أثار الحفل الذي كان من المفترض أن يحييه مغني الراب الأميركي ترافيس سكوت، في أهرامات الجيزة في مصر، جدلًا واسعًا ومشاركة منشورات تحتوي على معلومات غير دقيقة ومضللة عن حفلات سابقة لسكوت.
فيما أعلنت بعدها نقابة المهن الموسيقية المصرية إلغاء ترخيص حفل المغني الأميركي الذي كان من المقرر إقامته اليوم الجمعة 28 يوليو/تموز، موضحًا أن محتواه يتنافى مع الهوية الثقافية للشعب المصري.
إلغاء حفل ترافيس سكوت في مصر
أوضحت نقابة المهن الموسيقية المصرية أنه “بعد استقراء واستطلاع آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعد ما ورد لنقابة المهن الموسيقية ونقيبها العام ومجلس إدارتها من أنباء تصدرت محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي تضمنت صورًا ومعلومات موثقة عن طقوس غريبة لنجم هذا الحفل، يقدمها أثناء فقرته وتسخير أدواته من أجل إقامة طقوس تتنافى مع قيمنا وتقاليدنا المجتمعية الأصيلة..” قرر النقيب العام ومجلس الإدارة إلغاء الترخيص الصادر لإقامة هذا النوع من الحفلات الذي يتنافى مع الهوية الثقافية للشعب المصري".
ولاحقًا، أعلنت شركة Live Nation، يوم الأربعاء 26 يوليو الجاري، إلغاء الحفل الذي كانت ستنظمه لمغني الراب الأميركي الشهير، ترافيس سكوت، أمام أهرامات الجيزة في مصر.
وقالت الشركة في بيان لها "نأسف لإبلاغكم بإلغاء العرض، الذي كان من المقرر إقامته في 28 يوليو في منطقة أهرامات الجيزة في مصر، لسوء الحظ، على الرغم من الجهود الجبارة، أدت مشاكل الإنتاج المعقدة إلى عدم إمكانية إقامة العرض في الصحراء".
وأضافت "نحن نفهم أن هذا مخيب للآمال، وليست النتيجة التي يرغب فيها أي منا"، وتابعت "سيتم إرجاع قيمة التذاكر، ونعتذر بشدة عن أي إزعاج قد يكون سببه هذا الإلغاء، ونقدر تفهمكم للأمر".
ادعاءات حول وجود طقوس "شيطانية" في حفلات ترافيس سكوت
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الأخيرة، دعوات لإلغاء الحفل الذي كان سيُقام لترافيس سكوت أمام أهرامات الجيزة، بسبب الشُبهات التي تحيط بالمغني الأميركي وادعاءات حول ارتباطه بـ "الماسونية العالمية" و"عبدة الشيطان" وتسبب حفلاته السابقة في وفاة أفراد من جمهوره.
وكشف "مسبار" سابقًا، أنّ القصص والادّعاءات المرتبطة بحفلات ترافيس سكوت والطقوس الغريبة مضللة وغير دقيقة.
وتبين بحسب بيانات الشرطة في هيوستن، وتحقيقات صحفية مستقلة حول حادث الوفيات في حفل ترافيس سكوت، أنَّ أسباب وقوع الوفيات، هو سوء في التنظيم في المقام الأول خلال الحفل، ولم يكن هناك أي طقوس شيطانية، كما أن المظاهرة والسمات التي انتشرت مع هذه الادعاءات، لم تكن خاصة بالحفل دون غيره، وشهدت حفلات أخرى مظاهر مشابهة، إلا أن أيًا منها لم تشهد حالات وفاة.
خسائر مالية بعد الإعلان عن إلغاء حفل سكوت في مصر
وقال محمد سراج المدير التنفيذي للشركة المنظمة للحفل، في تصريحات لموقع المصري اليوم، إن الخسائر المبدئية لإلغاء الحفل تصل إلى 300 مليون جنيه مصري، موضحًا أن الشركة "تكلفت بمصروفات تصل إلى نصف مليون جنيه يوميًا تقريبًا للفريق المصاحب لترافيس في مصر"، والذين قد وصلوا على أمل دخول المعدات إلى منطقة الأهرامات، حسب قوله.
وأضاف سراج أن "نحو أربعة آلاف شخص حجزوا بالفعل تذاكر حضور الحفل من مختلف أنحاء العالم، ومن المرجح إلغاء تذاكرهم خلال الساعات القليلة القادمة بعد إعلان إلغاء الحفل"، وأشار سراج إلى أن "هذه التذاكر كانت ستضاعف أعداد الزائرين والحاجزين في فنادق القاهرة والمناطق المحيطة بها ما كان سيؤدي إلى رواج سياحي".
وأوضح سراج أنه كان من المقرر تنظيم حوالي 10 حفلات أخرى في مصر، بنفس قوة حفل سكوت، لكن الآن ستواجه الشركة صعوبة شديدة من الجهات المسؤولة عنها والمطربين العالميين في استمرار الاتفاق معها، خوفًا من عدم تنظيم الحفل وإلغائه.
الأخبار الزائفة وخسائر الشركات
وفي السنوات الأخيرة أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على الرأي العام في أي قضية، ما جعلتها عرضة لسوء الاستخدام وانتشار المعلومات المضللة التي تؤدي إلى العديد من الحوادث والخسائر نتيجة انتشار إشاعات معينة.
ونشرت عدة دراسات سابقة تؤكد أن الحجم الكبير والارتفاع العالمي للأخبار المضللة والزائفة عبر الإنترنت وآثارها الضارة يمكن أن تسبب خسائر ضخمة للدول وللعديد من الشركات في جميع أنحاء العالم.
وسبق وأوضحت دراسة أن التكلفة الاقتصادية المباشرة التي تسببها الأخبار المزيفة، وصلت إلى 78 مليار دولار إلى جانب السعر المتزايد الذي تدفعه الشركات والحكومات لمواجهة هذه الظاهرة.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا
ما حقيقة وجود طقوس "شيطانية" في حفلات ترافيس سكوت وتسببها في وفاة الجماهير؟