نُشرت في 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عبر منصة انستغرام، صورة جمعت مغني الراب الجزائري "ديدين كانون 16"، ومواطنه حمزة بن دلاج، مخترق الحواسيب العائد إلى الجزائر بعد انقضاء فترة محكوميته في الولايات المتحدة.
حصد المنشور تفاعلًا كبيرًا على المنصة وتداولته وسائل إعلام جزائرية وعربية، احتفى بعضها بعودة “الهاكر”، وادّعى أنه سُجن "لاختراقه أنظمة بنوك إسرائيلية وأميركية وتبرعه بجزء من المال المختلس للقضية الفلسطينية".
كيف ولماذا اعتُقل حمزة بن دلاج؟
اعتقل بن دلاج في مطار سوفرنابومي في بانكوك، مطلع يناير/كانون الثاني عام 2013، أثناء سفره من ماليزيا إلى مصر رفقة زوجته وابنته.
وظهر مخترق الحواسيب مبتسمًا أثناء اقتياده مكبل اليدين إلى مركز الاحتجاز بالمطار، وكذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر مكتب شرطة الهجرة في بانكوك، بعد أن شكّك في صحة رواية السلطات التايلندية عن ورود اسمه في قائمة المطلوبين العشرة الأوائل لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (FBI).
وأوضحت الشرطة التايلندية حنيها أن بن دلاج اعتُقل للاشتباه في اختراقه حسابات في أكثر من 217 بنكٍ ومؤسسة مالية حول العالم. وتبين لاحقًا أنه طوّر وروّج واستخدم برمجية "SpyEye"، التي أصابت ما يزيد عن 50 مليون حاسوب حول العالم بين عامي 2010 و2012، واستعملها لسرقة معلومات 200 ألف بطاقة ائتمان وبيانات الدخول إلى حسابات مالية إلكترونية ونهبها.
ونجح مكتب التحقيقات الفدرالي في كشف هوية بن دلاج بعدما باع نسخة من برمجيته لعميل خاص متخفٍ يُدعى مارك ري، مقابل مبلغ 8500 دولار أميركي، بعد تعقبه لمدة ثلاث سنوات.
وقامت السلطات التايلندية بترحيله إلى جورجيا في الولايات المتحدة، حيث أصدرت محكمة مذكرة اعتقال بحقه منذ عام 2011.
محامي بن دلاج ينفي تبرعه بأموال مسروقة لجمعيات خيرية فلسطينية
في إبريل/نيسان عام 2016، نفى المحامي جاي سترونغووتر المزاعم المنتشرة عن تبرع موكله، حمزة بن دلاج، بملايين الدولارات من المال المسروق لجمعيات خيرية فلسطينية.
وقال سترونغووتر في تصريح للجزيرة الإنجليزية إن بن دلاج تعاون مع الحكومة الأميركية وعبّر عن ندمه، فيما نقلت وكالة أسوشييتد برس أنه طمأن القاضي بأن ما قام به لن يتكرر ثانية وأنه "تعلم الدرس".
وأقر بن دلاج، في يونيو/حزيران عام 2015، بـ 23 تهمة هي تهمة التواطؤ لارتكاب الاحتيال عبر الأسلاك والاحتيال المصرفي، وعشرة تهم احتيال عبر الأسلاك وتهمة تواطئ لارتكاب الاحتيال بواسطة الحاسوب وإساءة الاستخدام و11 تهمة احتيال بواسطة الحاسوب وإساءة استخدام.
كما لاحظ مسبار بعد الاطلاع على مذكرة الحكم التي تضمنت أدلة الإدانة، أن عمليات السرقة التي تورط فيها بن دلاج طاولت بنوكًا من جميع أنحاء العالم عكس ما يتم تداوله عن أن السرقات لم تطاول سوى بنوكا إسرائيلية وأميركية.
ما الذي فعله حمزة بن دلاج بالمال المسروق؟
بعد اعتقاله في مطار بانكوك عام 2013، سأل محققون تايلنديون مخترق الحواسيب الجزائري عما فعله بالأموال التي سرقها، والتي قدرت بـ100 مليون دولار أميركي، وكان رد بن دلاج وفق مسؤول شرطة الهجرة التايلندية فارنو كيردلارفون، أنه أنفقها على السفر وحياة الرفاهية، والتنقل في مقاعد الدرجة الأولى والمكوث في أماكن فخمة.
محكمة أميركية تصدر حكمًا بالسجن مدة 15 سنة بحق حمزة بن دلاج
في 20 إبريل عام 2016، أصدرت محكمة جورجيا الأميركية حكمًا بالسجن مدة 15 سنة بحق حمزة بن دلاج بعد إدانته بـ23 تهمة. وحكمت المحكمة ذاتها بعقوبة سجن أقصر مدتها تسع سنوات على شريكه الروسي ألكسندر بانين، كون هذا الأخير لم يستخدم برمجية “SpyEye” لسرقة الأموال، عكس بن دلاج، واكتفى بالمساهمة في تطويرها والترويج لها وتوزيعها على قراصنة آخرين مقابل عائد مادي.
اقرأ/ي أيضًا
حملة دعائية واسعة على مواقع التواصل لتشويه مواقف الدول الأوروبية المساندة لفلسطين
تصريحات مفبركة منسوبة لمحمد بن سلمان حول تطبيع السعودية مع إسرائيل