` `

اختفاء البريطانية نيكولا بولي: قضية تشغل مستخدمي مواقع التواصل

أسماء الغول أسماء الغول
أخبار
19 فبراير 2023
اختفاء البريطانية نيكولا بولي: قضية تشغل مستخدمي مواقع التواصل
أثرت تفسيرات اختفاء بولي على مواقع التواصل على مجرى التحقيق (تويتر)

مئات العناوين حول العالم، عشرات آلاف التغريدات، لقضية تصدّرت “التريند” في موقع تويتر أكثر من مرة، وهي قصة اختفاء البريطانية نيكولا بولي البالغة من العمر 45 عامًا. بولي الأم لطفلتين “تبخرت في الهواء” كما وصف شريكها ما حدث منذ ثلاثة أسابيع.

قصة اختفاء نيكولا بولي

في صباح 27 يناير/كانون الثاني الفائت، بعد أن أقلّت ابنتيها إلى المدرسة، ذهبت لتأخذ كلبها في نزهة في إحدى حدائق مدينة لانكشر في شمال غربيّ إنجلترا. أثناء ذلك انضمّت إلى اجتماع عمل دون تفعيل الكاميرا أو الميكرفون، ولم تمضِ نصف ساعة حتى وجد أحد المتنزهين هاتفها على كرسي في الحديقة متصلًا باجتماع العمل، أمّا كلبها فكان يجول في المكان، ومنذ ذلك الوقت لم يُعرف لها أيّ أثر.

جرى البحث عنها، وانتهى فريق من الغواصين من عملية تفتيش واسعة عن كولي، بدأت في النهر وانتهت في البحر، لكن لم يصلوا لأي أثر. 

سرعان ما تحولت الحادثة إلى قضية شغلت الرأي العام، فاحتل خبر اختفاء نيكولا بولي الصفحات الأولى للصحف البريطانية، وأثار إصرار الشرطة على ترجيح فرضية اختفائها في النهر كثيرًا من الانتقادات، التي زادت حدّتها حين قالت الشرطة إنّ بولي تعاني من مشاكل مع الكحول نتيجة تأثرها بفترة انقطاع الطمث، الأمر الذي عدّه البعض تصريحاتٍ عنصرية تقع في خانة لوم الضحية.

بعض الخبراء الأمنيين صنفوها من أغرب القضايا التي تحصل منذ عقود، فلا أثر لاختفاء المرأة أو دليل على تدخل طرف ثالث في الاختفاء.

نظرية المؤامرة حول اختفاء بولي

وقد تسبب العجز في تفسير مصيرها إلى إفساح المجال أمام ظهور التفسيرات المرتبطة بنظرية المؤامرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل القول إنّ شريك بولي وراء اختفائها، أو ربما يكون قد قتلها. ردًّا على تلك الأقاويل ناشدت الشرطة وأفراد من عائلتها مروجي الشائعات، وطالبتهم بالكفّ عن حَبْك نظريات الجريمة حول اختفاء بولي.

وانتقدت آلاف التغريدات شريكها واتهمته بأنّه وراء اختفائها، فحلّلت تعابير وجهه وكلماته، بل تدخّل هواة تفسير إشارات الجسد ليتحدثوا عن ارتباكه وعن أنّ لغة جسده تُظهر أنّه قلِق، مما يوحي أنه يعرف مصيرها. وتغريدات أخرى ركّزت على مقابلات صديقتها وجارتها المقربة التي تنشط في حملة البحث عن نيكولا، فزعم مستخدمون أنّ لها يد في اختفاء بولي.

كما انتشرت صور كاميرات المراقبة التي التقطت مشاهد لنيكول يوم اختفائها، وبدأ مستخدمون بتحليل الصور، وترويج نظريات المؤامرة واتهام الشرطة بالفشل والتقصير كونها ركزت البحث في النهر بدلًا عن البحث عنها على اليابسة والتحقيق مع المقربين منها.

كل تلك الضجة أثّرت سلبًا على سير القضية، إذ اضطرت الشرطة أن تكشف أنّ لدى بولي مشاكل تتعلق بصفاء الذهن، وبأنّها عادت إلى إدمان الكحول بعد توقف الطمث. وقد حذرت شرطة لانكشر في بيانها الأخير من أنّ هناك أساطير تنتشر على الإنترنت حول نيكولا بولي، ولا يجب تداولها.

اختفاء بولي وردود الفعل على مواقع التواصل

أفادت شبكة بي بي سي أنّ نشطاء على منصة تيك توك سافروا إلى الحديقة التي اختفت فيها بولي، وبثّوا مقاطع مباشرة من هناك، وبعضهم تتبع خطواتها قبل أن يحدث الاختفاء.

وذكرت “بي بي سي" أنّ صانعي محتوى ظهروا في الحديقة، بعضهم تدفعه الشائعات، وآخرون يبتكرونها وينشرون التكهنات ونظريات المؤامرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي شاهدها وشاركها ملايين الأشخاص. وهناك مجموعة جاءت خصيصًا تأثرًا بما يُنشر لتحاول اقتحام منزل مهجور قريب من الحديقة، والبحث عن نيكولا، إلا أنّ الشرطة منعت تلك المحاولات.

تصاعدت تلك التفسيرات المجانية عن قصة بولي، واتسعت لتشمل نظريات المؤامرة التي تشير إلى أنّ الحكومة متورطة في الاختفاء، وأنها وراء القضية بهدف السيطرة على الرأي العام.

ووفقًا لإحصاءات نشرتها الصحف البريطانية حول الأشخاص المفقودين في بريطانيا، فإنّه يتم الإبلاغ عن شخص مفقود كل 90 ثانية في المملكة المتحدة، ويصل عدد المفقودين سنويًّا إلى 170 ألف شخص.

قضية اختفاء مشابهة لاختفاء بولي

أنتجت نتفليكس سلسلة وثائقية بعنوان Crime Scene: The Vanishing at the Cecil Hotel، تناولت قصة اختفاء الطالبة الكندية من أصول صينية إليسا لام، ثم العثور على جثتها في فندق سيسيل في الولايات المتحدة.

المسلسل المكون من أربع حلقات من إخراج وإنتاج جو بيرلينجر، ينطلق فيه بيرلينجر، لتفسير ما حدث للطالبة الجامعية والسائحة إليسا لام، التي أقامت في فندق سيسيل في وسط مدينة لوس أنجليس في يناير/كانون الثاني عام 2013. حين غادرت كندا متوجهة إلى لوس أنجليس، وحجزت في الفندق الذي عُرف بأنه "سيء السمعة" لمدة أربعة أيام.

سرعان ما تحول أمر فقدانها في ذلك الوقت إلى ما يشبه الأسطورة، فقد شارك في البحث عنها الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وحاول البعض تفسير ما حدث عبر نظريات ما وراء الطبيعة والأرواح الشريرة، خاصة أن سمعة الفندق وتركيز الإعلام في ذلك الحين على تاريخه أعطاهم مادة خصبة لفعل ذلك.

 

المصادر

BBC

Yahoo

The New York Times

The Guardian

Mirror

Wales online

Misbar

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة