أعلنت شركة غوغل عن إطلاق حملة جديدة في جميع أنحاء أوروبا، تهدف إلى مواجهة انتشار المعلومات المضللة، إذ تخطط لإنتاج مقاطع فيديو قصيرة توضّح الآليات الكامنة وراء المعلومات المضللة، بهدف تحصين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وستعتمد في تحقيق ذلك على آلية يطلق عليها مصطلح بريبانكينغ Prebunking.
فما هي آلية Prebunking؟
تعني آلية Prebunking أنّ يتم تعريض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى ادعاءات مضللة قد تنتشر في المستقبل، وتبيان كيفية دحض هذه الادعاءات.
وحول هذا يقول ساندر فان دير ليندن، الباحث في علم النفس الاجتماعي في جامعة كيمبريدج "إذا فكرنا في المعلومات المضللة والأخبار الزائفة كمرض ينتشر بين الناس، فإن آلية Prebunking تعمل كاللقاح".
ويردف موضحًا "تمامًا مثلما أن التعرّض لجرعة ضعيفة من الفايروس ينتج أجسامًا مضادة للمساعدة في منع العدوى في المستقبل، فإنّ هذه الآلية تحاول بشكل استباقي دحض كذبة مستقبلية أو توضيح تقنيات تستخدم لخداع الناس عبر الإنترنت حتى يتمكنوا من بناء أجسام مضادة في عقلهم، وفي المستقبل يكونون محصنين جزئيًا ضد المعلومات المضللة".
وستظهر مقاطع الفيديو التي أنتجتها “غوغل” كإعلانات على منصات مثل فيسبوك أو يوتيوب أو تيك توك، وحسب الخطة سيتم نشر مقاطع الفيديو هذه في ألمانيا قريبًا، بعد أن تم اختبارها خلال السنة الفائتة في بولندا والتشيك وسلوفاكيا وحققت نتائج جيدة. ومن المزمع أيضًا، أن تنتشر حملة مماثلة في الهند قريبًا، إذ يتم التحضير لها في الوقت الحالي.
واستهدفت شركة غوغل في حملتها التجريبية خلال العام الفائت، الادعاءات الكاذبة التي ربطت أزمة الإسكانات في البلدان التي اختُبرت فيها الحملة باللاجئين الأوكرانيين، ليتبيّن أنّ مقطع الفيديو الذي أصدرته الشركة تمت مشاهدته 38 مليون مرة، أي نصف سكان البلدان الثلاثة المعنية.
مخاوف من آلية Prebunking
أشار ليندن في هذا الصدد، إلى أنّ تطبيق هذه الآلية قد يعطي ذريعة لشركات وسائل التواصل الاجتماعي لعدم إزالة المحتوى أو عدم متابعة تنظيمه.
وتابع “لا ينبغي أن يصبح الأمر بديلًا عن إزالة المحتوى الضار أو تنفيذ التدابير اللازمة لتحسين خوارزميات الذكاء الاصطناعي”.
من جهة أخرى، تواجه هذه الآلية تحديًا كبيرًا لجذب انتباه المشاهدين، إذ إن مقاطع الفيديو تكون فعّالة فقط للذين شاهدوا المقطع بأكمله، وبحسب ليندن فإن “آثار هذه الآلية تتلاشى مع الوقت إذا لم يتم تعزيز مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بانتظام، تمامًا مثل اللقاحات”.
ومع ذلك، يتفق الخبراء على أنّ هذه الآلية يجب أن تكون أحد الأدوات المستخدمة لمكافحة المعلومات المضللة دون إهمال الطرائق الأخرى.
المصادر:
