابق من الأسبوع قال إنه يسعى للحصول على المشورة بشأن اتخاذ إجراءاتٍ قانونية ضد الفيفا لحظر شارة "حب واحد" بشكلٍ فعال، وقال المتحدث باسم الاتحاد الألماني ستيفان سيمون "لقد منعنا الفيفا من استخدام رمز للتنوع وحقوق الإنسان، وارتبط الحظر بعقوباتٍ رياضية كبيرة دون توضيح ما تعنيه بالضبط. ويحرص الاتحاد الألماني لكرة القدم على توضيح ما إذا كانت إجراءات الفيفا مشروعة في الواقع".
المصادر:
