على بعد أيّام قليلة من بدء عرض فيلم أوبنهايمر للمخرج كريستوفر نولان، تتزايد الشكوك حول إمكانية عرضه في دور السينما في اليابان، إذ تنتشر حديثًا وعلى نطاق واسعٍ أنباء عن منعه في البلاد، بالنظر إلى حساسية موضوع الفيلم لدى اليابانيين.
قصة فيلم أوبنهايمر
ويروي فيلم أوبنهايمر، الذي بلغت تكلفة إنتاجه مئة مليون دولار أمريكي، السيرة الذاتية للمشرف على تصنيع القنبلة الذرية، عالم الفيزياء النظرية الأميركي جوليوس روبيرت أوبنهايمر، الذي ترأس بين عامي 1943 و1945 مُختبر لوس آلاموس السرّي، وأشرف فيه على تطوير اختراع القنبلة الذرية
واستُعملت قنبلة أوبنهايمر للمرة الأولى مطلع شهر أغسطس/آب من عام 1945، عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلتين على اليابان لإرغامها على الاستسلام. وتسببت القنبلتان فور إلقائهما على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في مقتل أكثر من مئة ألف ياباني، وفي فتح نقاش لا يزال مستمرًا إلى اليوم حول ما إذا كان الهجوم مبررًا، وعن الضوابط الأخلاقية لتطوير واستعمال هذا النوع من الأسلحة.
عرض فيلم أوبنهايمر في اليابان
وجد "مسبار" أن شائعات منع عرض الفيلم في اليابان نظرًا للذكرى المؤلمة التي يتناولها، غير أن فيلم أوبنهايمر في حال عرضه لن يكون الإنتاج السينمائي الأميركي الأول الذي يعرض في اليابان، والذي تدور أحداثه حول التفجيرين النوويين.
ففي عام 2013 عرضت دور السينما هناك فيلم ذا وولفيرين، أحد أفلام سلسلة الأبطال الخارقين "اكس-مان" رغم احتوائه مشهدًا لتفجير مدينة ناغازاكي. وفي عام 2006، حقق فيلم أميركي ناطق باليابانية يروي قصة معركة إيو جيما من وجهة نظر الجنود اليابانيين نجاحًا باهرًا في شباك التذاكر في اليابان، في حين لم تحقق نسخة الفيلم التي روت الأحداث من وجهة النظر الأميركية النجاح ذاته.
وقد يرجع التفاوت في مبيعات تذاكر الأفلام إلى اختلاف وجهات النظر حول الحرب، ففي حين أظهر استطلاع رأي نُشر عام 2015، أن ثلاثة أرباع اليابانيين يثقون في الولايات المتحدة، وأن ثلثي الأميرييين يثقون إلى حد كبير في اليابان، كشف الاستطلاع ذاته أن أكثر من نصف الأميركيين يلتمسون مبررات لقرار إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي، بينما يعتقد غالبية اليابانيين أن الهجوم لم يكن مبررًا.
وقد تقرر عوامل أخرى نجاح فيلم أوبنهايمر من عدمه في اليابان -إذا ما عرض-، إذ يصفه البعض بالرهان الكبير لاستوديوهات يونيفارسال المنتجة له، فبرغم النجاحات الباهرة التي حققتها أفلام المخرج كريستوفر نولان في السابق مع استوديوهات وارنر براذرز، إلا أن تصنيف جميعها باستثناء واحد كان يسمح باستهداف جماهير أوسع، عكس أوبنهايمر غير الموصى به لمن تقل أعمارهم عن 17 سنة دون مرافقة أحد البالغين. كما أن قصة الفيلم تتمحور حول شخصية من التاريخ الأميركي، ما قد لا يثير بالضرورة اهتمام عامة الجمهور حول العالم.
وعادة ما تكون اليابان آخر دولة تصدر فيها أفلام هوليوود، إذ تستغرق عملية التسويق فيها وقتًا أطول. وفي غياب أي تأكيد أو نفي رسمي لشائعات منع عرض فيلم أوبنهايمر هناك، يبقى قرار عرض الفيلم من عدمه راجعًا لشركة توهو-توا، موزّع أفلام هوليوود الأكبر في البلاد، الذي يستعد هذا الشهر لإطلاق فيلمي "باربي" وأحدث أفلام سلسلة "مهمة: مستحيلة" المرتقبين.
المصادر:
أقرأ أيضا:
دراسة: الكثير من الصور المنتشرة على فيسبوك مضللة وتؤثر على مواقف المستخدمين
تقرير: ثريدز يعاني من انتشار المعلومات المضللة على غرار تويتر