في السابع من أغسطس/آب الجاري، كشفت شركة زووم، المالكة والمطورة لتطبيق زووم الشهير لإجراء المكالمات والاجتماعات والندوات عبر الإنترنت، عن تحديث جديد لسياسة الاستخدام والخصوصية الخاصة بالتطبيق، بالإضافة إلى تفاصيل إضافية عن دمجها تقنيات الذكاء الاصطناعي تدريجيًا في تطبيقها وكيفية استخدام البيانات لتحسين أداء تلك التقنيات، وماهية تلك البيانات.
ومنذ ذلك الحين، تداولت مواقع إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا مفاده أن شركة زووم، المالكة والمطوّرة لتطبيق زووم لإدارة الاجتماعات الافتراضية، تستخدم اجتماعات المستخدمين ومكالماتهم المسجّلة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها.
بحث "مسبار" في سياسة الخصوصية الخاصة بتطبيق زووم، ووجد أنّ الشركة تستخدم عدة بيانات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي خاصتها، لكن اجتماعات ومكالمات المستخدمين ليست منها، إلا بموجب موافقات خاصة حددتها الشركة وأغفلتها وسائل الإعلام الناقلة للخبر.
زووم توضح كيفية استخدامها للذكاء الاصطناعي
في مدونة نُشرت على موقع شركة زووم الرسمي بتاريخ السابع من أغسطس الجاري، أوضحت الشركة بالتفصيل تحديثات الخصوصية الأخيرة وكيف "تؤثر على مجموعات معينة من العملاء" كجزء من التزامها بالشفافية وإضافة المزايا بهدف تحسين المنتج.
ونوّهت الشركة إلى أنها قامت بتحديث شروط الخدمة الخاصة بتطبيق زووم (في القسم 10.4، المتعلق بملكية المحتوى من مكالمات وندوات وأحقية إعادة نشره وتوزيعه) للتأكيد بشكلٍ أكبر على أنها لن تستخدم المحتوى الصوتي أو المرئي أو الدردشة للعملاء لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالمستخدمين دون موافقة العميل.
التغييرات الأخيرة في شروط الخدمة لدى زووم
يُذكر أن الشركة قامت بتغيير شروط الخدمة الخاصة بتطبيق زووم سابقًا في مارس/آذار الفائت، لتوضح كيفية استخدامها للمحتوى عبر نظامها الأساسي ومن يمتلك الأشكال المختلفة منه.
في القسمين 10.1 و10.6، أوضحت الشركة أن العملاء هم من يملكون محتوى الفيديو والصوت والدردشة الخاص بهم. فيما تمتلك الشركة إذنًا لاستخدام محتوى العميل ذاك، لتقديم خدمات ذات قيمة مضافة بناءً على ذلك المحتوى، فيما يستمر المستخدمون في امتلاك المحتوى الخاص بهم والتحكم فيه.
وفي القسم 10.2، قدّمت الشركة معلومات إضافية حول كيفية استخدام المستخدمين تطبيق زووم بشكلٍ إجمالي، وقياس الأداء عن بُعد، وبيانات التشخيص، والخصائص والميزات التي يميل العملاء إلى استخدامها والدول التي ينتمون إليها، وما إلى ذلك. وتُعرف تلك العناصر عمومًا بـ "البيانات التي تم إنشاؤها بواسطة الخدمة".
ونوّهت الشركة إلى أنها تعدّ تلك البيانات ملكًا لها بهدف جعل تحسين تجربة المستخدم. على سبيل المثال، تسعى الشركة بشكل عام لمعرفة أي وقتٍ من اليوم في منطقة معينة يحصل استخدام كثيف لتطبيقها حتى تتمكن من موازنة الأحمال بشكل أفضل في مراكز البيانات الخاصة بها وتقديم جودة فيديو أفضل خلال الاجتماعات والندوات.
أما في القسم 10.4، تشير الشركة إلى أنها ستكون قادرة على تقديم خدمات إضافية (مثل تسجيل الاجتماع) دون أسئلة تتعلق بحقوق الاستخدام، مع الإشارة إلى أن تسجيل الاجتماع يبقى ملكًا للعميل، لكن الشركة لديها ترخيص لاستخدامه بهدف تقديم خدمة التسجيل.
ومن أمثلة التعلم الآلي الأخرى التي ذكرت الشركة أنها تحتاج فيها حقوق الترخيص والاستخدام، الفحص الآلي لدعوات/تذكيرات الندوات عبر الإنترنت للتأكد من عدم استخدام زووم عن غير قصد لإرسال رسائل غير مرغوب فيها أو الاحتيال على المشاركين.
أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي، تنوّه الشركة، بسطرٍ منفصل وبالخط العريض، أنها لا تستخدم المحتوى الصوتي أو الفيديو أو الدردشات المولّدة من قبل العملاء لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها دون موافقة خاصة من العميل على هذا الإجراء.
في المقابل، حذر خبراء قانونيون من أن صياغة شروط الاستخدام قد يسمح للشركة بالوصول إلى البيانات التي تحتاجها، ومنها مكالمات العملاء.
المختص في حماية البيانات، روبرت بيتمان، قال لشبكة بي بي سي، إن شروط الاستخدام قبل آخر تحديث لها "تعطي مزود الخدمة حرية كبيرة لاستخدام البيانات التي ينتجها العملاء لأغراض مختلفة." وأضاف أنه في حين أن هنالك علامة استفهام كبيرة حول مخاطر ذلك فإنه "يجب دق ناقوس الخطر في حال وجود بنود تعاقدية واسعة مثل هذه."
يشير خبراء لوكالة أسوشييتد برس، إلى أن التحديث الأخير لشروط الاستخدام على موقع زووم أصبح أدق، إلا أن البنود لا زالت تتيح للشركة تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي على بيانات أخرى مثل سلوكيات العملاء.
كما يؤكدون أن الشروط الحالية لا تسمح للشركة باستخدام المحتوى من قبيل مقاطع الفيديو والصوت والمحادثة لتطوير الذكاء الاصطناعي، لكنها في الوقت ذاته تشير إلى أنه في حال موافقة مسؤول الاجتماع على ذلك فإن على باقي الحضور المغادرة في حال عدم موافقتهم على استخدام محتوى الاجتماع من قبل الشركة.
اقرأ/ي أيضًا
هل تدفع شركات التكنولوجيا مقابل حصولها على المحتوى الإعلامي لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي؟