تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، مقطع فيديو من خطاب لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ادّعى ناشروها أنّها دعت فيه لتقليص عدد السكان، كي يتسنى للمزيد من الأطفال -حسبها- استنشاق هواء نظيف وشرب مياه نظيفة.
تحقق "مسبار" من المقطع وتبين أنه صحيح. إذ اقتُطع من خطاب ألقته هاريس يوم 14 يوليو/تموز الجاري في جامعة كوبن الحكومية في ولاية ماريلاند الأميركية، وأعلنت فيه عن تمويل حكومي قيمته 20 مليار دولار لدعم المبادرات المجتمعية لمواجهة أزمة المناخ.
البيت الأبيض يوضح أنّ ما قصدته هاريس خفض التلوث وليس "عدد السكان”
ظهرت كامالا هاريس وهي تقرأ خطابها من جهازي مُلقّن نُصبا على يمينها ويسارها. وأوضح نص الخطاب، الذي نشره البيت الأبيض عبر موقعه الإلكتروني، أن دعوة هاريس لتقليص عدد السكان كانت في الواقع زلّة لسان، وأنها خلطت بين كلمتي "pollution" التي تعني التلوّث و"Population" التي تعني السكان، وهو ما يغيّر معنى الجملة كالآتي: "عندما نستثمر في الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية ونقلّل التلوّث، سيتسنّى للمزيد من أطفالنا استنشاق هواء نظيف وشرب مياه نظيفة."
كيف استغل مروّجو نظرية المؤامرة زلة لسان هاريس
استُغلّت زلة لسان هاريس من قبل مروجي نظرية المؤامرة الذين يؤمنون بوجود مخطط عالمي خفي لخفض تعداد السكان. وهي نظرية مؤامرة انتشرت بكثرة خلال فترة جائحة كوفيد-19، إذ ساد حينها الاعتقاد أن فايروس كورونا من صنع إنساني، وأن الجائحة افتُعلت للقضاء على الفئات الأكثر هشاشة من سكان الأرض.
وانتشرت ادعاءات وقتئذاك تتهم رجل الأعمال بيل غيتس بالوقوف وراء مخطط للقضاء على 15 بالمئة من سكان العالم، وذلك عن طريق اللقاحات التي ستُمكّن من زرع رقائق إلكترونية في أجساد البشر، حسب مروجي تلك النظرية.
لماذا تنتشر نظريات المؤامرة
يُرجع الأستاذ باسكال فاغنر ايغر المختص في دراسة نظريات المؤامرة، انتشارها لتراجع الثقة بالصحافيين والعلماء والسياسيين، وبالتالي تزعزع الثقة بالمؤسسات بشكل عام، وعلى نحو أدّى إلى نشوء ميول سياسية عنيفة وغير سوية. وهو ما يفسر انتشار نظريات المؤامرة وسط المنتمين لأقصى طرفي الطيف السياسي، اليمين واليسار المتطرفان.
نظريات المؤامرة حول كوفيد-19... إلى متى؟
يعتقد بريت سكافر، كبير الزملاء في منظمة التحالف من أجل تأمين الديمقراطية المختصة في تعقب الدعاية الحكومية حول كوفيد-19، أنّ "الجائحة قد تسببت باضطرابات للجميع وأن حدّة المشاعر المرتبطة بها لن تغادرنا، وأنه كلما طرأ جديد ما، سيبثّ حياة جديدة في المظالم والإحباطات، الحقيقي منها والمتخيل".
المصادر:
اقرأ أيضًا
دراسة: العلاقات العاطفية الإيجابية تقلل الاعتقاد بنظريات المؤامرة