بعد إعلان الديوان الأميري القطري، يوم أمس الجمعة 19 مايو/أيار، مغادرة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل الثاني، مدينة جدة السعودية، عقب ترؤسه وفد بلاده المشارك في أعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، شاركت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعاءات تفيد بأن الخبر الذي انتشر عن مغادرة أمير قطر قبل بدء كلمة رئيس النظام السوري بشار الأسد غير صحيح.
وأشارت تغريدات إلى صورة من القمة العربية، تزعم أنها تُظهر وجود الشيخ تميم بن حمد في القاعة التي عُقدت فيها الجلسة أثناء كلمة بشار الأسد، وتنفي خبر مغادرته أثناء خطاب الأخير.
وتداول مستخدمون صورة جماعية للرؤساء والوزراء العرب الذين شاركوا في القمة العربية، ويظهر فيها أمير قطر تميم بن حمد، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، موضحين أنّها جاءت في ختام قمة جدة، وتنفي الأخبار التي انتشرت عن مغادرة أمير قطر قبل كلمة الأسد.
لم يحضر أمير قطر كلمة بشار الأسد في قمة جدة
بحث "مسبار" في الادّعاءات المتداولة عن حضور أمير قطر في قاعة القمة العربية في جدة أثناء خطاب بشار الأسد، وتبين أنها غير صحيحة.
وبعد الرجوع إلى الوقت الرسمي الذي أعلن فيه الديوان الأميري القطري ووكالة الأنباء القطرية عن مغادرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مدينة جدة، عقب ترؤس وفد دولة قطر المشارك في أعمال الدورة، تبين أن الخبر جاء في الساعة الرابعة مساءً بالضبط (16:00)، بالتوقيت المحلي للدوحة وسوريا والسعودية.
في حين جاءت كلمة رئيس النظام السوري بشار الأسد في القمة العربية، على الساعة الرابعة مساءً ودقيقتين (16:02)، وفق العديد من المحطات التلفزيونية العربية التي نقلت البث المباشر لأعمال القمة، وتعتمد التوقيت المحلي نفسه، وهو ما يؤكد أن أمير قطر غادر القمة قبل بدء بشار الأسد لكلمته.
هل يظهر أمير قطر في الصورة التي تدعي وجوده أثناء كلمة الأسد؟
أما عن الصورة التي أشارت إليها التغريدات على أنها لحضور أمير قطر في الجلسة وقت كلمة الأسد، فهي ليست للشيخ تميم بن حمد، بل تُظهر سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، والوفد الذي شارك ممثلًا عن الدولة بعد مغادرة الأمير.
وكان سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، ترأس الوفد القطري الذي شارك أيضًا في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة العادية الـ32، والذي انعقد يوم 17 مايو الجاري.
ما حقيقة الصورة الجماعية لرؤساء العرب وهل كانت في ختام قمة جدة؟
وجد "مسبار" أن الادعاء المتداول بأن الصورة التي يظهر فيها أمير قطر ورئيس النظام السوري، على أنّها في ختام أعمال القمة العربية في جدة، مضلل، وكانت قبل بدء أعمال القمة بعد وصول الزعماء العرب إلى جدة.
ونشرت وسائل إعلامية وحسابات رسمية تابعة لعدد من الدول العربية، التي شاركت في القمة، الصورة ومشاهد أخرى في حدود الساعة الثانية مساءً بالتوقيت المحلي، وأوضحت أنّها جاءت لحظة التقاط الصور التذكارية لقادة الدول ورؤساء الوفود المشاركة في مقر انعقاد القمة العربية، وكانت كلمة الأسد في الساعة الرابعة مساءً ودقيقتين كما سبق وتم توضيحه.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول عربي، حسب وصفها، أن أمير قطر غادر القمة العربية قبل بدء كلمة رئيس النظام السوري بشار الأسد. وأكدت رويترز أن "زيارة أمير قطر لم تتضمن أي مقابلات ثنائية، ولم يلقِ كلمة".
مغادرة أمير قطر قمة الرياض
وكان الديوان الأميري في قطر أعلن في بيان عن مغادرة الأمير تميم مدينة جدة بعد وقت قصير من وصوله وبدء كلمات الرؤساء والقادة المشاركين في أعمال القمة. ولم يتضح سبب مغادرته ولم يعلن الديوان الأميري عن ذلك.
وأوضح البيان أن أمير قطر بعث برقيتين إلى كل من ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد محمد بن سلمان "أعرب فيهما عن بالغ شكره وتقديره على الحفاوة وكرم الضيافة. وتمنى بأن تسهم نتائج القمة في تعزيز العمل العربي المشترك".
ونشر الحساب الرسمي للشيخ تميم بن حمد على موقع تويتر، صورًا خلال حضوره القمة، وكتب معه "أهنئ أشقاءنا في المملكة العربية السعودية الشقيقة على نجاح استضافة القمة العربية الـ32، والتي نرجو أن تسهم نتائجها في دعم التضامن والعمل العربي المشترك".
موقف قطر من عودة سوريا إلى الجامعة العربية
قالت تقارير صحافية، إن سبب مغادرة أمير قطر القمة العربية جاء بسبب الموقف الذي تتخذه الدولة من عودة النظام السوري إلى مقاعد القمة العربية. إذ سبق وأعلن رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الأسباب وراء تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية منذ عام 2011 لا تزال قائمة، وأكد أن الدوحة تتمسك بموقفها من تطبيع العلاقات مع سوريا ما لم يكن هناك حل سياسي للأزمة.
وأكد رئيس الوزراء القطري في تصريحات أخرى يوم 17 مايو الجاري، أن الدوحة لا تريد "الخروج عن الإجماع العربي" بشأن عودة سوريا لجامعة الدول العربية، على أن يُترك لكل دولة قرارها السيادي بالتطبيع مع حكومة بشار الأسد.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الألمانية "نحن وضحنا موقفنا منذ اتخاذ القرار بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية بأن دولة قطر لا تريد الخروج عن الإجماع العربي حول هذا الموضوع".
وأكمل "لكن يُترك لكل دولة قرارها السيادي في تطبيع العلاقات الثنائية"، موضحًا "ونحن تقييمنا في دولة قطر بأن الحل الوحيد للتطبيع مع النظام السوري، على الأقل بالنسبة لنا، هو إيجاد حل عادل وشامل للمسألة في سوريا وهناك عمل عربي مشترك نتفق فيه جميعُا على الأهداف بأن يكون هناك عودة آمنة للاجئين وإيجاد حل سياسي وفق قرارات الأمم المتحدة 2254".
وأضاف"في النهاية، المسألة ليست بيننا وبين النظام السوري، المسألة بين نظام وشعبه، ويجب أن يكون الحل الذي يتم تطبيقه لاستعادة الاستقرار في سوريا هو حل يرضي هذا الشعب الذي عانى من ويلات هذه الحرب على مدار الـ12 سنة الأخيرة".
عودة سوريا إلى الجامعة العربية
وشهدت القمة العربية التي انعقدت يوم أمس الجمعة في جدة، أول مشاركة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد غياب عنها منذ 2011.
وأوضح الأسد أن القمة العربية الحالية فرصة تاريخية لإعادة العلاقات بين الدول العربية، مطالبًا بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للشعوب.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًأ
الصورة مفبركة وليست لاستقبال بن سلمان لبشار الأسد في مطار جدة
التضليل في تغطية الإعلام الغربي لنكبة فلسطين عام 1948: ذا نيويورك تايمز نموذجًا