نشرت مواقع إلكترونية وصفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، خبرًا مفاده انتشار متحوّر جديد من فايروس كورونا في الصين، أطلقت عليه اسم "متحور يوم القيامة"، وحذرت بأنه أسرع انتشارًا وأشدّ خطرًا من سابقيه، وذلك في ظل الارتفاع الكبير لعدد حالات الإصابة بالفايروس في الصين خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022.
وبالبحث عن الادعاء تبيّن أنّه لا يوجد أي مصدر صحّي رسمي أكّد وجود متحوّر يحمل هذا الاسم، سواء في الصين أو في مناطق أخرى من العالم.
وعقدت منظمة الصحة العالمية مؤتمرًا صحفيًا افتراضيًا، بتاريخ 21 ديسمبر الفائت، عبّرت من خلاله عن قلقها من التفشّي الأخير للفايروس في الصين، مشيرةً إلى أنّ متحورات فرعية من أوميكرون BA.5 هي المنتشرة بشكل رئيس هناك، وهي سلالات معروفة تتصف بسرعة انتشار كبيرة ولكنها لا تتسبب في حالات أشد من سابقتها.
متحور "يوم القيامة"، من أين جاءت التسمية؟
وبالتحقق من مصدر الخبر المتداول، تبيّن أنّ تسمية "متحور يوم القيامة" مأخوذة من عنوان خبر نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، حول التفشي الأخير للفايروس في الصين بعنوان: "خبراء يحذرون من أنّ فوضى كوفيد في الصين قد تطلق العنان لمتحور يوم القيامة، الذي من الممكن أن يعيد العالم إلى نقطة الصفر في محاربة الجائحة".
ولم يؤكد المقال وجود متحور منتشر بالفعل يحمل صفات تجعله أكثر خطورة من سابقيه على الأمن الصحي العالمي، ولكنه نقل عن خبراء قلقهم من أن يتسبب الانتشار واسع النطاق في الصين بظهور متحورات جديدة.
وهذه ليست المرّة الأولى التي يتمّ تداول تعبير "متحور يوم القيامة" مجازًا، إذ نقلت مجلة نيوزويك الأميركية في شهر أغسطس/آب من عام 2021، تحذيرًا على لسان عالم الأوبئة مايكل أوستيرهولم بأنّ المتحور الذي سيأتي بعد دلتا قد يكون أشدّ فتكًا منه، معنونةً مقالها "علماء يحذرون، متحور يوم القيامة الأخطر من ديلتا ولامبدا قد يكون على الأبواب".
سياسة صفر كوفيد والتفشي الأخير للوباء
تزامن الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات بفايروس كوفيد-19 في الصين خلال الشهر الفائت، مع تخفيف القيود المفروضة على المواطنين، بعد ما كان يعرف بسياسة "صفر كوفيد" المتشددة في مواجهة الجائحة، تمّ تخفيفها إثر احتجاجات شعبية اشتعلت في العديد من المناطق الصينية ضد الإجراءات القاسية المفروضة عليهم.
رفع مستوى التأهب في الاتحاد الأوروبي
ونقلت وكالة رويترز يوم 30 ديسمبر الفائت عن مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الصحة ستيلا كيرياكيديس، دعوتها في رسالة موجهة لوزراء الصحة في الاتحاد، إلى ضرورة رفع مستوى التأهب وزيادة عمليات فحص تسلسل الجينوم للكشف عن أي متحورات للفايروس قد تكون مثيرة للقلق، وذلك في ظلّ التفشي الكبير الذي تشهده الصين حاليًا.
بدورها دعت منظمة الصحة العالمية في اجتماع مع مسؤولين صينيين، إلى مشاركة المعلومات حول الوضع الوبائي بسرعة ودقة، بما في ذلك معلومات حول التسلسل الجيني للمتحورات المنتشرة.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا
عصر ما بعد الحقيقة كما يعرّفه لي ماكنتاير
تأثير الموافقة الاجتماعية على تصديق المستخدمين للمحتوى المنشور على تويتر