شارك مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي،، مشاهد يُزعم أنّها توثق استخدام "أسلحة الطاقة الموجهة"، وهي تصدر وميضًا شبيهًا بالليزر ما يؤدي إلى انفجارات ضخمة.
وادّعت أن هذه الأسلحة ذات فعالية فتاكة وتم استخدامها في العديد من المناطق، بما في ذلك في الولايات المتحدة وتشيلي. كما أفاد الناشرون أن هذه الأسلحة لا تؤثر على اللون الأزرق وهو ما دفع بعض مواطنين، وخاصة في الصين، إلى طلاء أسقف منازلهم بهذا اللون، للوقاية من الضربات المحتملة.
بحث "مسبار" عن الناشر الأول للقطات المتداولة، ووجد أنّها تعود إلى مستخدم على تطبيق تيك توك، يملك حسابًا باسم Hany Girgis Casper، ينشر من حين إلى آخر مقاطع فيديو، يزعم من خلالها أنّه يكشف زيف معطيات علمية. ويحظى الحساب بمتابعة وتفاعل الملايين مع المنشورات.
فما حقيقة المشاهد المتداولة؟
تحقق مسبار من المشاهد المتداولة وتبيّن أنّ غالبيتها مفبركة ولا صلة لها بأسلحة الطاقة الموّجهة أو انفجارات أو ضربات عسكرية باستخدام أسلحة فتّاكة.
فبالرجوع إلى اللقطة التي ظهرت فيها طائرة وزُعم أنّها تُوجه ضربات بسلاح الطاقة الموّجه، تبيّن أنها تعود إلى صورة لحرائق كاليفورنيا عام 2018 في الولايات المتحدة، وتم التعديل عليها بإضافة طائرة وشعاع ليزر.
إذ شهدت كاليفورنيا "حريق كامب فاير" وهو أحد أكثر حرائق الغابات فتكًا وتدميرًا في تاريخ المنطقة، بسبب عدة عوامل مثل الجفاف المستمر، والرياح القوية، وتأثيرات التغير المناخي.
كما يعود المشهد التالي، الذي ادّعى مستخدمون أنّه لاستعمال نفس السلاح في الولايات المتحدة، إلى انفجار محطة وقود في مدينة ماخاتشكالا الروسية في عام 2014، وفق ما نشرته الوكالة الإعلامية الجمهورية لداغستان. وتم إضافة شعاع الليز إليها.
كما تبين أنّ المشهد الذي يُظهر شعاعًا أخضر يشبه الليزر، ناتج عن استخدام تقنية الليدار "Lidar" للاستشعار عن بعد، عام 2014، لرصد نشاط بركاني في اليابان. ويُعتمد على التقنية في تحديد المسافات والمدى وخصائص الأهداف المرصودة باستخدام نبضات عادةً ما تكون أشعة ليزر. ولا يمت الفيديو بأي صلة لسلاح طاقة موجهة أو انفجار بركاني.
واتضح أنّ المشهد الذي أشار الادّعاء أنّه يظهر استهداف منزل في تشيلي باستخدام سلاح الطاقة الموجه، يعود إلى انفجار محوّل كهربائي نجم عن الرياح القوية، وفق شبكة التلفزيون التشيلية “Chilevisión”، التي قامت بنشر تقرير عن الفيديو، وأشارت إلى أنّه انتشر على نطاق واسع، وأثار تكهنات، حينها، بأنه ناجم عن هجوم عسكري أو استخدام لأسلحة الطاقة الموجهة.
وفيما يتعلق بالوميض الذي ظهر في فيديو تشيلي، ذكر همبرتو فيرديجو Humberto Verdejo، أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة سانتياغو دي تشيلي لوكالة أسوشييتد برس، أنّ الرياح الشديدة، في ذلك اليوم، تسببت على الأرجح في اصطدام غصن شجرة بالمعدات الكهربائية المعلقة فوق الأرض، ما أدى إلى حدوث الانفجار. وبالنسبة لخط الضوء الذي يظهر في الفيديو، فقد أوضح المصدر أنّه على الأرجح انعكاس تم التقاطه بواسطة الكاميرا، ما أعطى انطباعًا بوجود صاعقة أو ضوء يشبه ضوء الليزر.
كما تبين أنّ هذه الصورة التي يُزعم أنّها توثق شعاعًا يشبه الليزر، وتسبب في اندلاع حرائق، معدلة.
وتعود الأصلية إلى المصور ماثيو ثاير الذي التقطها في الثامن من أغسطس/آب 2023، لصالح وكالة أسوشيتد برس.
ويشير التعليق على الصورة، بأنّها تظهر قاعة كنيسة وايولا التاريخية في لاهاينا، وقد اجتاحتها النيران على طول شارع وايني، خلال حرائق هاواي الأخيرة.
سلاح الطاقة الموجه لا يؤثر في اللون الأزرق؟
تحرى مسبار في الادّعاءات التي انتشرت ومفادها أنّ سلاح الطاقة الموّجه لا يؤثر في اللون الأزرق، وهو ما دفع بلدة في الصين إلى تغيير طلاء أسطحها إلى الأزرق.
وتبيّن أن الادّعاء لا أساس له من الصحة. إذ إن الصورة التي استُند إليها، منشورة ضمن تقرير لصحيفة China Daily. وجاء فيه أن سكان مدينة قوييانغ، عاصمة مقاطعة قويتشو في الصين، يقومون بطلاء الأسطح بهدف منع تسرب الأمطار إلى داخل منازلهم.
ولم يعثر مسبار أي تقرير علمي يقر بأنّ اللون الأزرق عازل أو قادر على صد هجمات سلاح الطاقة الموجه.
ما هو سلاح الطاقة الموّجه؟
سلاح الطاقة الموّجه (DEWs) هو تكنولوجيا عسكرية قيد التطوير، تعتمد على استخدام طاقة شديدة التركيز بما في ذلك الطاقة الكهربائية أو الليزر أو الأشعة الكهرومغناطيسية وتوجيهها بدقة نحو الأهداف وتسبب أضرارًا مادية مُدمرة، دون أن تحتوي قذيفة نارية تقليدية.
هل سبق استخدام أسلحة الطاقة الموجهة؟
لا تزال معظم أسلحة الطاقة الموجهة في المرحلة التجريبية إلا أن هنالك عدة اختبارات أجريت لهذا النوع من الأسلحة حسب موقع البيانات العالمية البحثي "Global Data"، ولكن ليس ضمن عمليات عسكرية مكشوفة. ومعظم الأمثلة لتطبيقات هذا النوع من الأسلحة ظهرت ضمن أفلام الخيال العلمي وألعاب الفيديو.
في المقابل، حقق البنتاغون عام 2021، في هجمات روسية مشتبه بها ضد جنود أميركيين، باستخدام الطاقة الموجهة.
من ناحية أخرى، ذكر مختبر أبحاث القوات الجوية الأميركي "AFRL" أن تكنولوجيا الطاقة الموجهة يمكن أن يستخدمها الجيش الأميركي مستقبلًا. كما ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أنها تتطلع لتطوير هذا النوع من الأسلحة مستقبلًا، بهدف تحقيق تفوّق عسكري استراتيجي.
وتجدر الإشارة أنه سبق أن نُشرت عدة ادعاءات مماثلة على وسائل التواصل الاجتماعي حول استخدام أسلحة الطاقة الموّجهة، منها أنّها سبب اندلاع حرائق في جزر هاواي.
اقرأ/ي أيضًا
كيف انتشرت نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة عن حرائق جزر هاواي؟
جدل حول اسم الإعصار دانيال وسعيّد ينسبه للصهيونية، فما أصله؟